هكذا أعاد الورزازي الأمل للكوكب

كون فريقا في أسبوعين رغم الديون والإكراهات وتوج بطلا للخريف في انتظار العودة للصفوة يسير فؤاد الورزازي، المسؤول بالكوكب المراكشي لكرة القدم، نحو تحقيق حلم جديد في تاريخه مع الفريق، بإعادته إلى البطولة الاحترافية الثانية، ثم إلى أندية الصفوة، بعدما وجده غارقا في أقسام الهواة وفي الصراعات والنزاعات والديون والاحتجاجات. وشكل اجتماع بمقر الولاية، الصيف الماضي، تحت إشراف السلطات والعمدة فاطمة الزهراء المنصوري، ومسيرين سابقين، انطلاقة لصفحة جديدة من علاقة فؤاد الورزازي مع الكوكب، والرياضة بمراكش بصفة عامة، إذ تم تكليفه بتسيير لجنة مؤقتة مهمتها الأولى إعادة الفريق إلى قسم الصفوة. وضمت اللجنة المؤقتة مسيرين سابقين، مثل إدريس حنيفة ومحمد عاطفي، المعروف بالشوفاني. إنجازات تاريخية تعود علاقة فؤاد الورزازي بالكوكب المراكشي إلى سنوات مضت، لكن ولايته الفعلية رئيسا بدأت في 2011، فحقق معه إنجازات تاريخية، رفقة المدرب هشام الدميعي، أبرزها الصعود إلى القسم الأول في أول موسم له في الرئاسة، تلته المشاركة في كأس الكنفدرالية الإفريقية، في الموسم الموالي بعد 20 سنة من الغياب، وإنهاء البطولة في المركز الثالث، في موسمين متتاليين. وبلغ الفريق ربع نهائي كأس الكنفدرالية الإفريقية، أما على المستوى المحلي فاستعاد توهجه، وأصبح رقما صعبا في معادلة كرة القدم الوطنية، بدليل إنهاء البطولة في المركز الثالث في موسمين متتاليين. وتولى الورزازي مسؤوليات أخرى في بعض المكاتب المسيرة، لكن نجاحاته حققها في فترة ولايته رئيسا. يقول مراد الزيتوني، أحد صناع ذلك الإنجاز، "لم تكن علاقتنا بفؤاد الورزازي علاقة لاعبين برئيس، بل علاقة أخوية مبنية على احترام كبير. كان فؤاد محترفا ومحبا لفريقه ومدينته، وكان أيضا إنسانيا في مواقفه وتعامله مع الجميع، لهذا ورغم مغادرة كثيرين للفريق مازالت العلاقة مستمرة إلى الآن". وأصبح الجمهور المراكشي، حينها، يقارن المسير الشاب بمحمد المديوري، ورؤساء آخرين، مروا في تاريخ النادي، خصوصا أنه نقل نجاحه إلى الأجهزة الكروية المركزية، خصوصا على مستوى العصبة الاحترافية، التي ترأس فيها اللجنة المالية، كما قدم الملف المغربي لتنظيم كأس العالم 2026، أمام لجنة «تاسك فورس»، والذي حصل على ضوئه على تنقيط، خوله دخول مرحلة التصويت. وساهم الورزازي، أحد أبناء دوار إيزيكي بمراكش، من أب معلم، في سن مجموعة من القوانين المنظمة لكرة القدم الوطنية، انطلاقا من تجربته وتكوينه. وشكلت تلك الفترة من علاقة الورزازي بالكوكب بروز لاعبين كثر، أصبحوا من نحوم البطولة، لكن المسيرة لم تكتمل بعد نهاية ولاية فؤاد الورزازي، ورفضه الترشح لولاية أخرى، رغبة منه في فسح المجال لوجوه جديدة، فدخل الفريق مباشرة بعد رحيله مرحلة فراغ كبيرة، انتهت بنزوله إلى القسم الثاني، ثم إلى الهواة. وإضافة إلى هذا التقهقر في النتائج، غرق الفريق المراكشي في الديون والنزاعات، رغم تعاقب عدد من الرؤساء عليه، فدخل دوامة من المشاكل الأخرى، المرتبطة بالأزمة المالية وسوء التسيير، أبرزها احتقان الشارع المراكشي، ومنع الفريق من الانتداب، وعزوف الجمهور، وهجرة المواهب نحو فرق أخرى، مثل يوسف مهري ورضا الزمراني (حسنية أكادير) وعبد الإله عميمي ومحمد باعيو (الجيش الملكي) وزكرياء ناسيك وأمين الخليفي وعبد الغفور مهري وعبد الله غراف (شباب المحمدية) وسعد أكوزول (فرنسا) وغيرهم. "معجزة" الاتفاق بعد ابتعاده عن الكوكب المراكشي، وترك مسافة مع الفرقاء المتنازعين في محيطه حول مناصب التسيير، حول فؤاد الورزازي، المهووس بالتسيير الرياضي، والرياضة المراكشية، الوجهة نحو فريق الاتفاق، الذي كان يمارس حينها في بطولة الهواة. وقدم الورزازي إضافة كبيرة للاتفاق، رفقة رئيسه سعيد الشرع، إذ نجح الفريق في تحقيق الصعود إلى القسم الوطني هواة في أول موسم بعد التحاقه به، ثم إلى القسم الثاني للبطولة الاحترافية، في تجربة وصفت بالمعجزة، بالنظر إلى الظرف الوجيز الذي تحققت فيه، والميزانية الهزيلة للفريق، الذي يعد الأفقر في كل قسم يمارس فيه. يقول لاعب من الاتفاق المراكشي «نقطة قوة الورزازي ليست في جلب التمويل فقط، بل في طريقة تواصله مع اللاعبين وتفهم مشاكلهم، لم يكن يفرق بين لاعبي الفريق الأول أو لاعبي الفئات الصغرى. كل لاعب، أو مؤطر كان يعاني مشكلا، إلا ولجأ إلى بيت الورزازي، حتى في أوقات متأخرة من الليل". ويضيف اللاعب "كان الورزازي حريصا على تحفيز اللاعبين، وكان يولي أهمية كبيرة لهذا الجانب، إذ وصلت المنح إلى سبعة آلاف درهم، وكنا نتسلمها وسط الأسبوع الموالي، هذا خلق جوا من الثقة في المسير والفريق". وفضل الورزازي مساعدة الاتفاق دون منصب محدد، إذ كان هدفه عودة الكرة المراكشية إلى الواجهة، واختبار قدرته على التسيير في أقسام الهواة، وتدبير مشاكلها وإكراهاتها. برنامج إنقاذ استعجالي مباشرة بعد الخروج من الاجتماع، وتشكيل لجنة مؤقتة، شرع فؤاد الورزازي والأعضاء الذين يرافقونه، في وضع برنامج استعجالي لتفادي تقديم اعتذار، وجمع شمل الفريق، والشروع في الاستعدادات. ووجد الورزازي نفسه أمام عدة إكراهات في ظرف وجيز، أهمها تعيين طاقم تقني وجلب لاعبين وتسوية الملف الإداري للنادي وتسوية بعض الحجوزات والنزاعات. وفقد المدربون واللاعبون الثقة في الكوكب المراكشي بعد مشاكل السنوات الماضية، الأمر الذي صعب مهمة اللجنة، قبل أن ينجح الورزازي في أقناع رضوان الحيمر بتولي مهمة تدريب الفريق وفق برنامج لأربع سنوات يعود فيها الكوكب المراكشي إلى الصفوة. ورغم الوضع الذي كان يعيشه الكوكب، قبل رضوان الحيمر المهمة، بعد اتصال الورزازي به، بعدما آمن بالمشروع الذي قدمه له. وتم الانكباب على جلب لاعبين، أغلبهم من أبناء مراكش كانوا يمارسون في فرق أخرى، مثل أحمد السحمودي ومراد كعواش ويونس رشيد، ولاعبين من الاتفاق المراكشي يعرفهم الورزازي جيدا، مثل أحمد أجدو، الذي يصنع الفارق اليوم في عدة مباريات، وأيوب الزحاف وزهير السنايكي والإيفواري كوفي أكوتا، فيما جلب الحيمر لاعبين آخرين معه من فريقه السابق شباب السوالم. ولربح الوقت، برمج الفريق معسكرا مغلقا بتطوان، دخل بعده مباشرة في أجواء التباري، إذ حقق انتصارات متتالية، بوأته الصدارة، وإنهاء الشطر الأول بطلا للخريف. إلغاء الاندماج في الصيف الماضي، عقدت عدة اجتماعات من أجل إعادة الكوكب المراكشي إلى الواجهة، أحدها حضره فوزي لقجع، فيما عقد الثاني بمقر الولاية، حضره الوالي كريم قسي لحلو وتائب العمدة ورئيس الجهة سمير كودار. وتم استنفار عدد من المسيرين السابقين ورجال الأعمال، مباشرة بعد مسيرة احتجاجية شارك فيها أكثر من 11 ألف مشجع، احتجوا على الوضع الذي آل إليه الفريق. وتم رفض مقترح الاندماج مع الاتفاق المراكشي، وتم التركيز على إنقاذ الكوكب، ووضعه على سكة صحيحة، في أفق عودته إلى القسم الأول في غضون أربع سنوات. ولم يجد المجتمعون بدا من تعيين فؤاد الورزازي ضمن لجنة مؤقتة يرأسها إدريس حنيفة، الذي تبعده التزامات مهنية، بحكم استقراره بطنجة، وضمت وجوها بارزة في التسيير، مثل الشوفاني ويوسف ظهير. عودة الجماهير وملامح الصعود إضافة إلى تحقيق لقب بطولة الخريف الرمزي، أمام فرق عريقة، مثل النادي المكناسي والنادي القنيطري وأمل تيزنيت وأمل الفتح الرياضي، نجح الكوكب المراكشي في إعادة الدفء إلى مدرجات الملعب الكبير، بعد سنوات من الجفاء والاحتقان. وأصبح الكوكب يخوض مبارياته أمام عشرة آلاف متفرج، على غرار المباراة الأخيرة في مرحلة الذهاب أمام النادي القنيطري، والتي تم بثها على قناة الرياضية. وتتنقل أعداد كبيرة من الجماهير المراكشية لتشجيع الفريق خارج ميدانه، يصل عددها في بعض المباريات إلى ألفي مشجع. ورغم عودته إلى الكوكب، وتوليه صلاحيات كبيرة، مازال الورزازي يقدم يد العون إلى الاتفاق المراكشي، كما يساعد أيضا شباب بنكرير، وبعض فرق الهواة. ونجح الورزازي هذا الأسبوع في تسوية عدة ملفات للنزاعات، ما جعله يحصل على ترخيص بالانتداب، بعد سنوات من المنع، الأمر الذي سيخول له تعزيز صفوفه، وتأهيل لاعبين جدد، بغرض دخول الشطر الثاني من الموسم الكروي بشكل أفضل وحظوظ أوفر للصعود. إنجاز: عبد الإله المتقي

هكذا أعاد الورزازي الأمل للكوكب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الطاقات المتجددة "تستفز" الجامعة

"أقريو" مقدمة "آخر ثمن"

مقالات ذات صلة