45 سنة سجنا لمتهمين بالقتل الخطأ بنواحي اليوسفية

سبب الجريمة خلاف بسيط حول حدود أرض فلاحية الرغبة في الانتقام، أو الرغبة في الاستحواذ على أكبر عدد من القطع الأرضية، أو الشعور بالتفوق وبامتلاك القوة.. كلها عوامل مختلفة، تدفع الكثيرين بالبادية إلى تبادل الضرب والجرح، ما يؤدي في أحيان كثيرة، إلى جرائم قتل، ليجد الجاني نفسه يعض أصابع الندم، على ما اقترفته يداه، لكن بعد فوات الأوان.. بأحد دواوير جماعة اجنان أبيه القروية المنتمية إلى منطقة أحمر بإقليم اليوسفية، اندلع خلاف بسيط حول حدود قطعة أرضية، سرعان ما تطور إلى ضرب و"رجم" بالحجارة، أدى إلى ارتكاب جريمة قتل، قادت الضحية إلى مثواه الأخير، في حين كان نصيب الجناة قضاء سنوات وراء القضبان، بعد إدانتهم من قبل الهيأة القضائية بمحكمة الاستئناف بآسفي.وحسب وثائق الملف، سيما محضر البحث التمهيدي المنجز من قبل عناصر المركز الترابي للدرك الملكي، وأمر الإحالة الصادر عن قاضي التحقيق، فإن النزاع لم يكن الأول من نوعه إذ سبق وأن دخل الضحية والجناة وأقاربهم في نزاعات عدة حول تحديد الحدود الفاصلة لأراضيهم، وكان هذا النزاع يتجدد مع بداية كل موسم فلاحي، قبل أن يتدخل مجموعة من سكان الدوار لإصلاح ذات البين، حيث سبق أن تقدم أحد الجناة بشكاية ضد الضحية، بسبب نزاع حول قطعة أرضية، غير أنه تبين للمشتكين أنه ليس لهم دليل لربح القضية، وهو ما دفع المشتكي ومن يقف وراءه إلى البحث عن وسيلة لإخراس صوت الضحية، في وقت كانت زوجته تشعر بعدم الارتياح لتأخر زوجها عن دخول المنزل، اعتبارا لكون نية الانتقام منه صارت على لسان كل سكان الدوار، حتى جاءها الخبر الفاجعة، بمقتل زوجها بالأرض موضوع النزاع.بعد إشعار عون السلطة تكلف بإخبار ممثل السلطة المحلية بالمنطقة وعناصر الدرك الملكي، إذ تم الانتقال إلى مسرح الحادثة، ووجد الضحية جثة هامدة وسط بركة من الدماء، إذ تم نقل جثة الضحية إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بآسفي، قصد تشريحها، وتبين أنه أصيب بنزيف دموي حاد إثر إصابته في الرأس، مما تسبب في وفاته.وتم الاستماع من قبل الضابطة القضائية، إلى مجموعة من المواطنين الذين وجدوا ملتفين حول جثة الضحية، غير أنهم نفوا جميعهم أن يكونوا حضرواالجريمة.كما تم الاستماع إلى المتهمين "عبد النبي.ب" و "الطاهر.ب" و "حميد.ب"، إذ حاولوا في أول الأمر إنكار التهمة المنسوبة إليهم، غير أن محاصرتهم بسلسلة من الأسئلة، عجلت باعترافهم، بدءا من المدعو "الطاهر.ب"، إذ أكد أنه عندما أخرج قطيع الأغنام إلى أحد المراعي، وقبل أذان صلاة العصر بقليل أثار انتباهه المدعو "عبد النبي.ب"، وابن عمه “حميد.ب”، وهما يتبادلان الرشق بالحجارة مع الهالك “أحمد.ف”، وسط أرض عمه المدعو قيد حياته “عبد الكبير”.المدعو “الطاهر”، أكد أن فضوله لمعرفة ما يجري، دفعه إلى التوجه صوب مكان التراشق بالحجارة بين أفراد عائلته والضحية ليشاركهم العملية، حيث ولكثرة الرمي بالحجارة أصيب الضحية، إصابات بليغة في رأسه سقط إثرها أرضا، ولم يمنع ذلك المعتدين من الاستمرار في ضرب الضحية، قبل الاقتراب منه والوقوف على حالته، فأقدم المسمى “عبد النبي” على توجيه ضربة إلى رجل الضحية بعصا غليظة كانت سببا في تعطيل محاولات نهوضه، ثم أعاد الكرة المدعو “حميد” وبعده المصرح، لتكون النتيجة النهائية لهذا الحادث وفاة الضحية.بعد انتهاء الاستماع إلى المتهمين، تم وضعهم رهن الحراسة النظرية، بناء على تعليمات نائب الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بآسفي، قبل إحالتهم عليه، حيث قرر متابعتهم من أجل الضرب والجرح العمدين المفضي إلى الموت، لتتم إحالتهم على قاضي التحقيق، ومنه إلى هيأة الحكم بالمحكمة ذاتها، والتي قضت بعد عدة جلسات، بإدانة المتهمين بـ 15 سنة سجنا لكل واحد منهم، وأدائهم غرامة مالية للطرف المطالب بالحق المدني، والمحددة من طرف هيأة الحكم في 20 مليون سنتيم تضامنا بينهم، وتحميلهم الصائر مجبرا في الأقصى. محمد العوال (آسفي)

45 سنة سجنا لمتهمين بالقتل الخطأ بنواحي اليوسفية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اتهام ابن ملياردير بالقنيطرة بالقتل

عشرون سنة لمتهمين بالقتل بالجديدة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات