الوطاسيون … من الصحراء إلى الشمال

دول اندثرت 3 سقط حكمهم في 1545 بعد معارك دامية يحمل تاريخ المملكة المغربية قصصا يجب أن تروى للجيل الحالي، التي تمتد لأكثر من 14 قرنا، لدول كثيرة استوطنت أراضي المملكة الشاسعة، وقضت قرونا، قبل أن تندثر. بالاستعانة بكتب وروايات تاريخية مختلفة، نروي قصصا مقتضبة لدول كان يقام لها ويقعد في المغرب العربي، واتخذت مدن المغرب مقرا لها، قبل أن تستسلم للزمن، من بينها البورغواطيون ودولة نكور والإمارة المغراوية والفاطميون. قصص جعلت من المغرب عظيما بين الأمم، بتاريخ ضخم يستحق أن يروى. يوسف الساكت استوطن الوطاسيون في الجزء الشمالي من الصحراء المغربية، قبل أن يقرروا النزوح إلى شرق المغرب وخاصة إلى منطقة الريف بالشمال، في القرن 13. رغم مكوثهم بالشرق والشمال والجنوب، لكنهم انتظروا إلى غاية 1358 ميلادية، لكي يبرزوا كقوة إقليمية، ويبدأ شأنهم في الرقي، خاصة عندما منح الحكم لبني مرين، رغم صغر سنهم، بل هناك كتب تاريخية وصفتهم ب"القاصرين"، مستغربة كيف تمكنوا من تطوير الدولة من كل النواحي في سن مبكرة جدا. بعد انتشار خبر أن حكام الوطاسيين في تلك الحقبة كانوا لا يفقهون في أمور الحرب، هاجمهم المرينيون في 1458، وقضوا على أغلبهم، لينجو من تلك المواجهة الدامية، أخوان فقط، من بينهما محمد الشيخ المهدي الذي قاد الدولة من 1472 ميلادية إلى 1505، من أصيلا. وتمكن المهدي من دخول فاس أيضا في 1472. بعد وصوله إلى هناك كانت أول مهمة له، القضاء على المرينيين والانتقام، وهو ما نجح فيه، غير أنه بعد نهاية الحرب بفاس، بلغ إلى علم السلطان الوطاسي، هجوم البرتغاليين على أصيلا. أمر المهدي آنذاك بجمع جيش كبير للهجوم على المدن التي كانت تسيطر عليها الآلة البرتغالية القوية، من أهمها طنجة وسبتة. عاشت مناطق في الشمال، بعد حرب المرينيين على الوطاسيين، أزمة تدبير، نتج عنها استقلال بعض الإمارات، مثل إمارة المنظري وبني راشد ودبدو، لكن المهدي سرعان ما قضى عليهم بعد الغزو البرتغالي لأصيلا، خوفا من تمكن البرتغاليين من دخول تلك المناطق، والاستحواذ عليها. قاوم المهدي جبروت البرتغاليين، إلى غاية تسلم محمد البرتقالي السلطة، في 1524، ليتعرض شمال المغرب لغزو إسباني، زاد من صعوبة موقف الدولة الوطاسية، ليضع البرتقالي مقاليد الحكم في يد أبي العباس أحمد، والذي قاد الدولة إلى 1550 ميلادية، وواجه الإسبان والبرتغاليين بشراسة، غير أن المغرب في تلك الحقبة، فقد الكثير من الأراضي، خاصة الشمالية الساحلية. ولأن المصاعب لا تأتي فرادى، زاد السعديون من أزمة الوطاسيين، إذ شنوا حروبا على الصحراء، ليسقط حكم الوطاسيين في 1545 هناك، بعد معارك دامية. وشكلت تلك الهزائم بداية انهيار الدولة. يتحدر الوطاسيون من إحدى فروع قبيلة زناتة، وهم سلالة أمازيغية، أصلهم من منطقة بالجزائر تسمى ب"الزاب". يقول ابن خلدون في أحد كتبه عن هذه الحقبة، إن "بني وطاس فرقة من بني مرين، غير أنهم ليسوا من بني عبد الحق، ولما دخل بنو مرين المغرب واقتسموا أعماله، كان لبني وطاس بلاد الريف، فكانت ضواحيها لنزولهم، وكان بنو الوزير منهم يسمون إلى الرئاسة، ويريدون الخروج على بني عبد الحق وقد تكرر ذلك منهم، ثم أذعنوا إلى الطاعة، وراضوا أنفسهم على الخدمة فاستعملهم بنو عبد الحق في وجوه الولايات والأعمال، واستظهروا بهم علـى أمور دولتهم فحسن أثرهـم لديها وتعدد الوزراء منهم فيها ". ورغم أن أسماء من بني مرين تقلدت الحكم في الدولة الوطاسية، غير أن بني وطاس كانوا حذرين جدا من بني مرين، قبل أن يعلن هؤلاء تأسيس دولتهم ومساندتهم للموحدين.

الوطاسيون … من الصحراء إلى الشمال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحت الدف

السويد "تختطف" أطفالا مغاربة

مقالات ذات صلة