هكذا ضل عموتة الطريق

الجمع بين تدريب منتخب أقل من 23 سنة والوداد جر عليه الانتقادات ووضع الجامعة في موقف حرج وجد الحسين عموتة، مدرب الوداد الرياضي، نفسه أمام فوهة بركان، بمجرد التحاقه بتداريب المنتخب الوطني أقل من 23 سنة بمركز محمد السادس بالمعمورة، ضاحية سلا، استعدادا للاستحقاقات المقبلة. ويواجه عموتة ضغوطات كثيرة، بغرض إرغامه على الاكتفاء بتدريب الوداد، المقبل على استحقاقات في غاية الأهمية، ضمنها المشاركة في كأس العالم للأندية والمنافسة على دوري الأبطال والبطولة وكأس العرش. وخلفت قضية الجمع بين المهمتين ردود أفعال غاضبة من قبل الجمهور المغربي، الذي يرى في هذا القرار إساءة للوداد وللجامعة نفسها. ازدواجية المهام يشكل قبول الحسين عموتة تدريب المنتخب الوطني الأولمبي والوداد في آن واحد، من أبرز الأخطاء القاتلة التي ارتكبها، وجرت عليه الكثير من الانتقادات، سيما أنه قبل بتدريب فريقين يحتاجان إلى تركيز كبير على الأهداف، التي ينبغي تحقيقها. وكشفت فترة الاتحاد الدولي لإجراء مباريات دولية، هذا الخطأ الفادح من مدرب مجرب، حقق نتائج جيدة على مستوى المنتخب المحلي أو الأندية التي دربها بالمغرب والخليج العربي، إذ أن كل مهمة تتطلب منه تركيزا أكبر وتحضيرات في المستوى الكبير، بالنظر إلى الاستحقاقات الوطنية والقارية التي تنتظره. ويتضح من خلال قبول عموتة تدريب المنتخب الأولمبي والوداد الرياضي، أنه سعى إلى تفادي ما وقع مع زميله رشيد الطاوسي، بعد أن غادر الإدارة التقنية الوطنية، وقبل بتدريب الرجاء الرياضي، ما عجل بفقدانه المنصبين معا، وبقبول عموتة تدريب الأولمبي والوداد، يكون قد أمن مكانا له على الأقل، في حال استغنت عنه الجامعة أو الوداد، على الأقل إلى حدود مشاركة المنتخب الأولمبي في نهائيات بطولة إفريقيا للاعبين المحليين بالجزائر مطلع السنة المقبلة، قبل أن يعاد بعدها تقييم أدائه، على ضوء النتائج التي سيحققها. ومن خلال أدائه في فترة التوقف الدولية، يتبين أن عموتة ظهر عليه الارتباك كثيرا، سيما أنه اضطر إلى قطع برنامجه مع الوداد للالتحاق بالمنتخب الأولمبي، وفعل الشيء ذاته مع الأخير لحضور تداريب الوداد، الشيء الذي لا يمكن أن يستقيم، بالنظر إلى الاستحقاقات التي تنتظر كل من الوداد والأولمبيين. العودة للوداد تعد عودة عموتة إلى الوداد الرياضي في هذه الفترة خطأ فادحا، بالنظر إلى الاستحقاقات التي تنتظر الفريق، بعد أن توج بالازدواجية (البطولة الوطنية وعصبة الأبطال الإفريقية)، وبلغ نهائي كأس العرش وفقد كأس السوبر الإفريقي، وهو على رأسه. كما أن العودة إلى تدريب الوداد لم تكن موفقة، بعد أن وصل عموتة مع مسؤولي الوداد الرياضي إلى محكمة التحكيم الرياضية الدولية، طلبا لمستحقاته العالقة، وخرج من الباب الضيق، بعد المشاركة الباهتة له في نهائيات كأس العالم للأندية، ودخوله في خلافات مع بعض اللاعبين، الذين أقصى بعضهم، أثناء تدريبه للمنتخب المحلي. وتشكل العودة إلى تدريب الوداد خطأ في التقدير، إذ أن تدريب الوداد لوحده يعد مهمة جسيمة، بحكم المسؤولية الكبيرة الملقاة على الأطر التي تختار تدريب الوداد الرياضي، والذين يتعين عليهم أن يركزوا كامل اهتمامهم على التتويج بالألقاب، وليس على تكوين فريق أو تنشيط البطولة الوطنية. واختيار العودة إلى الوداد يعد مغامرة غير محسوبة العواقب بالنسبة إلى عموتة، بحكم أنه مطالب بتكثيف تحضيراته رفقة طاقمه، لعصبة الأبطال الإفريقية، التي تتطلب منه الاطلاع على المنافسين، وتحضير اللاعبين للمنافسة على الواجهتين، والتركيز على هذه المهمة، فضلا عن العمل على التتويج بلقب كأس العرش، الذي خسر نهايته الموسم الماضي، وهو يعلم جيدا أن جمهور الوداد لن يقبل بغير التتويج، وهو ما عبر عنه في "تيفو" الأخير، خلال كأس السوبر الإفريقي، الذي طالب من خلاله بالاستمرار في حصد الألقاب. قبول الأولمبيين أثار قبول عموتة تدريب المنتخب الأولمبي الكثير من علامات الاستفهام، في الوقت الذي رفض فيه تدريب المنتخب الأول، حسب التصريحات التي أدلى بها بنفسه، علما أنه اشتغل بالأندية ودرب فرقها الكبرى، في الوقت الذي درب المنتخب المحلي، الذي يضم لاعبين من فئة الكبار، وليس من الفئات الصغرى. واختيار تدريب المنتخب الأولمبي يعد بدوره أمرا غير مقبول، بحكم أنه قبل بتدريب فئة لا يعلم عن لاعبيها شيئا، والدليل على ذلك اختياراته للاعبين الذين خاضوا مباراتي السنغال، في الوقت الذي عمد إلى وضع لاعبين متمرسين مع أنديتهم الأوربية في دكة الاحتياط، واعتماده على لاعبين استبعدوا من المنتخب فئة أقل من 20 سنة. وتبين من خلال مباراتي السنغال أن عموتة لا يعرف اللاعبين جيدا، إذ كيف يعقل ألا يشرك لاعبين مثل بانيس في مباراة بهذه القوة، في الوقت الذي يعد من اللاعبين المطاردين من قبل الاتحاد البلجيكي، وإشراك بلال الخنوس، لعشر دقائق فقط، رغم أنه من أصغر اللاعبين في الدوري البلجيكي، والذي حاولت العديد من الأندية الأوربية استقطابه. كما أن قبول عموتة تدريب المنتخب الأولمبي على بعد أقل من أربعة أشهر، من المشاركة في نهائيات "الشان" مغامرة كبيرة، سيما أنه ليس لديه الوقت الكافي لانتقاء اللاعبين، والوقوف على جاهزيتهم، ولا يعرف العديد منهم، إضافة إلى تدريبه للوداد في الوقت ذاته. مواجهة السنغال من الأخطاء التي ارتكبها الحسين عموتة، اختياره مواجهة منتخب السنغال، الذي يعد من المنتخبات القوية على الصعيد القاري، إذ كان عليه مواجهة أحد المنتخبات الأقل قوة من السنغال، للتعرف على اللاعبين بشكل جيد، والوقوف على إمكانياتهم. وساهمت مباراتا السنغال في سوء تقدير مستوى اللاعبين الذين شاركوا فيهما، علما أن جلهم ساهموا في التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا لأقل من 20 سنة، بعد 15 سنة من الغياب. ويعد خطأ اختيار المنتخب المنافس، من الأخطاء التي أربكت عموتة، سيما أنه انهزم بسبعة أهداف لواحد في مجموع المباراتين، الشيء الذي أعطاه انطباعا سيئا عن اللاعبين الذين اختارهم. يومير: الازدواجية مربكة ومسيئة الإطار الوطني قال إن وجود المدرب مع فريقه باستمرار ضروري قال عبد القادر يومير، المدرب الوطني، إن ازدواجية المهام لا تجدي نفعا، خصوصا عندما يتعلق بالجمع بين تدريب المنتخب الوطني وفريق آخر. وأضاف يومير في تصريح ل"الصباح"، أن هناك صعوبة كبيرة يتعرض لها أي مدرب، سواء كان الحسين عموتة أو غيره، أثناء مهامه، وتهم الجانب التقني أكبر، مشيرا إلى أن هذه المهمة كانت ناجحة في وقت سابق مع الراحل المهدي فاريا، عندما جميع بين تدريب المنتخب الوطني والجيش الملكي في فترة الثمانينات. وتابع "لقد نجح فاريا في المهمتين معا، لأن أغلب اللاعبين، الذين شكلوا نواة المنتخب من الجيش الملكي والوداد والرجاء والمغرب الفاسي وفرق أخرى، باستثناء ثلاثة أو أربعة محترفين لا غير، وهو ما كان يسمح بتسريحهم إلى فرقهم كل خميس، دون أدنى مشاكل". ويرى يومير أن الوضع مختلف في الوقت الراهن، إذ يصعب الجمع بين المهمتين، وزاد "لا أقصد عموتة، بقدر ما أتحدث عن إكراهات الجانب التقني والمشاكل، التي قد تعترض النادي. ماذا عسى المدرب أن يفعل، عندما يضطر لمرافقة المنتخب خارج المغرب للمشاركة في بطولة أو خوض مباراة إعدادية دولية ويترك فريقه دون مدرب. إنها تخريجة غير مفيدة ومربكة للفريق والمدرب على حد سواء، لهذا يتوجب على أي مدرب التركيز على مهمة واحدة". وأكد الإطار الوطني أن التوقف الدولي فرصة للفريق، من أجل تصحيح أخطائه والإعداد للمباريات المقبلة، خصوصا أن هناك تداريب صباحية ومسائية. واعتبر يومير أن وجود المدرب مع فريقه باستمرار ضروري ومفيد، لأنه الرجل التقني الأول، كما أن هناك مواقف وقرارات ينبغي الحسم فيها، سواء في التداريب أو مستودع الملابس، وتتطلب تدخلا عاجلا وحلا آنيا وسريعا، بدل انتظار عودة المدرب، مشيرا إلى أن دور المساعدين يبقى محدودا وغير مؤثر في غالب الأحيان. وختم يومير حديثه بالقول إن الجمع بين المهمتين مربكة وغير فعالة، كما تضر بسمعة النادي، وقد تترتب عنها مشاكل في مستودع الملابس، وزاد "أعتقد أن المساعدين لن يقوموا بما يلزم القيام به، في غياب المدرب، مهما طبقوا برنامجه". إنجاز: صلاح الدين محسن وعيسى الكامحي

هكذا ضل عموتة الطريق

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أضرار‭ ‬الرموش‭ ‬الاصطناعية‭ ‬الدائمة

نسير إلى التحسن

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات