بريء رهن الاعتقال بسبب جنايات لم يرتكبها

قضى سنة وشهرين بتهمة اغتصاب ستة أطفال بالمحمدية قبل ظهور الجاني الحقيقي يؤوي سجن عكاشة بالدار البيضاء، سجينا بريئا سقطت تهمة اغتصاب الأطفال من سجله، بعد أن اعتقلت الشرطة القضائية بالمحمدية الجاني الحقيقي، الذي اعترف بجرائمه وتعرف عليه الأطفال المغتصبون. عبد المالك وزاري الذي زج في السجن بتاريخ 15 دجنبر 2009 بعد أن اعتقل كمشتبه فيه، وبعد أن أكد أحد الأطفال المغتصبين أنه الجاني. ثبتت براءته منذ عدة أشهر داخل مصلحة الشرطة بالمحمدية، لكن ملفه القضائي بالغرفة الجنائية رقم سبعة بمحكمة الاستئناف بالبيضاء ظل يخضع للتأجيل، وقد حددت له جلسة أخرى يوم ثالث فبراير المقبل. مما يعني أنه سيقضي على الأقل حوالي سنة وشهرين سجينا رغم براءته في انتظار ما ستفرزه جلسة الخميس المقبل. والضحية عبد المالك وحسب تصريح والده هدد بالانتحار في حال استمرار سجنه ظلما وعدوانا، وطالب بالتحقيق في ملفه الذي قال إنه مهمل.فقد عمق القاضي رئيس الجلسة الأخيرة جراح أسرة عبد المالك، وقال والده العربي إنه كان يأمل الإفراج عن ابنه ومعينه، لكن قاضي الجلسة اكتفى بالمناداة على ابنه والنطق بتأجيل النظر في ملفه إلى يوم ثالث فبراير 2011. فقر وإحباطخيم اليأس والإحباط على نفسية العربي وزاري الأب الذي فقد معيله الأول بسبب تهمتين أكد أنهما باطلتان، ولم يعد قادرا على الوقوف بجوطية العاليا خلف بضاعته التي بالكاد تضمن قوت أسرته اليومي. فالعربي بائع (النعناع)، وبعد اعتقال ابنه بتهمة اغتصاب أطفال المحمدية، وإحالته على سجن عكاشة بالدار البيضاء، أصبح قليل الكلام وأنهكته مصاريف الأسرة المكونة من زوجة مريضة بداء السكري وضيق التنفس وثمانية أطفال وأحفاد، يحضنهم مسكن صفيحي بدوار (الفابريكا) قرب مقبرة المدينة. لم يعد يقوى على مداومة زيارة ابنه الذي تأكد للشرطة القضائية بالمحمدية أنه بريء، بعد أن تراجع الطفل يوسف ضحية هتك عرض عن اتهامه بأنه الجاني، وبعد أن تمكنت الشرطة القضائية من الاهتداء إلى الجاني الحقيقي الذي هتك أعراض ستة أطفال. قال العربي في تصريح للصباح إن ابنه كان مثابرا لا يكل،عمل في البناء والحراسة وتنقية الأسماك... من أجل دعم مصروف أسرته، وأضاف أن ابنه الذي تزوج قبل سنتين من ابنة عمه التي أحبها، تم الزج به في السجن بسبب تهمتين باطلتين، وهو ما جعل زوجته تغادرهم، وتعود لمنزل والدها، مؤكدا أن تهمة الاغتصاب تمت تبرئته منها، وأنه بسببها أحيل على الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، ورغم الكشف عن براءته، فإنه ظل حبيسا. كما أن تهمة السرقة هي بدورها ملفقة له، حيث أكد الوالد أنه كان يشتغل طباخا، لكن المطبخ الذي كان يشتغل به تعرض للسرقة، فتم القبض على اللصين اللذين اتهما ابنه بالمشاركة في السرقة، وأنه هو من أدلهما على مكان المطبخ. ضحية تصريح خاطئ كشف يوسف (12 سنة) وشقيقه عمر (11 سنة) المنتمان إلى أسرة فقيرة بحي الحسنية بعالية المحمدية عن عملية اغتصاب وحشية تعرضا لها من طرف شخص مجهول مر مساء قرب منزلهما على متن عربة مجرورة بحمار، إذ استدرجهما بدعوى مساعدته في حمل بعض المتلاشيات إلى أنبوب مهجور داخل حديقة منسية بحي المصباحيات، وعمد إلى هتك عرض الشقيق الأكبر يوسف (12 سنة) تحت التهديد بالسلاح الأبيض وأمام أنظار الشقيق الأصغر عمر (11 سنة) الذي بكى وتوسل من أجل إقناع الذئب البشري بعدم اغتصابه. بعد الاغتصاب الذي أقللق راحة سكان المحمدية، تجندت الشرطة القضائية من أجل الاهتداء إلى الجاني. وبعد شهر من الحادث، وبعد تعرض طفلين آخرين للاغتصاب في المكان نفسه، تم اعتقال العشرات من المشتبه فيهم ضمنهم الضحية عبد المالك، الذي ما إن قدم أمام الطفل (يوسف) حتى قال إنه الجاني. رغم أن شقيقه الأصغر ظل يردد بأنه ليس الفاعل. أدلة وقرائن وتصريح يوسف عجلت بتثبيت تهمة الاغتصاب على عبد المالك. تراجع فحقيقة في تطور مفاجئ لملف الطفلين الجارين المغتصبين بنفس الطريقة داخل حديقة المصباحيات بالمحمدية، تراجع الطفل يوسف (12 سنة) الذي تم هتك عرضه أمام أنظار شقيقه الأصغر داخل أنبوب لتصريف المياه العادمة بالحديقة عن تصريحاته التي أدت إلى اعتقال عبد المالك بتهمة هتك عرضه، وأكد للشرطة القضائية أنه أخطأ في هوية الجاني، وأن المعتقل قبل ثلاثة أسابيع والذي ينتظر حكم محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، ليس هو الشخص الذي اعتدى عليه، وأنه كذب لحظة تقديم المتهم من أجل التعرف عليه، بسبب الخوف والاضطراب النفسي الذي واجهه طيلة فترة الألم ، وبعد أن عرضت عليه الشرطة أزيد من عشرين مشتبها فيهم. ولجأ يوسف في وقت سابق إلى عائشة عزيزي مديرة مركز التأهيل الاجتماعي والأخصائية الاجتماعية، وأفشى لها بالسر الذي ظل يؤلمه، موضحا أن مغتصبه، ليس هو المتهم المعتقل الذي شاء القدر أن تؤجل جلسته محاكمته ثلاث مرات بسبب إضرابات موظفي قطاع العدل. وأكد أن مغتصب الطفل المهدي الذي يسكن بجوار منزله هو نفسه مغتصبه، مشيرا إلى أن عملية الاستدراج ومكان الاغتصاب والطريقة الوحشية التي تعامل معه بها هي نفس الطريقة التي قضى بها على حياة المهدي. نهاية الجاني الحقيقي بعد أشهر قليلة من إحالة عبد المالك على سجن عكاشة، اعتقلت الشرطة القضائية بالمحمدية "الذئب البشري" المغتصب الحقيقي لستة أطفال من مدينة المحمدية. وأنهت بذلك كابوس الرعب الذي خيم لعدة أشهر على الأسر الفضالية التي باتت تخاف من خروج أطفالها إلى المدرسة أو اللعب. وكان الجاني الحقيقي اغتصب كل من يوسف (12 سنة) وعمر (10 سنوات) والمهدي (7 سنوات) من حي الحسنية، ورشيد (7 سنوات) من درب الشباب، و أيمن (5سنوات) الذي ضبط عاريا تحت سرير الجاني داخل كوخ. كما كشف بحث الشرطة القضائية عن وجود طفل سادس تم هتك عرضه، لكن والديه اللذين خافا من الفضيحة، ومن ردود أفعال أبنائهما الكبار، ففضلا التكتم على الحادث ومعالجة ابنهما في صمت. ولازال الجاني ينتظر بدوره حكم القضاء. بوشعيب حمراوي (المحمدية)

بريء رهن الاعتقال بسبب جنايات لم يرتكبها

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إيقاف ثلاثة مغاربة بإيطاليا متهمين بالإرهاب

إيقاف مهاجر بخريبكة متهم باغتصاب أربع تلميذات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات