الغرفة “السفلى”

حصل أعضاء بغرفة التجارة والصناعة والخدمات بالبيضاء-سطات على شهادات الاستحقاق والتميز في اختبارات التخريب والضرب والجرح والمصارعة والتعري والكلام الساقط ونزع "الميكروفونات"، والصعود فوق المنصات، بينما فاز آخرون في مسابقات فنون "التشرميل" والاعتداء على رجال سلطة وتمزيق أوراق رسمية. الجميع كان حاضرا، الجمعة الماضي، في مهرجان "القباحة" و"قلة الأدب" وعدم "احترام المؤسسات والأحزاب والتحالفات" الذي انطلق في التاسعة صباحا، ولم ينته إلا بعد مرور 12 ساعة، بعد أن وصل بعض الأعضاء إلى حالة قصوى من التعب و"السفالة" أيضا. والمضحك المبكي أن أغلب "المشاركين" في مسابقات المصارعة والتعري والسب والشتم، طلبوا مهلة للوضوء والتوجه لأداء صلاة الجمعة "جماعة"، قبل أن يعودوا مجددا إلى حلبة "التباري"، وكلهم إيمان وعزم وتقوى لاستئناف عمليات الفتك بالخصوم والأعداء وإنزال أقصى الهزائم ضدهم. صورة غارقة في البؤس، تجمع، في الوقت نفسه، بين النفاق الديني وقلة الوطنية والمسؤولية وعدم الإحساس بالظرفية السياسية والاقتصادية الصعبة التي يمر منها المغرب، وتغييب للوعي بالدور الذي يمكن أن يقوم به المنتخب في المؤسسات التمثيلية، مع كثير من "اللهطة"، واللهث وراء المصالح الشخصية، وأحيانا وراء مكاسب مالية بخسة، لا تتجاوز الفتات. فما يقع بهذه الغرفة (المدافعة عن فئة الحرفيين والمهنيين والمقاولات والمقاولين الذاتيين في التنظيم والتمثيل والترويج)، منذ الإعلان عن انتخابات جديدة لمنصب الرئيس والمكتب المسير، مذل بكل المقاييس، ولا يشرف الانتخابات المهنية، ولا النخب المحلية، ولا الأحزاب ولا التنظيمات ولا التحالفات، كما لا يشرف جهة البيضاء-سطات، حيث توجد هذه الغرفة. بكلمة واحدة، إن ما يجري بالغرفة، ينبغي أن يكون موضوع مساءلة من قبل السلطات الإدارية الوصية، وملفا للتحقيق والبحث من قبل أجهزة الأمن والقضاء، بتهمة المساس بالخيار الديمقراطي المبني على انتخابات نزيهة وشفافة، وأيضا بتهم التحريض واستعمال العنف وتشويه صورة المؤسسات والأحزاب، من لدن مجموعة من "البلطجية"، الذين حولوا عمليات التصويت إلى فرصة للريع والابتزاز والأكل من جميع الموائد. فما قام به "بعض" المنتمين إلى التحالف الحكومي (المتمردون على توجيهات القيادات الجهوية)، وما اقترفه منتمون إلى أحزاب أخرى في هذا اليوم، يعطي فكرة واضحة عن نوعية المنتخبين والنخب "المحلية" بعاصمة المال والاقتصاد، وعن طبيعة "النقاش" و"المشاريع" و"البرامج" و"الأفكار" و"الحلول"، التي يقدمونها لتطوير المؤسسات والدفع بعجلة التنمية!! فلا نقاش يعلو على التوزيع العادل للعطايا والامتيازات والسفريات والصفقات وطلبات العروض، ولا «برنامج» سوى الدفاع عن الحسابات البنكية، ولا صوت يعلو على «أش غادي تعطيني واش غادي نستفد»، وهي لغة لم تعد تقال في السر، بل أمام الملأ وفي مكبرات الصوت أحيانا. وكان من الممكن أن يستمر هذا الدرك الأسفل من النقاش والصراع إلى ما لا نهاية، لولا تدخل بعض «العقلاء»، الذين نجحوا في الوصول إلى تفاهمات وتوافقات بصعوبة، فسحت المجال لانتخاب رئيس للغرفة ومكتب مسير. تنفس البعض الصعداء، وضرب آخرون على الطاولات، وانسحب فريق ثالث، ثم رفع الجمع العام.. في أفق فضائح أخرى. في الطريق.

الغرفة “السفلى”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عصابة للكنوز تدنس مقبرة الغفران

الشنا ... رحيل القديسة

مقالات ذات صلة