عمل أدبي يطرح التعايش والتسامح بين الديانات الثلاث صدرت عن دار "غراب" للنشر والتوزيع بالجمهورية المصرية، رواية "كاميليا" للكاتبة المغربية حبيبة زوكي. وتقع الرواية ذاتها في 180 صفحة من الحجم المتوسط. وتدور أحداثها بحي شعبي وبمواقع ومدن مغربية متعددة. وفي تعريف "كاميليا"، تشير الكاتبة، إلى أنها شابة سمراء البشرة طويلة القامة أنفها يوناني، عيناها واسعتان بلون عسلي ورموش كثيفة ونظراتها رائعة ولامعة ورقبتها طويلة، ولها شامة فوق الشفة العليا تضفي علامة ملفتة وفارقة على ملامحها، وهي شابة متصالحة مع ذاتها، جريئة في حديثها قوية العاطفة والشخصية. تسكن الفتاة بالحي البرتغالي (الملاح) على بعد مائة متر من باب البحر، وعلى مقربة من بيت الكاتب الراحل إدريس الشرايبي. تعيش الأسرة ببيت رحب في وسطه نافورة تزهو بمائها العذب، تطوقها نباتات متعددة من ورود وأزهار سيدها مسك الليل. وقدمت الكاتبة حبيبة زوكي، فصلا من الرواية لقرائها جاء فيه: "تنوعت الورود من نرجس وسوسن وعباد الشمس وياسمين والتوليب، ذات العمر القصير جدا والتي لا تعيش أكثر من سبعة إلى عشرة أيام.يعبق البيت برائحة كل هذه الأنواع البهية، خصوصا في المساء حينما تطلق نبتة مسك الليل أريجها بعدما تتفتح أزهارها". وتجلس الأسرة عادة في البهو قرب النافورة للسهر. يتسامر الكبار بينما يلعب الصغار أو يستمعون للجدة التي تحكي لهم حكايات ماما الغولة وحديدان الحرامي وهلم حكايات تسافر بهم إلى أقاصي الخيال، وتجنح بهم إلى بلاد العجائب.زينت حيطان البيت بزليج بلدي، حيث الفسيفساء في تمازج بديع مع النقش على الجبس. بالإضافة إلى النقش الساحر كتبت آيات قرآنية بخط عربي أخاذ وبألوان زاهية. وقدمت الكاتبة وصفا دقيقا لفضاء الملاح، وهو قلعة حصينة لا يدخله إلا أبناؤه ولا يعرف أزقته الملتوية ودروبه الضيقة إلا سكانه. به أبواب خارجية وأخرى داخلية منفتحة على البحر. عاشت به عدة عائلات يهودية. وقد حُكي لها يوما أن بعض أحفاد اليهود الذين هاجروا المغرب لما استعادوا البيوت التي كانت في حوزة ذويهم، وهم يعيدون ترميمها لم يتخلصوا من التراب بل احتفظوا به واستعملوه ضمن مواد البناء، كأنهم يحتفظون بأغلى الذكريات. أحمد ذو الرشاد (الجديدة)