بعد قرابة ثلاثة أشهر من المعاناة أسلمت الطفلة "سلمى. ي" ابنة الفنيدق الروح، بعد مضاعفات عملية جراحية أجرتها في دجنبر الماضي، وخرجت منها بشلل كلي وعجز جسدي حددته التقارير الطبية في 95 بالمائة. وكانت "سلمى"، وهي طفلة في عمر الزهور خضعت لعملية جراحية، غالبا ما يتم وصفها بأنها "بسيطة" و"عادية"، لكنها في حالة الطفلة "سلمى" تحولت إلى محنة تجرعت رفقة والديها آلامها، إذ منذ ولجت إلى المركب الجراحي بمستشفى محمد السادس بالمضيق، لم تغادره إلا وهي مشلولة لا تقوى على الحركة ولا تجد إلى التكلم أو السمع سبيلا، وقبل أن تكمل محنتها الشهر الثالث أسلمت الروح إلى بارئها، أول أمس (الأربعاء). ولأن سلمى، كما صرح والداها في خرجات إعلامية عديدة، أجرت جميع الفحوصات والتحاليل الطبية التي تتطلبها العملية الجراحية، والتي أكدت قدرتها على الخضوع لعملية يجريها المئات، وربما الآلاف من أقرانها، في مختلف المستشفيات، سواء منها العمومية أو المصحات الخاصة، إلا أن هناك احتمال وجود خطأ طبي أثناء خضوعها للعملية، ذلك أنه بعد مرور حوالي ثلاثة أشهر على إجراء العملية الجراحية، ظلت سلمى ترقد في إحدى مصالح المستشفى الإقليمي سانية الرمل بتطوان، وهي تعاني عجزا جسديا تصل نسبته إلى 95 في المائة. وانطلقت رحلة الألم التي كانت سببا في وفاة "سلمى الياسيني" بتاريخ الأربعاء 21 من دجنبر الماضي، حينما دخلت إلى غرفة العمليات بالمستشفى الإقليمي بالمضيق، من أجل استئصال اللوزتين، إلا أن الطاقم الطبي احتفظ بها لأزيد من ثلاث ساعات داخل غرفة العمليات بسبب عدم استفاقتها من التخدير. وعقب ذلك تم نقلها إلى المستشفى الإقليمي سانية الرمل بتطوان في حالة غيبوبة، ولم تغادره إلا وهي جثة صوب مرقدها الأخير، هي التي عاشت أيامها الأخيرة عاجزة عن الحركة محرومة من النطق والسمع. يوسف الجوهري (تطوان)