مهربو الذهب تحت رادار المراقبة

أبحاث تتعقب شبكات تدخله سرا وشبح الإفلاس يطارد مهنيين كشفت مصادر "الصباح" عن فتح أبحاث وتحقيقات من قبل جهات أمنية، حول مهربين في قطاع الذهب، تسبب نشاطهم المشبوه في رفع سعر الذهب الخام إلى رقم قياسي غير مسبوق في السوق الوطنية، الأربعاء الماضي، إذ وصل سعر الغرام الواحد إلى 490 درهما، في حين لا تتجاوز قيمته في البورصة العالمية 465 درهما. وأكدت المصادر أن تحريات الجهات الأمنية، جاءت بعد أن عم الارتباك والفوضى بين الفاعلين في قطاع الذهب، الذين فوجئوا بزيادة غير متوقعة تتجاوز 30 درهما في الغرام، ما ينذر بأزمة جديدة في القطاع، قد تفجر قضايا مثيرة مستقبلا، منها عجز بعضهم عن تسديد الشيكات التي سلموها على سبيل الضمان، مقابل الحصول على الذهب الخام، كما سيشجع أطرافا أخرى على اقتناء كميات كبيرة من الذهب بالخارج وبيعها سرا بالمغرب، محققين أرباحا بمئات الملايين. واعتقد تجار وصناع الذهب في البداية أن الارتفاع الصاروخي لأسعار الذهب، ربما يعود للإشاعة التي انتشرت بين المغاربة، الأربعاء الماضي، حول ارتفاع كبير لقيمة الأورو والدولار أمام الدرهم، قبل أن يتبين لهم أن الأمر يعود إلى تواطؤ بين محتكرين ومهربين يتحكمون في أسعار الذهب بالمغرب، بحكم أنه رغم تدخل بنك المغرب وتأكيده في بيان له أن أسعار الصرف مستقرة، لم تشهد أسعار الذهب أي تغيير، بل واصلت الارتفاع إلى أن بلغت رقما قياسيا وهو 490 درهما للغرام. وحملت مصادر من أسمتهم "الحمالة"، وهو مصطلح يستعمل بين المهنيين للإشارة إلى فئة تحترف تهريب الذهب بالتلاعب في أسعاره، فبحكم قلة المادة الخام في السوق الوطنية، فرضوا أسعارهم الجديدة على الفاعلين في القطاع، دون منحهم فواتير تخص عملية شراء الذهب الخام، ما تسبب في أزمة جديدة، بعد رفض العديد من المهنيين الأسعار الجديدة المبالغ فيها، ما يهدد بشلل في القطاع، وتهديد بإفلاس بعضهم. وأكدت المصادر أن التضارب بين أسعار الذهب بالمغرب والبورصة العالمية، سيفتح الباب أمام عمليات كبيرة لإدخال الذهب إلى المغرب سرا، بحكم سعره المنخفض عالميا، إذ تسارع هذه الفئة الزمن لإعادة بيعه بالمغرب مستغلة ندرة الذهب الخام الذي يقتصر فقط على تدوير الحلي والمجوهرات القديمة، لهذا دعا متضررون إلى تشديد المراقبة على الحدود، بحكم أن هذه الزيادة الجديدة في أسعار الذهب غير بريئة، وبالتالي قطع الطريق على المهربين، الذين يراهنون على استغلال الوضع لتحقيق أرباح بمئات الملايين. وشكل الارتفاع الصاروخي للذهب الخام، صدمة كبيرة لدى المهنيين، إذ بعد أن كان ثمنه يتراوح بين 450 درهما و470، فوجئوا بأسعار جديدة، ما تسبب لهم في ارتباك كبير، إذ فضل بعضهم التريث إلى حين تراجع أسعاره في الأيام المقبلة، وهو ما سيؤثر على حركية ونشاط القطاع، في حين وجد آخرون أنفسهم أمام مشاكل جمة، من بينها التهديد بمتابعات قضائية بتهم إصدار شيكات دون رصيد، سلموها للحصول على المادة الخام، إلى حين تحويلها إلى حلي ومجوهرات وبيعها لتسديد ما بذمتهم، إذ سيجدون أنفسهم عاجزين عن الوفاء بالتزاماتهم المالية في التاريخ المتفق عليه. مصطفى لطفي

مهربو الذهب تحت رادار المراقبة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

السلاح البديل لكبح جانح بفاس

مدرب المولودية يلوح بالتنحي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات