دول اندثرت 2 أقصر دولة حكمت جزءا من المغرب يحمل تاريخ المملكة المغربية قصصا يجب أن تروى للجيل الحالي، التي تمتد لأكثر من 14 قرنا، لدول كثيرة استوطنت أراضي المملكة الشاسعة، وقضت قرونا، قبل أن تندثر. بالاستعانة بكتب وروايات تاريخية مختلفة، نروي قصصا مقتضبة لدول كان يقام لها ويقعد في المغرب العربي، واتخذت مدن المغرب مقرا لها، قبل أن تستسلم للزمن، من بينها البورغواطيون ودولة نكور والإمارة المغراوية والفاطميون. قصص جعلت من المغرب عظيما بين الأمم، بتاريخ ضخم يستحق أن يروى. يوسف الساكت استقرت الدولة المغراوية في شمال المغرب الأقصى، على أنقاض الدولة الإدريسية، إذ تعتبر أقصر دولة حكمت جزءا من المغرب، وظل حكمها لمائة عام فقط، وتحدثت الكتب التي روت قصتهم، أن الخلافات حول الحكم، وخاصة بعد 1040، كلفتهم الكثير، لتنهار الدولة أمام غزو المرابطين، الذين استغلوا ضعف الدولة الداخلي، وتخلي بعض الأمراء عن الحكم بشكل غريب. رغم قصر مدة حكمهم، فإن الكتابات حول المغراويين كثيرة، إذ أتوا من قبائل بنو مغراوة، الموجودة في زناتة، وهم أمازيغ، حكموا إلى غاية 1070 ميلادية، ووصلوا إلى غاية المحيط الأطلسي. تميز المغراويون بأنهم أول القبائل الأمازيغية اعتناقا للإسلام، بل ذاع صيتهم عندما ساندوا عقبة بن نافع في حملته بالمحيط الأطلسي في 683 ميلادية، وتحالفهم مع الأدارسة في القرن الثامن. لم يكن تحالفهم مع الخوارج والأدارسة الوحيد، بل ربطوا اتفاقا مع أمويي الأندلس، غير أن هذا التحالف سيسرع نهايتهم، إذ وجدوا أنفسهم وسط صراع دام مع الأمويين الفاطميين في المغرب، رغم انتصارهم في 924 ميلادية. ولم يصمد تحالفهم مع أمويي قرطبة، فطردوا من وسط المغرب الأقصى على يد الزيريين، الذين حكموا المنطقة مكان الفاطميين. بعد ذلك زحف المغراويون إلى وسط المغرب، واستقروا في سجلماسة، بعد طرد المكناسيين، وذلك في 980 ميلادية. ومع دخول سجلماسة، أراد المغراويين التوسع أكثر، إذ قرر قائدهم آنذاك زيري بن عطية، دخول فاس والقضاء على بني يفرن، مستغلا ثورة ضد الأمويين، غير أن المنصور الأموي تمكن من القضاء عليها. من أبرز حكامهم، المعز وحمامة ودوناس، وهم الذين تمكنوا من بسط سيطرتهم على شمال المغرب ووسطه، إلى غاية 1040، رغم أن دوناس حكم سنة واحدة وهي 1039، وحكم المعز 25 سنة من 1001 ميلادية إلى 1026، ثم حماماة من 1026 إلى 1039. رغم تحالفاتهم الكثيرة، وجنوحهم حول تفادي الحروب، لكنهم وجدوا أنفسهم في حروب عديدة، خاصة مع العرب الهلالية والحماديين، انتهت أغلبها بتوقيع معاهدات صلح. رغم ذلك لم تكن الحروب هي سبب اندحارهم، قبل إكمالهم لقرن من الوجود، بل أن الكتاب تحدثوا عن صراعات داخلية، خاصة ما سمي ب"الثورة الداخلية" التي انطلقت في 1060 ميلادية، ليستغل المرابطون ذلك وهزموهم في حرب في 1070 ميلادية، أنهت وجودهم. من بين الأمراء الذين قادوا الدولة، هناك زيري بن عطية المغراوي وحمامة بن المعز بن عطية، وأبو العطاف دوناس بن حمامة، والفتوح بن دوناس وعجيسة بن دوناس، غير أنهم كلهم لم يتمكنوا من حكم البلاد لمدة طويلة، بل إن أكثر مدة حكم فيها أمير من الدولة، كانت لزيري بن عطية المغراوي، بين 989 ميلادية و1001، ثم المعز بن زيري بن عطية من 1001 ميلادية إلى 1026، وأبو العطاف دوناس بن حمامة من 1040 ميلادية إلى 1059.