المؤثـرون… الهاربـون مـن الضرائـب

أغنياء المرحلة يتحصلون مبالغ مهمة بعيدا عن المراقبة بمحتويات تافهة رغم الجرد الذي قامت به المديرية العامة للضرائب لصناع المحتوى أو ما يعرفون بالمؤثرين، لأجل إخضاعهم لنظام التضريب شأنهم شأن جميع المواطنين، من خلال إرسال إشعارات لهم تطالبهم من خلالها بالتصريح بالمداخيل التي يحصلون عليها لقاء الأنشطة التي يزاولونها على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن ذلك لم يلق أي تجاوب من هذه الفئة، التي تعد من الأغنياء الجدد في المغرب، وتتحصل على مبالغ مالية مهمة من خلال أنشطتها على "يوتيوب" وباقي التطبيقات والبرمجيات، بفضل نسب المشاهدة العالية التي تحصدها "فيديوهاتهم"، ومن خلال الترويج لشركات أو منتجات، مقابل تعويضات مالية، ويظلون بعيدين عن المراقبة المالية للدولة. إنها الوصفة السحرية للاغتناء السريع، ولا تكلف صاحبها أي شيء، سوى هاتف محمول، وهو ما يتضح بالأرقام التي أعلنت عنها المديرية العامة للضرائب في بلاغ لها، إذ أوضحت أن مداخيل بعض المؤثرين في المغرب تتجاوز 100 ألف درهم شهريا، وهو ما يدخل ضمن شريحة الدخل التي تفرض عليها نسبة اقتطاعات ضريبية تعادل 38 في المائة. ورغم كل ما يحصدونه من مداخيل إلا أنهم يعمدون إلى التحايل، حتى لا يؤدوا ما بذمتهم للدولة، أمام صعوبات تدقيق الأرباح، وعدم تقنين المجال الذي يشهد فوضى لا مثيل لها، في غياب مراقبة صارمة للمحتوى، وفي غياب الضبط، وما ينجم عنه من اختلالات عديدة يكون ضحيتها المتلقي وخزينة الدولة. تفاصيل أخرى في ما يلي: كريمة مصلي الأرباح في أرقام 100 مليون عن كل 24 مليون مشاهدة على "يوتوب" و270 مليون مشاهدة على "تيك توك" في الوقت الذي أحجمت الحكومة خلال مشروع قانون مالية 2023، عن فرض ضرائب على "المؤثرين" الذين يربحون الملايين من السنتيمات، مقابل نشر "فيديوهات" لا تخضع إلى أي مراقبة قبلية، بعدما شجعت الشركات العملاقة التي تحتكر أسهم مواقع "يوتوب" و"إنستغرام" و"تيك توك" هذه الشريحة، لتمرير إعلانات إشهارية، مقابل استفادة هؤلاء "المؤثرين" من حصص مهمة من عائدات الإشهار. واستغلت هذه الشريحة تأخر التشريع الحكومي في هذا المجال قصد عدم أداء الضرائب، لاستغلال الوضعية الراهنة بطريقة عشوائية لمراكمة الأموال دون المساهمة المشروعة في ميزانية الدولة، عكس أنشطة أخرى لمؤسسات ناشرة، إذ أصبح المغرب يعج بآلاف "المؤثرين" على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي إحصائيات حديثة نشرها موقع شبكة قناة "الجزيرة" الإخبارية القطرية، فالمؤثر لا يحتاج سوى 1000 مشارك معه في القناة، ومشاهدة 24 مليون للشريط المنشور للاستفادة من مبلغ 100 ألف دولار، وهو ما يقترب من 100 مليون سنتيم. ووفقا لهذه الإحصائيات، يكون المغاربة ربحوا ملايير السنتيمات عبر هذه التطبيقات، بعدما اكتسحوا "يوتوب" وأصبحوا في الرتب الأولى مع المصريين في العالم العربي. لكن هذا ليس بالأمر السهل فللوصول إلى هذه المرحلة،على المؤثر الاشتراك في برنامج "يوتوب بارتنر"، والذي يمكن من جني الأموال عبر إعلانات إشهارية مصاحبة لمقاطع "الفيديو" التي تشارك على قناة المؤثر. ووفق تقديرات المنصات المختصة، حسب موقع شبكة "الجزيرة"، فإن متوسط دخل مستخدمي "يوتوب"، يقدر ب7.60 دولار لكل ألف مشاهدة، تذهب منها 45 في المائة إلى شركة "غوغل". أما بالنسبة لموقع "إنستغرام" الذي احتله المؤثرون المغاربة في الثلاث سنوات الماضية، واستخدموه في جني الأرباح المالية، فقد أظهرت الإحصائيات المقدمة على الشبكة نفسها، أن المؤثر يحتاج إلى 5000 متابع و308 من المنشورات لقبول الحصول على الأموال، ويمكن للمؤثرين جلب 250 مليون سنويا من العلامات التجارية إذا كانوا يتوفرون على مليونا متابع على صفحاتهم. وبالنسبة إلى مستخدمي "تيك توك"، فهم يربحون 100 ألف دولار، أي ما يعادل 100 مليون سنتيم فور حصولهم على نسبة مشاهدة 270 مليونا للمقاطع على هذا التطبيق. وأكد موقع "الجزيرة" أن موقع "ليكيد.كو" سهل على مجموعة من الدول معرفة مقدار الأموال التي يربحها المؤثرون على مختلف قنوات التواصل الاجتماعي، ولجأت دول متقدمة، سيما بأوربا، إلى تضريب هذه الشريحة، عكس الحكومة المغربية التي تخلت في الوقت الراهن عن التشريع في هذا الاتجاه. عبد الحليم لعريبي

المؤثـرون… الهاربـون مـن الضرائـب

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

ملاذات للهروب من المراقبة

الملك يتصل بماكرون

مقالات ذات صلة