ارتباك في تحديد سقف التمويل الذاتي ومساهمات الشركاء وتخفيض القرض الدولي إلى 150 مليارا لم تستقر جماعة البيضاء على سقف محدد لتمويل رؤية البيضاء 2028، أو مشروع برنامج العمل المقرر الانتهاء من مناقشته، على مستوى اللجان، منتصف الشهر المقبل. وتواجه الجماعة مشكلا كبيرا يلخصه منتخبون في الكم الهائل من البرامج والمشاريع التي تجاوزت 100 مشروع موزع على عدد من المحاور والقطاعات، مقابل ضعف التمويل في ظل التذبذب الواضح في المداخيل السنوية وارتفاع حجم النفقات الإجبارية، ثم صعوبة الرهان على الشركاء والاتفاقيات مع القطاعين العمومي والخاص للمساهمة في التمويل. وانتقلت التوقعات المالية، في أقل من شهر ونصف الشهر، من 45 مليار درهم، إلى 42 مليارا درهم، قبل أن تستقر، في النسخة الثالثة من مشروع برنامج العمل، في 39.5 مليار درهم. وانتقلت الجماعة، وفق ذلك، من التزام مالي ذاتي من 11 مليار درهم في النسخة الأولى من المشروع، إلى 9.5 ملايير درهم في نسخته الثانية المعدلة، ثم 7.7 ملايير درهم في النسخة الثالثة المعروضة للنقاش في اللجان منذ الاثنين الماضي، في وقت يتوقع أن يعرف سقف الطموحات المالية انخفاضا جديدا، بسبب معطيات موضوعية. ووضع مكتب الدراسات عددا من الفرضيات أمام الجماعة، لتوفير حصتها المالية من إجمالي استثمارات مشروع برنامج العمل المقدرة بـ39.5 مليار درهم، ومن هذه الفرضيات الزيادة في نسبة المداخيل السنوية بـ13 في المائة على الأقل، أو اللجوء إلى طلب قرض بـ1.5 مليار درهم. وفي الفرضية الأولى، يمكن الحصول على إيرادات سنوية تصل إلى 4.9 ملايير درهم، عوض 4.2 ملايير درهم في الوقت الحالي، أما الفرضية الثانية، فتمنح الجماعة إمكانية الحصول على 13.4 مليار درهم، تدفع منها حصتها في تمويل برنامج التنمية 2023-2028. وقدر مكتب الدراسات الفائض الصافي للجماعة في 12.7 مليون درهم، يضاف إليها القرض الجديد (1.5 مليار درهم)، مع احتساب خدمة الديون الجديدة، لتكون الموارد القابلة للتعبئة هي 13.4 مليار درهم، يخصم منها الالتزام المالي للجماعة في تمويل برنامج العمل (7.7 ملايير درهم). وتظل هذه العمليات، مجرد "عصف ذهني في مجال الرياضيات"، يتقاضىى عليه مكتب الدراسات أكثر من 200 مليون سنتيم، بينما توجد الحقيقة، حسب منتخبين، في جهة ثانية، أي الضعف البنيوي في المداخيل السنوية، في مدينة مازالت ترمي جميع بيضها في سلة الضرائب والرسوم والوجيبات، التي لا يمكن التعويل عليها لتوفير استثمار مالي يضخ في رؤية 2028. وروجت الجماعة لبرنامج أخضر لمدينة بيضاء حتى يتلاءم مع التغيرات المناخية التي تعرفها المدينة والمغرب والعالم، ويتضمن عدة مشاريع منها مشروع مصنع لتثمين النفايات المنزلية (حوالي 4 ملايير درهم)، ومنصة للمنتجات الغذائية خارج البيضاء، وإعادة تأهيل منطقة الأسواق بسيدي عثمان، وهناك أيضا مشروع السقي بالمياه العادمة المعالجة والخطة الرئيسية لتطوير الإنارة العمومية، واستعمال الألواح الكهروضوئية في مقرات الجماعة والمقاطعات، وإنشاء وتأهيل المساحات الخضراء، بكلفة تقديرية بمليار درهم للانتقال من 500 هكتار إلى 1000، مع تخصيص منتزه مندمج في كل مقاطعة. يوسف الساكت