عمل بطولي يسجل لعناصر الجيش والدرك والمتطوعين والمنتخبين لا تزال الصور ومقاطع الفيديو ترد على الرأي العام من أعالي جبال امسمرير بإقليم تنغير، من الجانب المتاخم لإقليم أزيلال، الذي يستقر به عدد من الرعاة الرحل، والذين حوصروا بالثلوج منذ أزيد من أسبوع، ولم يتمكنوا من مغادرة مخابئهم، بعدما استمر هطول الثلوج لأيام متوصلة، ما عقد مهمة الإنقاذ. وأطلقت سبع جمعيات من إقليم تنغير قبل أيام، نداء استغاثة، بعدما تمكنت من جمع معطيات حول الرعاة الرحل العالقين في مناطق متفرقة في جبال امسمرير، وتوصلها بأخبار تفيد أنهم محاصرون رفقة أسرهم وماشيتهم، وأن مؤنهم نفدت، الأمر نفسه بالنسبة إلى أعلاف المواشي. وبمجرد انتشار هذه النداءات، تحركت عدد من الجهات لإنقاذ الرحل، وإيصال المساعدات لهم، بعد أسبوع من الحصار، وهو ما نجحت فيه فرق مختلطة، تتكون من مختلف المتدخلين، الذين نظموا قافلة استمرت من السادسة صباحا إلى الرابعة عصرا، إذ تمكنوا في الأخير من إيصال الدعم المطلوب. ولم تتمكن السلطات من انتشال ثلاث أسر ظلت عالقة وسط الثلوج، غير أنها استطاعت ايصال المواد الغذائية، إضافة إلى الأغطية، وأجهزة لشحن الهواتف، قصد التواصل معهم والتعرف على احتياجاتهم وحجم الخسائر، وطبيعة المساعدات التي سترسل في ما بعد. ولم تنجح السلطات في إيصال أعلاف الماشية إلى بعض الأسر، رغم أن الدرك الملكي والجيش نفذا طلعات كثيرة بالمروحيات، التي مكنت من تحديد مكان بعض العالقين، الذين توصلوا بالدعم الكافي إلى حدود الساعة. ويرتقب أن تنزل الأسر الثلاث المتبقية في الجبل إلى الدواوير القريبة، والتي فكت عنها العزلة، في حال تحسنت الأوضاع الجوية في الأيام المقبلة، إذ أن قطيعها يعاني مشاكل عديدة، فبالإضافة إلى البرد القارس والأمراض، فإن العلف نفد، ولا كلاء في الخارج يمكن جلبه للقطيع، الذي يزيد حجمه عن ألف رأس. ولقت التدخلات استحسانا كبيرا من الرحل، ومن الرأي العام المحلي، الذي ثمن تدخل السلطات، وتضافر جهود كل المتدخلين على رأسهم عامل إقليم تنغير والمنتخبين والمجتمع المدني، إذ أن السكان المحليين كانوا حاسمين في التواصل مع الرحل، وتحديد أماكنهم، كما أن الإقليم توصل ببضعة أطنان من العلف المدعم، الذي سيصرف للمتضررين، بمجرد تحسن الأوضاع المناخية. عصام الناصيري