معرض تشكيلي برواق المسرح الوطني محمد الخامس يتواصل برواق فضاء المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، نهاية الأسبوع الجاري، معرض فردي للفنان التشكيلي محمد فكير، تحت عنوان "أسرار الدائرة". ويضم المعرض أزيد من 60 لوحة تشكيلية تحتفي بأسرار الدائرة المعلنة والمضمرة، استغرقت مجهودا ممتدا على مدار ثلاث سنوات، إلى جانب أعمال أخرى، تستقي مادتها من مواضيع آنية. أعمال الفنان مستوحاة من التوجه الروحي، فضلا عن احتفائها بنسق الدائرة كمعادل تجريدي هندسي تترك الانطباع الأول لدى المتلقي الذي تستوقفه المسحة الشاعرية، فإبداعات فكير الفنية تخاطب وتستنفر مختلف الحواس، حيث تساهم الألوان والأشكال جنبا إلى جنب في التعبير عن إدراكات الفنان الجمالية . في هذا السياق قال الفنان التشكيلي محمد فكير إن اختيار شعار المعرض، لم يأت اعتباطا، أو من قبيل الصدف، وإنما جاء بعد تأمل كبير وعميق في مصائر الناس، مضيفا في تصريحات صحافية، أن الفنان يتأقلم مع حياة المحيطين به ويعيش من أجلهم، ومن أجل أن يجسد بالفرشاة والألوان أفراحهم وأقراحهم ومعاناتهم، وأوضح فكير أن الدائرة مكون جمالي صعب المراس، ضاربا مثلا بالتربية الروحية والجسدية، فالإنسان حسب تعبيره مطلوب منه أن يلج الدائرة بهدف تحقيق ذاته ووجوده، لا أن يبقى تائها بلا جدوى وروح. وتحمل الدائرة مجموعة من الرسائل من خلال أبعادها الفنية والروحية والهندسية، وفيها الكثير من المتخيل، قد تجد شبكات وخطوطا وألوانا باردة وأخرى حارة، هذا الخليط من الأشياء والوقائع، هي فلسفة هذه الدائرة، التي لا تشبه الدوائر، وتختلف عنها شكلا ومضمونا وفلسفة، لأن المتطلع لها والناقد الجمالي قد يجد فرقا كبيرا، لما تحمله من معان وأفكار، وخيال ومتخيل. من جهة أخرى قال المبدع فكير إن الدائرة وما تمثله من درجة راقية في عالم الجبر والهندسة، فلها مقومات تختلف بين علم النفس، وعلم الروح، مفيدا أنه يرسم وفق الروحانيات، وزاد شارحا أن الدائرة تتصدر جميع الميادين، فعلى المستوى العلمي، تبرز من خلال الرياضيات، خصوصا الجبر، وعلم الفلك، وإذا تعمقنا شيئا ما، حسب شهادة فكير، فإن بؤبؤ العين كله يشكل دائرة وهذه حكمة ربانية في خلقه، يتقوى البصر والنظر من خلال هذا العضو الأساسي في العين. الدائرة عنصر أساسي في الوجود، تتمثل في الكون والأرض بأبعادها الدائرية، والقمر كذلك، فلا غرو أن نعود مرات إلى هذه الدائرة حتى تخضب ذواتنا، ونستمد منها القوة والعرفان، وسبل الحياة الصافية. ع. م