فند ثلاثة خبراء أمريكيين مختصين في الجرائم الإلكترونية، التهم التي وجهت إلى المغرب باستعمال نظام "بيغاسوس" للتجسس على نشطاء حقوق الإنسان والصحافيين. واستمعت اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، نهاية الأسبوع بطنجة، لآراء ثلاثة خبراء أمريكيين، في إطار دراستها لموضوع الادعاءات غير المثبتة ضد المغرب، الصادرة عن مختبر "سيتايزن لاب"، ومنظمة "أمنستي"، وجمعية "فوربيدن ستوريز". ويتعلق الأمر بالمحاميين الأمريكيين المختصين في قانون الكومبيوتر والجرائم الإلكترونية، "تور إيكلاند"، و"مايكل هازارد"، إلى جانب "جوناتان سكوت"، الخبير في برامج التجسس الرقمي. وأجمع الخبراء الثلاثة على أن الأبحاث التي على أساسها تتهم تلك المنظمات المغرب بالتجسس على نشطاء وحقوقيين وصحافيين، ليست دقيقة، ولا تستند على أي أسس علمية سليمة، ويمكن إدراجها ضمن "العلم التافه"، وهو وصف يطلق على البحوث العلمية الزائفة أو المزورة، إذ تمت تبرئة المغرب من إدعاءات التجسس. وأكد عمر السغروشني، رئيس اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، أن هذه الجلسات تقنية محضة والغرض منها هو الاستماع إلى توضيحات مختلف الخبراء لأجل الوصول إلى الحقيقة. ونفى أن تكون اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، طلبت من الأمريكي "جوناتان سكوت" إنجاز تقرير، بل جاءت المبادرة منه ولم تتدخل في مضمونها لا بالسلب أو الإيجاب، ولم تطلب منه إضافة شيء أو حذفه. وأضاف السغروشني أن المزاعم المروج لها في قضية "بيغاسوس" تستند إلى "تقييمات تقنية خاطئة، وتقوم على استنتاجات متسرعة في محاولة لتوريط دول معينة". وكشف جوناثان سكوت في مداخلته العيوب المنهجية والعلمية المتأصلة في النهج الذي تبناه مختبر "سيتايزن لاب"، ومنظمة "أمنستي"، وجمعية "فوربيدن ستوريز"، والذي أدى إلى تبني استنتاجات هي أقرب إلى الادعاء منها إلى العلم في ما يتعلق بالاستخدام المزعوم لبرنامج "بيغاسوس" من قبل دول معينة، إذ لا دليل على وجودها واقعيا، ما يدعو إلى التشكيك في مصداقية الاستنتاجات التي توصلت إليها المنظمات الثلاث. وأوضح المتحدث نفسه أنه طلب من تسعة متطوعين عبر العالم اختبار نظريته حول إمكانية تزوير عدوى "بيغاسوس"، عن طريق إرسال رسالة عبر "واتساب" لهم، باستعمال "دومين" تابع لمنظمة "أمنستي"، وكانت نتيجة اختباره إيجابية ويقوم بتسجيل هجوم مزور للبرنامج المذكور على هواتف ثمانية أشخاص من أصل تسعة. كما أكد الخبير الأمريكي في برامج التجسس، خلال الاستماع إليه، أن الفريق التقني لمنظمة العفو الدولية أنشأ برنامجا للكشف عن إصابات "بيغاسوس" يسمى "إم في تي. تول" (MVT-Tool)، لكن "أمنستي" لم تكشف أي تفاصيل عنه وأسباب إنشائه للعلن، وهو ما يشكك في مصداقية البرنامج. أحمد الأرقام