تواطؤات لتفادي ملايير التهرب الجمركي

حرم الدولة من ملايير وجهات مكنت الشركات المتورطة من غرامات خفيفة بحجة أنها مخالفات مكنت تواطؤات شركات من تفادي عقوبات مشددة وغرامات بمئات الملايين، بعد تورطها في تهرب جمركي، في مناسبات عديدة، إذ بالاحتيال يتم الادعاء أن الأمر يتعلق بخطأ وقع فيه مسيرو الشركات أو ممونوهم بالخارج، ويصنف التهرب أنه مخالفة عقوباتها غرامات بسيطة. وحسب شكاية أرسلت إلى جهات عليا في الدولة، فإن شركات تصدر منتوجات إلى الخارج وأخرى تستورد مواد أساسية، احتالت في مناسبات عديدة على الجمارك، عبر التلاعب في التصريح بحقيقة المنتوجات المصدرة أو المستوردة وجودتها، وبعد افتضاح أمرها، تدخلت جهات، من أجل تكييف تلك الخروقات على أنها مجرد أخطاء مادية، يتم تصحيحها في ما بعد، لتفادي عرض ملفاتها على القضاء والخضوع إلى مساطر غالبا ما تنتهي بعقوبات مالية مشددة، وقد تصدر فيها عقوبات سالبة للحرية في حق مسيريها إذ تبين أنهم في حالة العود. وأكدت الشكاية أن هذا التواطؤ، فسح المجال للشركات المتورطة بالرهان على محاضر التسوية الودية، إذ تنتهي بتسديد المتورطين فارقا ماليا زهيدا مقارنة مع الغرامة التي يجب أن تفعل في حقهم، كما يجنبهم إجراءات مشددة، بداية بالحجز على منتوجات الشركة، وإشعار مكتب الصرف، وبعدها إنجاز محاضر في القضية، وإحالتها على القضاء، غالبا ما تنتهي بصدور أحكام قاسية في حق المتورطين. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يتم إخضاع الشركة ومخازنها لتفتيش دقيق للتأكد من عدم وجود تلاعبات طالت عمليات تصدير أو استيراد سابقة. وكشفت الشكاية عن حالات عديدة للتحايل على الدولة، من بينها حالة شركة استوردت مادة أساسية من الخارج، ذات جودة عالية، تباع بالمغرب بأسعار مرتفعة، إلا أنه في تصريحاتها للجمارك تم الادعاء أن المنتوج من النوع الرديء، ولما افتضح أمرها بعد إخضاع الحاويات للتفتيش، تم طي الملف، بعد أن ادعى مسيرو الشركة أن مزودهم الرئيسي بالخارج أخطأ في وصف هذه السلع في عقود بيع والوثاق الخاصة بالتصدير، فكان نصيب هذه الشركة غرامة بسيطة. كما تورطت شركة أخرى حاولت تصدير مواد غذائية إلى الخارج في الفضيحة نفسها، عندما ادعت أنها من النوع العادي، فتبين أن هذه المواد، تباع في الأسواق الأوربية بأثمنة مرتفعة، فتم التمويه والادعاء أن مسؤولا بالشركة وقع في الخطأ، لتكون العقوبة تسديد الفارق بين القيمة الحقيقية للسلعة المصدرة وقيمتها المضمنة في وثائق التصدير. مصطفى لطفي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو

"شغب الملاعب" على "نتفليكس"

لمعلوماتك

مقالات ذات صلة