هكذا شل الريال الحركة بالرباط

رواج وإقبال كبير وجمهور "الميرينغي" يبدع في "تيفو" الصحراء عرفت الرباط حركة غير عادية، أول أمس (الأربعاء)، بسبب مباراة ريال مدريد الإسباني والأهلي المصري، التي احتضنها مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، لحساب نصف نهاية كأس العالم للأندية، بسبب الاختناق المروري وانتعاش السوق السوداء في نقط محددة، في الوقت الذي وزعت فيه التذاكر مجانا في بعض الفنادق الفخمة. وعاش الجمهور أجواء رائعة بمركب الرباط، رغم التعب والإجراءات الصارمة، المتخذة من قبل السلطات الأمنية واللجنة المنظمة لمونديال الأندية، والتي عكرت صفو العديد من المواطنين، في الوقت الذي حل الكثير من الجماهير من جل المدن المغربية، لمشاهدة فريقها المفضل. جمهور غفير لم يكن، أول أمس (الأربعاء)، يوما عاديا في العاصمة الرباط، بسبب مباراة ريال مدريد والأهلي المصري، إذ عرفت جل شوارع الرباط اختناقا مروريا كبيرا، رغم التعزيزات الأمنية الكبيرة للسلطات بالرباط، خاصة في جميع المدارات. وعرفت شوارع الحسن الثاني والطريق الوطنية رقم 1 وأحياء الرياض وأكدال والسويسي والمحيط اكتظاظا كبيرا للسيارات، عكس ما كان عليه الأمر في مباراة الوداد الرياضي والهلال السعودي، التي احتضنها مركب الرباط السبت الماضي، لحساب ربع النهائي، بسبب الحواجز الأمنية التي وضعت على المدارين الرئيسيين للمركب من جهة تمارة والطريق السيار المؤدي إلى البيضاء، الشيء الذي أثار غضب المواطنين، الراغبين في ولوج الملعب. وسعت السلطات الأمنية إلى وضع حاجز أمني في كل مدار قبل ولوج محيط الملعب، من أجل التحقق من توفر أصحاب السيارات على تذكرة المباراة، غير أن التأخر في العملية تسبب في اختناق مروري كبير، امتد لأزيد من ساعتين، واستمر إلى ما بعد انطلاقة المباراة. وامتلأ موقف السيارات الشمالي والجنوبي لمركب الرباط، قبل أن يسمح للجماهير بركن سياراتهم أمام المحطة الطرقية الجديدة، وبحي الفتح وبالقرب من مركز تكوين الفتح الرياضي، في الوقت الذي فضل العديد من المواطنين ركن سياراتهم في شارع الجيش الملكي وبالقرب من المستشفى العسكري، والمشي عدة كيلومترات، لتفادي المشاكل في ركن السيارة والاختناق المروري. سوق سوداء عاينت "الصباح"، انتعاشة كبيرة للسوق السوداء في عدد من الأماكن المعروفة بالرباط، خاصة بالقرب من محطة القطار الرباط أكدال والرباط المدينة والمحطة الطرقية وبمحيط الملعب، في الوقت الذي فضل العديد التواري عن الأنظار والمتاجرة في بيع التذاكر ببعض الفنادق والمقاهي، الموجودة بكورنيش الرباط. وبيعت التذاكر من الفئة الثالثة بـ500 درهم و600، في الوقت الذي بلغت فيه التذاكر من الفئة الثانية 800 درهم و900، سيما أنها الأكثر رواجا، في الوقت الذي لم يظهر للتذاكر من الفئة الأولى أي أثر، كما أن غلاءها في السوق السوداء لم يسمح للجمهور بمساومة أصحابها. وتم بيع التذاكر في السوق السوداء، عن طريق الهاتف، إذ تابعت "الصباح"، أن المتاجرين فيها يعملون على تحديد موعد ونقطة التقاء مع الراغب في اقتنائها، بعد عرضها في مواقع معينة، قبل أن تتم عملية التسليم بسرعة كبيرة، إذ استمرت إلى حدود انطلاقة المباراة. وعرف محيط الملعب رواجا كبيرا للسوق السوداء، في الوقت الذي لم تقم فيه السلطات بتتبع هذا الأمر، سيما أن المنظمين راهنوا على الحضور الجماهيري، ومن شأن منع السوق السوداء أن يؤثر على الحضور في مباراة من هذا الحجم. وتكبدت مجموعة من المواطنين عناء التنقل من مدن الشمال على الخصوص، دون توفرها على تذاكر، إذ اضطرت إلى متابعة المباراة من المقاهي المجاورة للملعب، في الوقت الذي فضل البعض العودة، بعد أن فشلت جميع محاولاتهم في الحصول على تذكرة الدخول إلى الملعب. المئات خارج الملعب رغم حضور 43 ألفا و508 مشجعين إلى مباراة ريال مدريد والأهلي المصري، فإن عدد الجماهير التي لم تتمكن من الدخول بلغ عددها المئات، في الوقت الذي حاول العديد منهم البحث عن منفذ لدخول الملعب، غير أنهم لم يتمكنوا بسبب الحراسة الأمنية المشددة على جميع السياج المحيط بمركب الرباط. وتابعت "الصباح" العديد من الحافلات المحملة بالجماهير، التي حلت من جميع مدن المملكة، وبشكل خاص من طنجة وتطوان والبيضاء، في الوقت الذي فضل العديد منهم التنقل عبر سياراتهم الخاصة، إضافة إلى الذين قرروا التنقل على متن القطار، إذ عرفت محطة الرباط أكدال تجمهرهم على محلات المأكولات السريعة والمقاهي الموجودة به. وحلت مجموعة من الجماهير من إسبانيا، لتشجيع ريال مدريد، اختار جلهم التنقل إلى مركب الرباط مشيا ، مرددين شعارات "الميرينغي"، وواثقين من المرور إلى النهائي بسهولة، بالنظر إلى قوة فريقهم، وتسلحه بترسانة من اللاعبين العالميين. واعتذر الجمهور المغربي المحب لريال مدريد من أشقائهم المصريين، إذ حضر الملعب ما يقارب 500 متفرج أهلاوي، بسبب رفضه تشجيع الفريق المصري، على حساب الريال، ووعدوهم بتشجيع الأهلي في المباريات المقبلة، لكن رغم ذلك، شجع الجمهور المغربي الأهلي خلال الهجمات المرتدة الخطيرة التي قام بها، وأثناء تسجيله الهدف الوحيد، وخلال التغييرات. وحلت جماهير عديدة من دول عربية شقيقة، وحتى من الجزائر، لمساندة فريقها المفضل ريال مدريد، سيما أن الجماهير المذكورة أحدثت رابطة لمشجعي الفريق الملكي في الدول العربية، وتنسق في ما بينها، لتقديم عروض جيدة في مونديال الأندية. "تيفو" الصحراء أشاد الجمهور الكبير بـال "تيفو" الذي رفعه جمهور ريال مدريد، ويظهر خريطة المغرب كاملة من شماله إلى جنوبه، ونال إعجاب الجميع. وعبر الجمهور الريالي عن وطنية كبيرة، برفعه "تيفو" المذكور، والذي ينسجم مع العلاقات الجيدة التي تربط المغرب بإسبانيا، وموقف السلطات الإسبانية من مغربية الصحراء، وهو ما أثار حفيظة نظام "الكابرانات"، وحاول عن طريق ذبابه الإلكتروني تسييس القضية، رغم أن المسألة تتعلق بحرية الجمهور في اختيار المواضيع التي يتناولها. ومن جانبه، قام جمهور الأهلي المصري بـ "كراكاج" خلال المباراة، كما أشعل بعض الشهب الاصطناعية احتفالا بتسجيل الهدف الوحيد لفريقه في المباراة، عن طريق ضربة جزاء نفذها التونسي علي معلول، إذ دخل الجمهور إلى الملعب مجتمعا وغادره بالطريقة ذاتها. وعبرت جماهير ريال مدريد عن سعادتها بحضور أول مباراة لـ "الميرينغي" في ملعب مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، خلال مونديال الأندية، بعد أن تعذر عليه ذلك في نسخة 2014، بسبب فضيحة "الكراطة"، التي نقلت مبارياته إلى مراكش، وتمكن خلالها من التتويج باللقب. وتفاعلت الجماهير المدريدية مع المباراة بشكل كبير، خاصة الهدف الثالث الذي سجل بطريقة جماعية، دفعت الجميع للوقوف والتصفيق بحرارة على لاعبي الريال، الذين أثقلوا شباك محمد الشناوي برباعية. البوابات الإلكترونية تمكنت السلطات من معالجة مشكل الأبواب الإلكترونية، الذي ظهر خلال مباراة الوداد الرياضي والهلال السعودي السبت الماضي، لحساب ربع النهاية، بعد أن تسبب بطؤها في ارتباك عملية ولوج الجمهور إلى الملعب. وحذرت اللجنة المنظمة السلطات من البطء الموجود في البوابات الإلكترونية، الشيء الذي دفعها في مباراة الريال والأهلي المصري إلى التعامل معها بحذر، الشيء الذي ساهم في رفع الضغط عنها، ودخول الجمهور بسلاسة، وعدم وجود الاكتظاظ أمامها. وتداركت السلطات الأمنية الأخطاء التنظيمية التي واجهتها في ربع النهاية، وعملت على تفاديها في مباراة الريال والأهلي، إضافة إلى إغلاق مجموعة من المنافذ التي كان يمر منها الجمهور أبرزها الأبواب المؤدية من قاعة الاعتمادات إلى الملعب، بعد تدخل مسؤولي اللجنة المنظمة التابعين للاتحاد الدولي لكرة القدم وتشديد المراقبة عليها. إنجاز: صلاح الدين محسن / تصوير (عبد المجبد بزيوات)

هكذا شل الريال الحركة بالرباط

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الشرقي و"التعبير بالنار"

إدانة سارق مطبوعات المحكمة

مقالات ذات صلة