الأسود فاجؤوا شركات الإعلانات

كانت ترشح الفرق الكبرى من أوربا وأمريكا الجنوبية للمرور إلى المربع الذهبي لا أحد من مالكي الشركات الموقعة لعقود الإعلانات مع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، ولا من كبار المسؤولين في هذه المنظمة الدولية القوية، توقع وصول المنتخب المغربي لكرة القدم إلى نصف نهائي مونديال قطر 2022، بسبب معلومات تم ترويجها على أن الفرق الكبرى من أوربا وأمريكا الجنوبية هي المرشحة للمرور إلى المربع الذهبي، والباقي يلعب على الهامش. ولم يقف التوقع عند هذا الحد، بل إن "أشباه" صحافيين في فضائيات أوربية، لم يعجبهم أن تشرف قطر، الدولة العربية، على تنظيم كأس العالم، وشنوا حربا عليها وعلى تقاليدها وثقافتها في سلوك ينم على أن بعض الغربيين، لا يعتقدون بقيم الاختلاف التي يروجون لها كذبا في فضائياتهم وإذاعاتهم وكتبهم، لدرجة جعلتهم يستضيفون أي "معتوه" في "بلاطو" القنوات، لشتم قطر والمغرب ومؤسساتهما والتهكم على رموزهما الوطنية بسبب ما ترسب في عقولهم من صور نمطية سيئة، لم تغادر مكان اللاشعور وتظهر بين الفينة والأخرى متحينة الفرصة لكشف الوجه الاستعماري الحقيقي لهؤلاء العنصريين. وعانى العرب وقطر والمغاربة على الخصوص، من هجمة صحافيين وأشباح محللين في قنوات أوربية، تبنوا فجأة قيم الكراهية لأنه لم يعجبهم التنظيم المحكم في قطر للمونديال، وتمكن منتخب غير أوربي ولا ينتمي إلى أمريكا الجنوبية، من الوصول إلى نصف النهائي، إذ قهر المنتخب المغربي الكبار وأبهر العالم بحماسة وقدرة لاعبيه تقنيا وبدنيا على تحقيق الفوز. ومن منظور سوسيولوجي، يمكن كشف ألاعيب بعض السياسيين الغربيين من خلال تفكيك الخطط التي وضعت لأجل إحراج قطر، البلد المنظم، والدول العربية والإفريقية، وتمرير قيم لا يوجد عليها إجماع حتى في أوساط هذه الدول، وبين كل فئاتها الاجتماعية والسياسية والدينية، فبالأحرى في العالم بأسره، للدفاع عن المثليين، قادته ألمانيا على الخصوص، التي غادرت المونديال بشكل مبكر لأنها ركزت على الأعضاء التناسلية، عوض إمتاع الجمهور كرويا كما عادتها، وخاضت بالنيابة عن أوربا، حرب حضارات، رغم أن المكان والسياق لا يصلحان لذلك. ومن الناحية الأنثروبولوجية، عوض أن يكون المونديال عرسا رياضيا يتعرف فيه مواطنو دول العالم، على حضارات وثقافات الشعوب الأخرى ويفهموا مغزى لباسهم التقليدي، وطريقة اشتغالهم والاستفادة من قيم حضارية في التسامح الديني والتعايش الإنساني، شن هؤلاء "الكسالى" من السياسيين والصحافيين والمحللين الغربيين، حربا على القيم الإسلامية والعربية، بما فيها الثقافة الشعبية للمغاربة التي تضع الأم تاجا فوق رأس كل أفراد المجتمع، اعترافا بتضحياتها الجسام في تربية أطفالها كي يتحملوا المسؤولية أولا، ويكونوا في مستوى تطلعات وطنهم. الاختلاف مجرد شعار ظهر من خلال حرب المونديال، أن الاختلاف مجرد شعار فقط، إذ أن بعض فضائيات فرنسا وألمانيا والدنمارك وغيرها، شبهت عناق أمهات اللاعبين المغاربة، وتقبيل الرأس واليدين، وأداء رقصات شعبية، بعد تحقيق كل فوز، بما يفعله القردة عادة، في فضيحة قل نظيرها في العالم، واتهام لاعبين رفعوا السبابة، بنشر "الداعشية"، علما أن اللاعبين المسيحيين، في أوربا وأمريكا حينما يسجلون هدفا في مرمى الخصم، يرفعون شارة دينية (التثليث المسيحي) ولا أحد يحتج عليهم. كما أن منع قطر شرب الخمور في مدرجات الملاعب كان الهدف منه الحفاظ على الأمن وتفادي الشغب، فيما جعلوه هم تطرفا دينيا، علما أنه لم يتم منع المشروبات الكحولية في الفنادق لمن أرادها. وهل كان " الفيفا" والكبار سيسمحون بفوز المنتخب المغربي قصد الوصول إلى النهائي؟ طبعا لا، إذ رفض الحكم المكسيسكي، إعلان ضربتي جزاء ضد فرنسا ولم يرجع حتى إلى تقنية "الفار". ورغم كل هذه الحروب الحضارية، تمكن المغاربة من رفع شأن القيم الحضارية للتسامح الإنساني والديني في مونديال قطر 2022، وأفشلوا مخطط دول غربية أرادت أن يكون فضاء لحرب الحضارات والأديان. ولعل الاستقبال الملكي والشعبي الحاشد بالرباط، أكد أن القيم الأسرية والتضامن والتربية هي عوامل مهمة لحل جزء من المشاكل القائمة وصناعة القدوة التي يحتاج إليها الشباب. أحمد الأرقام

الأسود فاجؤوا شركات الإعلانات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"كعك" اقتصادي

اعتقال دركي انتحل صفة قاض

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات