باحثون وفنانون يستعيدون المنجز الإبداعي لصاحب «المقامات» احتفت مؤسسة الطيب الصديقي للثقافة والإبداع، نهاية الأسبوع الماضي، باليوم العالمي للمسرح من خلال تظاهرة ثقافية وفنية بالبيضاء، تمحورت حول "المسرح والسينما" تكريما لروح الفنان الراحل الطيب الصديقي وإرثه الفني، وذلك بعد مرور سبع سنوات على وفاته. التظاهرة التي احتضنها المركب الثقافي سيدي بليوط، ونظمت بتعاون مع مجلس مدينة الدار البيضاء، تخللتها ندوة فكرية تطرق المشاركون فيها إلى إسهامات الطيب الصديقي المتنوعة والمتعددة والتي ما تزال مجالا خصبا للدارسين والباحثين في مجالي المسرح والسينما، وهم الممثلة والمخرجة لطيفة أحرار مديرة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط، والسينمائي والمخرج عبد الكريم الدرقاوي، والكاتب والباحث الأستاذ أحمد مسعايا، والناقد السينمائي محمد باكريم. واعتبر المتدخلون، أن الراحل الطيب الصديقي يشكل هرما من أهرامات المسرح العربي والعالمي بالنظر لتعدد مواهبه وحنكته في التعامل مع الفنون، إذ جمع بين التمثيل والسينوغرافيا والإخراج والتأليف، فضلا عن اشتغاله بالحقل السينمائي. وأبرزوا أن تنظيم تلك التظاهرة الثقافية في ظل أجواء رمضان يعد بمثابة لحظة اعتراف والتقاء بين المسرح والسينما في شخص فنان كبير عرف ببحثه العميق والمتجذر في خبايا التراث المغربي والعربي والإسلامي والأمازيغي، حيث كان مخضرما من خلال اشتغاله مع مجموعة من الأجيال داخل المغرب وخارجه، مما أكسبه حضورا قويا سواء في مجال المسرح أو السينما. وحسب هؤلاء المتدخلين، كان الصديقي يؤمن بشكل جلي بمدى أهمية التوثيق والتأريخ للممارسة الفنية المغربية، في ظل تفعيل نموذج متجدد لتدبير الشأن الثقافي ببلدنا. وضمن أجواء تلك التظاهرة الفنية والثقافية، كانت هناك لحظة تكريم ووفاء لفنانين شاركوا في فيلم "الزفت"، ويتعلق الأمر أساسا بكل من ميلود الحبشي وعلي أصماعي، ثم حسن فولان الذي تعذر عليه الحضور. يشار إلى أن هذا الشريط السينمائي الطويل الوحيد للطيب الصديقي، سبق له أن فاز بجائزة العمل الأول في أيام قرطاج السينمائية سنة 1984. وتشكل هذه التظاهرة حسب المنظمين، انطلاقة لسلسلة من "أيام الصديقي" التي ستتلوها مجموعة من التظاهرات الثقافية الأخرى على الصعيد الوطني، منها عروض مسرحية وورشات وجلسات فكرية ومعارض مختلفة. ع. م