ألبسة تركية تكتسح الأسواق

أسعار تقل بنسب تتراوح بين 20 في المائة و50 مقارنة بأسعار ماركات أخرى اكتسحت مجموعة من العلامات التركية المتخصصة في صناعة "ملابس المحتجبات"، جل الأسواق التجارية بالمغرب، بعدما استطاعت، عبر شبكة واسعة للتوزيع، إقناع المستهلكات بشراء منتوجاتها، لما تتميز به من موديلات متجددة وتصميمات ساحرة، وتعرض بأسعار مناسبة تتلاءم مع القدرة الشرائية لذوي الدخل المتوسط والمحدود، ما خول لها التربع على عرش "الأزياء الشرعية العصرية"، وأصبحت الخيار الأول للباحثات عن "ألبسة حلال". وحققت الملابس النسائية التركية، خاصة "موضة المحجبات"، التي تجمع بين الأصالة الإسلامية والعربية وسحر الموضى الغربية، انتشارا هائلا في الأسواق الشعبية والمراكز التجارية الراقية، لتكسر بذلك الصورة النمطية للباس المرأة المغربية المحافظة، وتعويضه بموديلات متنوعة بألوان زاهية نالت إعجاب كل الأذواق، بما فيها الأقمصة والجاكيتات والسراويل الواسعة والأوشحة و"الشالات"، وصولا إلى فساتين السهرة والزفاف وملابس السباحة المحتشمة العصرية "البوركيني". وازدهرت في السنوات الأخيرة بمدن الشمال، تجارة الملابس الإسلامية المستوردة من الأسواق التركية بشكل لافت، وهو ما جعل عددا من المستوردين يدخلون في سباق قوي نحو البحث عن الأسواق العالمية المتخصصة في هذا النوع من اللباس، نظرا للأرباح الكبيرة التي يحققها لهم، ودفع عددا من المستثمرين في صناعة النسيج والأثواب، من بينهم أتراك، إلى تأسيس مقاولات ومصانع بمدن مختلفة لإنتاج ألبسة نسائية بتصاميم إسلامية جديدة تتماشى مع آخر صيحات الموضة في العالم، لاسيما بعد أن تراجع المغرب عن اتفاقية التبادل الحر مع تركيا، وفرض على وارداتها من الألبسة والنسيج رسوما جمركية وصلت إلى 27% في 2019، ثم 36% حاليا. وذكر أحد التجار المتخصصين في بيع الحجاب التركي بالجملة في طنجة، أنه مع تزايد انتعاش سوق الموضة العالمية بعدة عواصم أوروبية، توجهت بعض الدول الإسلامية، مثل إندونيسيا وماليزيا وتركيا، إلى فتح أسواق جديدة للموضة الإسلامية، عبر إنتاج أزياء نسائية تتميز بتصاميم محتشمة تلبي احتياجات المرأة المسلمة، وتعرض للبيع بأسعار أقل بكثير من الماركات العالمية التي كانت مسيطرة على السوق المغربية، ما جعل الطلب عليها يرتفع إلى مستويات قياسية، وتحولت إلى تجارة عالمية مربحة. وانتقد المصدر، الذي فضل عدم كشف عن هويته، الأسواق والمتاجر التي تفرض هذه الأنواع من الملابس المستوردة من الخارج على المسلمات في المغرب، رغم أنها بعيدة كل البعد عن ثقافتنا ولا تربطها أي علاقة بالأصالة المغربية، مشددا على ضرورة خوض المستثمرين المغاربة تجربة لباس المحجبات على شاكلة ما هو موجود في عديد من البلدان العربية، كسوريا ولبنان ومصر، لقطع الطريق على "لوبيات" تشجع هذه المنتجات الأجنبية، وتكسب من ورائها أرباحا تقدر بالملايير. من جهة أخرى، ذكرت مجموعة من المشتغلات في حقل الموضة وتصاميم الأزياء بعاصمة البوغاز، أن اجتياح هذا اللباس الأسواق المغربية راجع إلى عدم توفرها على أزياء مغربية مخصصة للمحجبات، بسبب ارتفاع تكلفتها، ما يدفع بالنساء والفتيات إلى البحث عن لباس محتشم وأنيق يتوافق مع طبيعة العمل أو الدراسة، دون الخوض في مصدره وطريقة استيراده. وقالت ليلى الشفيرة، مصممة وصاحبة محل لبيع ألبسة النساء المحتجبات بطنجة، إن النساء المغربيات يلجأن إلى تطوير لباسهن الإسلامي وفق آخر صيحات الموضة العالمية، بحثا عن الأناقة والحشمة في الوقت ذاته، وهو ما توفره الشركات التركية، التي تعمل على تزويد الأسواق المغربية بملابس إسلامية معاصرة توافق فصول السنة وكل المناسبات بما فيها الأعراس والنزهة والتسوق والبيت والرياضة، وتعرضها بأسعار تنافسية تقل عن ماركات أخرى بنسب تتراوح بين 20% و50%. وعن ارتفاع أثمنة المنتوجات المغربية، أكدت الشفيرة أن ذلك راجع لأن لباس المرأة العادي، يحتاج فقط إلى متر واحد أو مترين من القماش، في حين تتطلب التنورة الإسلامية من 6 إلى 10 أمتار من الأثواب، بالإضافة إلى مستلزماته والزمن الذي يستغرقه في الخياطة، وهو ما يعني أن كلفة هذا النوع من اللباس عالية. المختار الرمشي (طنجة)

ألبسة تركية تكتسح الأسواق

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تميز المغرب في المعطيات المفتوحة

سقوط نشالين بمكناس

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات