6 أسلحة صنعت إنجاز الأسود

أبرزها روح المجموعة والانضباط التكتيكي وواقعية الركراكي ودعم الجماهير بلغ المنتخب الوطني مجدا عالميا في تاريخ الكرة العربية والإفريقية، عقب تأهله إلى ربع نهائي مونديال قطر 2022، على حساب "الماتادور" الاسباني بالضربات الترجيحية (3 _0)، في إنجاز غير مسبوق. وكتب الأسود سطرا جديدا في تاريخ الكرة العالمية، بعدما باتوا أول منتخب عربي يتأهل الى دور الربع، والرابع إفريقيا، بعد منتخبات الكامرون في 1990 والسنغال في 2002 وغانا في 2010. ولم يكن المنتخب المغربي ليحقق هذا الإنجاز، لو لم يتسلح بمفاتيح ساهمت في بروزه في المونديال، أبرزها تعيين وليد الركراكي مدربا، خلفا للبوسني وحيد خاليلوزيتش. الركراكي رجل المرحلة ثلاثة أشهر كانت كافية كي يثبت وليد الركراكي أنه رجل المرحلة بامتياز، وأن الجامعة في شخص رئيسها فوزي لقجع لم تجانب الصواب، عندما اختاره لتعويض البوسني وحيد خاليلوزيتش، الذي أقيل من مهامه، استجابة لضغط جماهيري، جراء تواضع أداء المنتخب، وعلاقته المتوترة مع حكيم زياش ونصير مزراوي وعبد الرزاق حمد الله وأمين حارث، إضافة إلى سوء تواصله مع محيط المنتخب وباقي مكونات الإعلام الوطني. بادر الركراكي بمجرد تعيينه إلى تكثيف اتصالاته مع اللاعبين "المغضوب عليهم» من قبل الناخب الوطني السابق، ونجح إلى حد بعيد في إعادة الهدوء والانسجام إلى المنتخب الوطني، في ظرف وجيز. روح المجموعة أبان المنتخب الوطني روحا جماعية قوية واستثنائية في مونديال قطر، ورغبة وإصرارا في تشريف سمعة الكرة الوطنية، وظهر ذلك جليا في معنوياتهم العالية وقتاليتهم داخل أرضية الميدان، وإصرارهم على حصد الانتصارات، بغض النظر عن قوة منافسيهم، وهي الروح التي زرعها فيهم الناخب الوطني وليد الركراكي، إضافة إلى العلاقة المتينة التي تربطه بجميع اللاعبين، ما أسهم في خلق جو من الارتياح والانسجام في مستودع الملابس. وظهرت روح المجموعة في طريقة لعب المنتخب الوطني، المبنية على التآزر والقتالية لكسب النزاعات الثنائية، ما جعله يتغلب على منافسيه في دور المجموعات، رغم قوة كرواتيا وبلجيكا وكندا، قبل أن يطيح ب «الماتادور" في أمسية استثنائية، وهو ما فتئ يؤكده المدرب الركراكي في أغلب تصريحاته بالقول إن روح المجموعة أفضل سلاح لهزم المنافسين مهما بلغت قوتهم. الانضباط التكتيكي شدد وليد الركراكي على ضرورة الاعتماد على نهج تكتيكي صارم في جميع المباريات، والمرتكز على الواقعية في اللعب وعدم اللعب الاستعراضي، فهو يرى أن الفرجة لم تعد مجدية في كرة القدم الحديثة، وأن الصرامة التكتيكية سلاح ناجح لكسب المباريات. في مونديال قطر، طبق اللاعبون تعليمات المدرب بحذافيرها، وتم اتباع نهج تكتيكي مستمد من المدرسة الأوربية، يقول المدرب في أحد تصريحاته "جينا نلعبو الكرة، باش نتأهلو، ما شي باش نفرجو". قبل المدرب الركراكي موازين القوة بالمنتخب الوطني، فغير من أسلوب حكيم زياش، الذي أصبح يهاجم، كما يدافع، وجعل من يوسف النصيري يركض أكثر من باقي زملائه، لهذا فهو أقرب اللاعبين إليه جدية في اللعب، وراهن على سفيان أمرابط وعز الدين أوناحي وسليم أملاح في وسط الميدان. وعلها الأسباب التي أهلت المنتخب لبلوغ ربع النهائي بمونديال قطر، في انتظار تجاوز موقعة البرتغال، غدا (السبت) بملعب الثمامة، انطلاقا من الرابعة عصرا. تشكيلة قارة حافظ وليد الركراكي على تشكيلته النموذجية، منذ انطلاق المونديال، رغم كثرة الإصابات، التي تلاحق الأسود، مطبقا بذلك مقولة "لا يمكن تغيير فريق فائز"، مختلفا عن سلفه البوسني وحيد خاليلوزيتش، الذي جرب أزيد من 50 لاعبا، دون أن يستقر على تشكيلة موحدة. لم يقم الناخب الوطني بتغييرات كثيرة في التشكيلة الأساسية، عدا مرة واحدة، التي دخل فيها عبد الحميد صابري مكان سليم أملاح، المصاب، إذ غالبا ما كان ينتظر الدقيقة 65 ليقوم بأول تغيير سواء بإخراج سفيان بوفال أو يوسف النصيري أو أشرف حكيمي ونصير مزراوي بسبب إصابات اضطرارية. يؤمن الركراكي أن الحفاظ على ثوابت التشكيلة النموذجية مهم، لخلق المزيد من الانسجام والتناغم بين اللاعبين، وهضم بعض الميكانيزمات أثناء التباري. دفاع صلب أثبت المنتخب الوطني أن تأهله إلى ربع النهائي لم يأت صدفة، وإنما نتيجة عمل مضن بذل منذ تعيين الركراكي ناخبا وطنيا، وللمستوى الجيد، الذي قدمه اللاعبون في المونديال. وحسب إحصائيات وأرقام هذه النسخة، فإن هجوم المنتخب الوطني أحرز أربعة أهداف في أربع مباريات، واستقبلت شباكه هدفا واحدا فقط، ما يؤكد صلابة خط دفاع الأسود، الذي وقف سدا منيعا لأبرز المهاجمين على المستوى العالمي، بعدما حرم كرواتيا وبلجيكا وإسبانيا من التسجيل. ويتكون خط دفاع الأسود من أمهر اللاعبين، يتقدمهم الحارس ياسين بونو، الفائز بجائزة "زامورا" مع إشبيلية الإسباني، الموسم الماضي، كما تصدى لضربتين ترجيحيتين أمام إسبانيا في ثمن النهائي. ويملك المنتخب أفضل ظهير أيمن وأيسر في العالم، وهما أشرف حكيمي ونصير مزراوي، لاعبا باري سان جرمان الفرنسي وبايرن ميونيخ الألماني ونايف أكرد، المنتقل حديثا إلى ويستهام الإنجليزي ورومان سايس، مدافع بشكتاش التركي، دون نسيان الدور الدفاعي الكبير، الذي يقوم به سفيان أمرابط، الذي خطف الأضواء بقتاليته وبراعته في استرجاع الكرات من المنافس. وسيكون دفاع الأسود أمام امتحان صعب، بما أنه سيواجه البرتغال، أفضل منتخب هجوميا بتسجيله 12 هدفا حتى الآن. الجمهور...القوة الضاربة يشكل الجمهور قوة المنتخب الضاربة وأحد أسلحته القوية لتجاوز عقبة منافسيه، بسبب حضوره المكثف في جميع المباريات، وطريقة تشجيعاته المتواصلة، التي أبهرت العالم. يلعب الجمهور دورا حاسما ومؤثرا في صنع الانتصارات، من خلال الحماس المثير، الذي يمرره إلى اللاعبين أثناء المباريات، سواء بأهازيجه الفلكلورية الفريدة من نوعها وشعاراته، التي أصبحت تتغنى بها جماهير الدول العربية، نظير عبارة "سير...سير"، التي أصبحت الأشهر من نار على علم بقطر. خطف الجمهور المغربي الأنظار إليه في مونديال قطر، وأصبح حديث وسائل الإعلام العربية والأجنبية، إذ اعتبر أحد صانعي مجد الكرة المغربية في كأس العالم دون منازع. إنجاز: عيسى الكامحي (موفد "الصباح" إلى قطر)

6 أسلحة صنعت إنجاز الأسود

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مهنيون‭ ‬لأيت‭ ‬الطالب‭: ‬لسنا‭ ‬عبيدك

استنفار بقطر بسبب التذاكر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات