“كادوات العطفة”…”دارتها قلة الشي”

ضعف الإقبال على محلات الشوكلاته والهدايا واكتفاء بالورود والتذكارات الرخيصة "العين بصيرة واليد قصيرة"...مثل مغربي للدلالة على العجز عن نيل الشيء أمام ضعف ذات اليد المتمثل في انعدام المال، وهو المثل الذي يمكن استعارته لوصف ضعف الإقبال على اقتناء هدايا عيد الحب، الوضع الحالي الذي تسببت فيه الأزمة الاقتصادية في ظل موجة غلاء الأسعار. طالما كان تبادل الهدايا بين العشاق في العالم وفي المغرب تعبيرا عن الحب الذي يجمعهم، فالهدية بغض النظر عن قيمتها المادية فإن منحها للعشيق يبقى تعبيرا خالصا عن أن "الحبيب أو الحبيبة في البال"، وهو الانطباع الذي يكون أكثر لدى المرأة التي تسعد بالهدايا وتعتبرها تذكارا من فارس الأحلام الذي خطف فؤادها بدون استئذان، لكن هذه السنة تأتي بطابع خاص, بعد أن صارت مناسبة 14 فبراير دون طعم. بأي حال عدت يا عيد "الناس فالناس والقرع فمشيط الراس"، من بين الأمثلة الشعبية التي تلفظ بها رجل أربعيني أثناء سؤاله عما إذا كان يحضر هدية لشريكة حياته، موضحا أن الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالقدرة الشرائية للأسر والأفراد من الفئات الاجتماعية المنتمية إلى الطبقة المتوسطة والفقيرة، تجعل الاهتمام منصبا على توفير قفة المواد الغذائية من خضر وفواكه ولحم، وليس التهافت على شراء الهدايا التي لا تغني من جوع، حسب تعبيره. وإذا كان الاحتفال بعيد الحب مضيعة للمال بالنسبة إلى رب الأسرة، فإن صواب الفكرة أقرب بالنسبة إلى شباب اليوم، إذ اعتبر عدد ممن استقت "الصباح"، آراءهم حول استعدادهم لاقتناء هدية المناسبة الرومانسية، أن عيد الحب لهذه السنة يطل على المغاربة من دون هدايا، بعد أن صارت التذكارات غالية الثمن، وهو ما علق عليه أحد العشاق بالقول "مشات يامات تشري نونوس بثمن رمزي، دابا كلشي غلا مع هاد الموجة اللهم فلوسي فجيبي والحب ماكيتقدرش بالماديات". "لا نونوس لا روايح لا شكلاط" "هاد العام ماكاين لا دب لا شمع لا كورميط لا عطور"...من بين الخلاصات التي استنتجتها "الصباح"، بعد جولتها بعدد من الأسواق والمحلات التجارية بالعاصمة الاقتصادية، خاصة في الأحياء الشعبية، فبعد أن كان هذا النوع من الهدايا التي يقتنيها العشاق، صارت من المنتوجات التي لا يسأل عنها الزبناء، رغم الديكورات المثيرة التي تكتسي واجهات المحلات، وإعلانات التخفيضات التي لا يلتفت إليها المرتفقون في ظل "الجيب المثقوب". ويأتي هذا التحول في عادات المحتفلين بعيد الحب، في ظل أوضاع معيشية قاسية بسبب الأزمة الاقتصادية المرتبطة بغلاء الأسعار وما خلفته من ثقب في ميزانية الأسر والأفراد، إذ أصبحت متطلبات عيد الحب المعتادة من تبادل الورود والهدايا والسهر ليلا، من الكماليات التي يجد العديد من المغلوبين على أمرهم أن هناك من حاجاتهم اليومية ما هو أكثر أهمية منها. رحلة البحث عن "الرخا" في الوقت الذي لم يستطع عدد كبير من العشاق الإقبال على المحلات التجارية المختصة في بيع الهدايا والشوكلاته لغلاء أثمنتها، يفضل آخرون الارتماء في أحضان محلات بيع الورود لاقتناء وردة أو البحث عن باعة الورد المتجولين في الشوارع لاقتنائها منهم بأثمنة بخسة تتراوح ما بين 10 دراهم و15. وفي خضم رحلة البحث عن "الأرخص"، ظهر عدد من الزبائن وهم يطلبون من الباعة أن يدلوهم عن الهدايا الرخيصة الثمن، قبل أن يعلق أحد الشباب وهو يحمل كأسا مزينة بقلب وعبارة "أحبك"، قائلا "أجبرنا على تطبيق مقولة الهدية برمزيتها وليس بثمنها، فحتى لو قررت أن اختصر الأمر بسلة من الشوكولاتة ستكلفني مبلغا مهما، وبالنسبة إلي ثمن علبة شكولاته المزينة في هدية أو سوار من فضة أو تذكار بقيمة 150 درهما أو 200 زايدين فيا". وإذا كان التجار يعتبرون هذا العيد من المناسبات المهمة التي تحرك الدورة الاقتصادية، فإن الأمر اختلف مع تأثر الناس بغلاء الأسعار، إذ قال صاحب محل لبيع العطور والهدايا "كما ترون الأسواق التجارية شبه خاوية، لا مظاهر للاحتفال بعيد الحب". وأفاد مالك محل مماثل بالألفة بالبيضاء، "في السابق كان محلنا يعيش ضغطا من كثرة إقبال الزبائن، لكن اليوم تشاهد كيف قلت الحركة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تجعل المرء مضارب غير مع الخبز والتقدية ومصاريف الضو والما "، قبل أن ينهي حديثه بالقول "مشات يامات العز دابا الناس ولات كتشطر وكتقلب على كيفاش دبر حياتها اليومية". محمد بها

“كادوات العطفة”…”دارتها قلة الشي”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إيقاف سارقي وكالة لتحويل الأموال

“سان فلانتان” ... نهايات في محاكم الأسرة

مقالات ذات صلة