المــدونــون…الــثــوار الــجــدد

عمامو أصبح مسؤولا وزاريا وغنيم ما زال مختفيا في ظل تسارع أحداث ثورة الياسمين في تونس وثورة الفل في مصر، برزت العديد من أسماء المدونين الذين "يتهمون" من قبل مساندي نظامي مبارك وبن علي بأنهم وراء إحداث حالة "الفوضى" التي يشهدها البلدان، بينما يعتبرهم المساندون للمظاهرات ثوارا ومناضلين استطاعوا تحقيق الثورة، بنقل نضالهم من على صفحات الأنترنت إلى شوارع البلدين. ومهما اختلفت المواقف تجاههم، إلا أن الجميع يقر بالدور الكبير الذي يلعبه هؤلاء المدونون، رغم عدم حملهم أي صفة سياسية رسمية. كان سليم عمامو يعتبر، إلى حد قريب، مناضلا "افتراضيا" يمارس نضاله على شبكة الأنترنت، قبل أن ينتبه نظام بن علي، الذي كان يفرض رقابة صارمة على الشبكة العنكبوتية، إلى الخطر الذي يشكله عليه ويقوم باعتقاله في الحادي والعشرين من دجنبر الماضي. كانت جريمة عمامو هي خرقه للحظر الذي تمارسه الدولة على شبكة الأنترنت واستغلال مهارته في مجال الأنترنت والقرصنة لتمكين التونسيين من الولوج إلى جميع المواقع التي تحجبها الدولة مثل "فيسبوك" و"يوتيوب" وغيرها، وهي التي كان يتم عبرها التخطيط وتنظيم التحركات والمظاهرات المناهضة لنظام بن علي. في الوقت الذي تم اعتقاله، كانت شرارة الثورة قد اشتعلت ولا مجال لإطفائها، سوى بتنحي النظام. تحقق لسليم عمامو ما يرغب فيه، و"هرب" بن علي إلى السعودية، ليخرج عمامو من السجن مباشرة إلى وزارة الشباب ليتبوأ منصب كاتب الدولة لدى وزير الشباب والرياضة، مشكلا بذلك حالة استثنائية وفريدة في العالم العربي، ومكافأة رمزية لمئات المدونين التونسيين.في مصر، لم يكن وضع المدونين مختلفا كثيرا، وإن كان التدوين في مصر يمتاز بنشاط أكبر، باعتبار العدد الكبير من المدونين المصريين على شبكة الأنترنت، يفوق عددهم مائة وخمسين ألف مدون، حسب وثائق "ويكيليكس"، التي تحدثت أيضا عن المواضيع التي تتطرق لها هذه المدونات، والتي تركز أساسا على السياسة الداخلية المصرية، وعدم المساواة بين الجنسين، والطريقة المريبة التي تمنح بها رخص السياقة، والعلاقة بين المسلمين والأقباط، والتحرش الجنسي في الشوارع، إلى غيرها من المواضيع. ويحدد "ويكليكس" نسبة المدونات السياسية في 30 في المائة، يشرف عليها، في الغالب، شباب تتراوح أعمارهم ما بين 25 و30 سنة.وإذا كان عمامو "نجم" الثورة في تونس، فإن اسم المدون وائل غنيم هو الأبرز خلال المظاهرات الأخيرة التي تعرفها الشوارع المصرية، بعد اختفائه بطريقة مريبة يوم 28 يناير الماضي. وأثار اختفاؤه ضجة عالمية كبيرة بسبب عمله مديرا للتسويق لدى شركة "غوغل" في الشرق الأوسط، إذ تناقلت مختلف وسائل الإعلام العالمية خبر اختفائه، كما كثف أصدقاؤه نشاطهم على الأنترنت للعثور عليه، قبل أن ينتشر، أخيرا، شريط للفيديو يظهر كيف تم إلقاء القبض عليه من طرف عناصر الشرطة المصرية.وفي خطوة للضغط على السلطات المصرية، أعلن عدد من المدونين المصريين المتظاهرين في ميدان التحرير ، تعيين غنيم، الذي ما زال مختفيا، على رأس لجنة للتحاور مع المتظاهرين، الذين ما زالوا يعتصمون في الشوارع، رافضين الانتظار حتى نهاية السنة الحالية، موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، لتنحي مبارك عن الحكم. صفاء النوينو

المــدونــون…الــثــوار الــجــدد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ثورة الأنترنت... أسلحة من نوع آخر

تفاوت في إدراك مفاهيم التواصل والتأطير السياسي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات