العامري: التكوين ليس بناية فقط

الإطار الوطني يدعو إلى إعادة النظر في المنظومة ويرفض أن يكون مجرد أجير قال الإطار الوطني عزيز العامري، المدير التقني السابق للرجاء الرياضي، ومدرب مجموعة من الأندية الوطنية، إن التكوين ليس مجرد بناية وملاعب، بل هو دراسة وفهم عميق لأسلوب حياة الممارس، على امتداد مسيرته الكروية وفي مختلف الأعمار. وأوضح العامري، في حوار أجراه مع «الصباح»، أن التكوين السليم يظل ملازما للاعب طيلة مسيرته الكروية، ويعد بمثابة السلاح الذي يواجه به جميع الوضعيات داخل رقعة الميدان، وفي الحياة بشكل عام، مستشهدا بلاعبين فشلوا في تجاربهم الاحترافية بأوربا، رغم تقنياتهم الممتازة، التي تخول لهم تجاوز كل خطوط الدفاع مهما كانت قوتها. وكشف المتحدث أن التكوين أسلوب حياة، وليس مجرد لعب تسعين دقيقة، ودعا إلى إعادة النظر في هذه المنظومة التي تعد الحلقة الأضعف في كرة القدم الوطنية. وعن حظوظ الأسود في المونديال، أكد العامري، أنها قائمة رغم صعوبة المهمة، لكن لديه الثقة التامة في كتيبة المدرب وليد الركراكي، وقدرتها على تشريف كرة القدم الوطنية في هذا المحفل الدولي. في ما يلي نص الحوار: ما هي أسباب الانفصال عن الرجاء؟ الرئيس الجديد عزيز البدراوي استقدم معه أطرا لا يمكنني الحسم في إمكانيات التقنية، أراد الاشتغال معها، وعقدنا اجتماعا بهذا الخصوص، وحصل الانفصال، لأن استراتيجيتنا في العمل غير متلائمة، ولا يمكنني لعب دور غير التقني العارف بخبايا كرة القدم. أرفض أن أكون مجرد أجير، لا يؤدي أي مهمة. للأسف جئت إلى الرجاء، من أجل أداء رسالة معينة، وكنت مستعدا لأتجول في الشوارع وأزور الشواطئ من أجل اكتشاف المواهب، لأن التكوين ليس مجرد بناية، كما يعتقد الكثيرون، بل هو عمل مبني على أسس علمية وقواعد تعلمتها شخصيا بفرنسا، مهد التكوين الأوربي والعالمي، وتمنيت تطبيق ولو جزء مما تعلمته بالمغرب، لكن للأسف تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن. ما هو رأيك في الخطة الجديدة التي وضعها البدراوي؟ الزمن وحده كفيل بالحكم عليها، والنتائج التي سيحققها الفريق مستقبلا، خصوصا في مجال التكوين، هي التي ستحدد نسبة نجاحها. أتمنى النجاح للرجاء لأنه الفريق الذي تمنيت دائما الاشتغال فيه، لكن للأسف حينما تحققت أمنيتي جاء رئيس كان له رأي آخر. انتدب لاعبين دون أي استشارة تقنية، وهذه كانت مهمتي إلى جانب بعض الزملاء في المهنة. هل تعتقد أنه تم استبعادك لهذا السبب؟ أتمنى ألا يكون الأمر كذلك، لكن على ما يبدو أنه كانت أمور غير عادية، وكان هناك من له مصلحة في استبعادي، لأنني أرفض تماما التدخل في مهامي، ولم أكن لأوافق على بعض الانتدابات، لأن مهمتي هي التنقيب والتكوين. كونت جيلا من اللاعبين بالمغرب التطواني، بإمكانيات متواضعة، واليوم ها هو الفريق يجني ثمار سنوات من العمل، وكنت أتمنى أن أحقق الأهداف ذاتها مع الرجاء، لأن الفريق يتوفر على المادة الخام، ويعد من أقوى الأندية على مستوى التكوين. هل تقصد وكلاء اللاعبين؟ وكلاء اللاعبين يقومون بمهامهم، ويبحثون عن لقمة عيشهم وهذا من حقهم، لكن ليس على حساب التقني أو المتخصص. يجب أن يقوم كل بعمله، في حدود اختصاصاته، وأن لا تكون هناك تداخلات. لن يفرض علي أي وكيل لاعبا لست مقتنعا بإمكانياته، وربما هنا بيت القصيد. هــــــــذا يعني أن الرئيس فرض عليك بعض الأسماء... أبدا لم أقل هذا، لكن يبدو أن طريقة عملي لا تلائمه، لذلك فضل الانفصال عني. قد ينجح الرجاء مرحليا، ويحقق بعض النتائج الإيجابية، لكن على الأمد البعيد يصعب ذلك، لأن نجاح أي مشروع رياضي هو التكوين السليم، المبني على أسس صلبة، ويرافق الممارس طيلة مسيرته الكروية، لذلك يفشل العديد من اللاعبين في الاحتراف بأوربا، لأن تكوينهم غير صحيح، رغم إمكانياتهم التقنية الممتازة، وهذا بيت القصيد. كم من لاعب نجح في أوربا قادما من البطولة، قليلون ويشكلون الاستثناء والسبب دائما هو التكوين. قد تجد لاعبا بإمكانيات تقنية كبيرة، وبإمكانه مراوغة دفاع بأكمله، لكن داخل رقعة الميدان يرتكب أخطاء قاتلة، تكلف فريقه الشيء الكثير، وقد تجد لاعبا آخر بإمكانيات متوسطة يقدم الإضافة لأن تكوينه سليم. التكوين أسلوب حياة، يرافق اللاعب طيلة مسيرته الكروية، لذلك وجبت إعادة النظر في هذه المنظومة التي تعد الحلقة الأضعف في كرتنا الوطنية. لنترك التكوين جانبا ونتحدث عن كرة القدم الوطنية... كرتنا متقدمة مقارنة ببعض البلدان الإفريقية، والدليل وصولنا إلى المونديال في أكثر من مناسبة، لكن على مستوى التكوين والفئات العمرية، مازال ينقصنا الكثير، لكي نضاهي أكبر البلدان في هذا المجال. بنيتنا التحتية شهدت تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة، لكن على المستوى التقني لم نتقدم كثيرا، باستثناء إنجازات بعض الأندية في السنوات الأخيرة، لكن للأسف لا تواكبها إنجازات المنتخبات الوطنية. كيف تقيم حظوظ الأسود في المونديال؟ على الورق تبدو حظوظهم ضئيلة، لكن لدي الثقة في مجموعة الركراكي، وقدرتها على خلق المفاجأة، رغم أن المهمة لن تكون سهلة، بالنظر إلى وقوع منتخبنا في مجموعة صعبة. كل الظروف مواتية لتقديم أفضل مشاركة في تاريخ كرة القدم الوطنية، رغم أن الاستعدادات كانت متقطعة، وشهدت تغيير المدرب في توقيت حساس، ومع ذلك لدي كامل الثقة في اللاعبين والمدرب وقدرتهم على خلق المفاجأة. أين تكمن قوة الأسود؟ في تلاحم المجموعة، وقوة ونباهة المدرب الشاب وليد الركراكي، الذي يحاول صناعة اسمه في عالم المستديرة. للأسف حصلت بعض الإصابات غير المتوقعة، لكن لدي الثقة أن المدرب قادر على إيجاد البديل المناسب، والمغربي الأصيل يظهر في المناسبات الكبيرة، وهذه أكبر فرصة للاعب المغربي لإثبات مكانته وتأكيد أحقيته في الدفاع عن الألوان الوطنية، وأتمنى للمنتخب من كل قلبي التوفيق في هذا المونديال والذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة. هل ستكون لهذه المشاركة انعكاسات على مستوى البطولة؟ أتمنى ذلك، خصوصا أننا قطعنا أشواطا بعيدة في المجال، وأي نتيجة إيجابية ستكون في صالح كرة القدم الوطنية، في انتظار الحصول على كأس إفريقيا، هذه البطولة التي ستؤكد ريادتنا قاريا. أجرى الحوار: نور الدين الكرف في سطور الاسم الكامل: عزيز العامري تاريخ الميلاد: 1 – 1 - 1950 المهمة: إطار وطني الاندية التي أشرف على تدريبها: الجيش الملكي واتحاد سيدي قاسم ورجاء بني ملال وشباب الريف الحسيمي وأولمبيك آسفي والكوكب المراكشي

العامري: التكوين ليس بناية فقط

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

معسكر الأسود يبدأ مبكرا

30 درهما لديربي آسفي والجديدة

مقالات ذات صلة