الشريط الجديد للشكيري يستعيد تيمة الإرهاب وعاطفة الأمهات أفرج المخرج إبراهيم الشكيري، مساء الاثنين الماضي، عن نسخة فيلمه الجديد "كام باك" من خلال العرض ما قبل الأول الذي احتضنته سينما "ميغاراما" بالبيضاء. الفيلم الجديد للشكيري يتناول قضية الإرهاب وفي الوقت نفسه مشاعر الأمهات وتعلقهن بأبنائهن، والمعارك التي يمكن أن تخوضها الأم لإنقاذ ابنها من الانجراف. شريط "كام باك" يرصد الحياة المضطربة ل"البتول"، وهي بلجيكية من أصل مغربي، تعمل بجد ومندمجة بشكل جيد في المجتمع. لكنها تمر بأوقات عصيبة مع زوجها. بعد نزاع زوجي عنيف للغاية، اختفى ابنها المراهق إسماعيل بين عشية وضحاها. تكتشف "البتول"، وهي تبحث عن ابنها، أنه ذهب إلى سوريا للانضمام إلى المجاهدين الذين يقاتلون ضد النظام القائم. بدون أي مساعدة أو دعم، فإن خيارها الوحيد هو العثور عليه وإعادته إلى المنزل. تتظاهر "البتول" بأنها صحافية ، وتتمكن من التسلل إلى منطقة القتال ، لكنها وجدت نفسها محاطة بدورية من المقاتلين الأكراد. تكتشف شعبًا يعاني، وبلدًا مدمرًا، وعالمًا يحتضر. يتم اقتيادها إلى مخيم للاجئين. مستغلة الفوضى العامة، تغادر المخيم وتذهب بحثًا عن ابنها، الذي وجد نفسه محاصرًا في عالم لا يفهمه، في مواجهة واقع الحرب القاسي. تشهد "البتول" العديد من المجازر المروعة، وتصبح ممثلة في عالم الفوضى هذا حيث لا ينجو إلا الأقوى. يمنحها حبها لابنها الأمل والقوة للبقاء على قيد الحياة ومواصلة قتالها، حيث يتمثل هدفها الوحيد في العثور على ابنها على قيد الحياة. واستوحى إبراهيم الشكيري من قصة شباب انطلقوا رغم أنفسهم في معارك بعيدة عن أيديولوجياتهم. وفيها يروي معاناة الآباء والأمهات الذين يواجهون الأمر الواقع والذين ينتظرون عودة أبنائهم من مناطق الصراع. والملاحظ أن الشكيري ظل محافظا على اقترابه من تيمة الإرهاب التي سبق أن تناولها في شريطه المطول "الطريق إلى كابول"، لكن بلمسة فكاهية، إلا أنه في عمله الجديد يركز على قوة الصورة والمشاهد الحركية. شريط "كام باك" من بطولة نفيسة بنشهيدة وعزيز ضهيور، وكليلة بونعيلات، وعصام بوعلي، وعبد السلام البوحسيني، ومحمد قيسي، وحفيظ ستيتو، وديفيد أوبا. عزيز المجدوب