مغاربة ضحايا شبكة إسبانية للاتجار بالأعضاء
ارتفاع عدد المختفين في إسبانيا وجمعية حقوقية تحذر من استهداف المهاجرين
قال حقوقيون إنهم توصلوا بمعلومات حول الأرقام الصادرة عن المصالح الإسبانية بخصوص ارتفاع عدد المغاربة المختفين، تشير إلى أن أغلب المختفين هم ضحايا شبكة إجرامية دولية تنشط في الاتجار بالأعضاء البشرية.
وقال سعيد شرامطي، رئيس جمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان، إن ظاهرة الاختفاء أصبحت تؤرق الأجهزة الأمنية في إسبانيا، بعد أن دقت جمعيات حقوقية إسبانية ناقوس الخطر، بشأن الانتشار المهول لتجارة الأعضاء البشرية، سيما أن سجلات المؤسسات الأمنية الإسبانية سجلت ما مجموعه 22285 بلاغا عن مفقودين في 2021، ما يمثل زيادة بنسبة 21.5 في المائة مقارنة بـ 2020، حسب وزارة الداخلية الإسبانية.
وقال المتحدث نفسه إن الجمعية راسلت الأجهزة الإسبانية المتخصصة في إحصاء الأشخاص المختفين ورفات البشر، فتوصلت ببيانات تشير إلى أن من بين الشكاوى البالغ عددها 22285 شكاية في نهاية السنة الماضية، يوجد 5411 ملفا عجزت السلطات عن تحديد مكان المفقودين بخصوصها.
وذكر رئيس الجمعية أن الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا تتربع على هرم المفقودين بعد الإسبان في 2021، مشيرا إلى الأرقام التي توصلت بها الجمعية أحصت 2646 إسبانيا مفقودا، و1136 مغربيا، و262 جزائريا، و116مصريا، و112ماليا، و108 من كوت ديفوار، و85 رومانيا، و65 ألمانيا، و60 من المملكة المتحدة، و41 فرنسا، و39 سنغاليا، و36 صينيا، و36 كولومبيا، و25 سوريا، إضافة إلى البرتغال وغامبيا وإيطاليا والإكوادور وفنزويلا وروسيا ونيجيريا وأوكرانيا.
كما أكدت المصادر الحقوقية أن عدد المغاربة المختفين بإسبانيا تزايد في السنة الجارية بنسبة بلغت، إلى حدود أكتوبر الجاري، 2423 حالة، من بينهم أطفال وقاصرون وكبار السن، إذ يشهد اختفاء المغاربة بإسبانيا هذه السنة ارتفاعا خطيرا مقارنة مع 2021.
وأوضح شرامطي أن أوربا وعددا من دول العالم تعيش نقصا كبيرا في الأعضاء البشرية، وتحاول جاهدة تلبية الطلب من خلال التبرعات العامة، لكن في كثير من الأحوال تتحول الظاهرة إلى أفعال إجرامية خطيرة تقترف فيها الجرائم قصد الحصول على الأعضاء البشرية، مؤكدا أن ما يقع من حالات اختفاء غريبة وغير مبررة في اسبانيا، تطرح احتمالات قوية أن من يقف وراءها عصابات الاتجار في الأعضاء البشرية، مشيرا، في الوقت نفسه، إلى أن أوربا ستشهد حملة اعتقالات واسعة لعصابات إجرامية خطيرة مختصة في الاتجار في الأعضاء البشرية لها امتداد عابر للحدود.
وكشف المتحدث نفسه أن عصابات الاتجار في الأعضاء البشرية تستهدف المغاربة، خاصة المهاجرين السريين الذين غادروا المغرب في اتجاه أوربا، مشيرا إلى أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية ومصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني تمكنت في أبريل الماضي من تفكيك شبكة إجرامية بالبيضاء، تتكون من أربعة أشخاص، من بينهم ثلاث نساء، لارتباطهم بشبكة إجرامية دولية تنشط في الاتجار بالأعضاء البشرية وتهريب المخدرات، بعدما تم رصد إعلان منشور على مواقع التواصل الاجتماعي يعرض خدمات استئصال أعضاء بشرية وتحديدا الكلي بمصحات خاصة توجد خارج المغرب.
خالد العطاوي