المغرب فرنسا… وهم الحماية

تغير المواقف الدولية لصالح مغربية الصحراء كشف لعبة مصالح باريس كشفت التحولات المسجلة في مواقف الدول المؤثرة في النزاع المفتعل بخصوص الصحراء، سياسة الدولة الفرنسية تجاه المغرب، إذ أصبحت باريس تغرد خارج سرب عواصم الدول الصديقة والشريكة وغارقة في مناورات سياسة "فرق تسد" التي تستمد أصولها من زمن الحماية. مناورات في مهب تحولات إقليمية حرب استنزاف ضد المغرب باستعمال منظمات دولية ذات استقلالية مزعومة وجه الملك محمد السادس، رسائل قوية إلى الشركاء التقليديين والجدد للمغرب، ودعاهم إلى الخروج من المنطقة الرمادية، وإعلان موقف واضح وداعم لمغربية الصحراء، مؤكدا أن الموقف من هذا الملف المفتعل هو الذي يحدد وبشكل حاسم نوعية العلاقات التي ستسود مع المغرب في كل المجالات الاقتصادية والسياسية. وقال الملك محمد السادس، إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، والمعيار الذي يقيس به مدى صدق الصداقات ونجاعة الشراكات، موضحا في خطابه الموجه إلى الأمة لمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب، " أن المغرب ينتظر من الشركاء التقليديين والجدد الذين يتبنون مواقف غير واضحة من مغربية الصحراء، أن يوضحوا مواقفهم ويراجعوا مضمنوها بشكل لا يقبل أي تأويل". ويستفاد من الخطاب الملكي، أنه وجه رسائل إلى مجموعة من الدول الصديقة، وعلى رأسها فرنسا التي دعمت مقترح الحكم الذاتي بشكل محتشم، وتحتاج إلى جرأة وقرار سياسي لإعلان موقف واضح مثل أمريكا واسبانيا وألمانيا. ولم يعد المغرب مهادنا في سياسته الخارجية، يبحث عن طرق دبلوماسية " ناعمة" و" مهذبة" في مواجهة خصوم الوحدة الترابية الذين يصرفون الملايير من الدولارات لشراء جماعات الضغط المؤثرة في المحافل الدولية، وكذا المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام، ورؤساء وبرلمانيي الدول، إذ حاكوا آلاف المناورات على مدى نصف قرن، وفشلوا وسيفشلون حتما، لأن قضايا المغرب عادلة وتستحق الدفاع عنها بخطة هجومية، والرد بالمثل. ورسالة الملك إلى فرنسا واضحة، لأجل تذويب الخلافات التي ظهرت بشكل جلي في ملف تقليص عدد طالبي التأشيرات، وقبله ترويج أكاذيب التجسس ببرنامج " بيغاسوس" على الرئيس إمانويل ماكرون، ووزراء في حكومته، وهو ما نفاه المغرب، الذي رفع دعاوى قضائية ضد وسائل إعلام أوربية بينها صحيفة "لوموند" الفرنسية، علما أن الأوربيين، اكتشفوا أخيرا أن مؤسسات أمنية لبلدانهم استعملت هذا البرنامج وهي التي تجسست على الرؤساء والبرلمانيين وزعماء أحزاب الاتحاد الأوربي. وبدا مؤشر الجفاء بين باريس والرباط، في عدم قيام الرئيس الفرنسي ماكرون المعاد انتخابه، أخيرا، بزيارة إلى المغرب على غرار ما قام به في 2017، وتفضيله زيارة الجزائر التي أغرته بملف تصدير الغاز الطبيعي، بعد فشل نظام العسكر في لي ذراع اسبانيا وقطع الغاز عليها، بسبب اعترافها الرسمي والصريح بمغربية الصحراء، وهي التي تعرف الملف جيدا بحكم أنها كانت تستعمر المنطقة، وحررها المغرب في 1975 بفضل المسيرة الخضراء، المبادرة الرائدة للراحل الملك الحسن الثاني. وقد يبدو أمر التأشيرات، ملفا تقنيا، أرادت من خلاله باريس الضغط على المغرب في ملف آخر، اتضح أنه شبه " وهمي" ويتعلق بإرجاع القاصرين المغاربة " الحراكة" من فرنسا إلى المغرب، وهي الورقة الفاشلة التي استعملتها ألمانيا أثناء توتر العلاقات بين برلين والرباط، ولم تغير شيئا، كأن هناك مختبرا أو منظمة معينة، تخصصت في " فبركة" ملفات ضد المغرب، تقدمها على أنها أبحاث أو وثائق بأدلة دامغة، وهي مجرد تجميع لمعطيات متناثرة في كل الأماكن لا رابط بينها سوى التعسف القائم على جعل الدول تكن العداء للرباط، كما نظام العسكر الجزائري، وإيران. ولا يظهر جليا أن الضباب الكثيف الذي يلبد سماء باريس والرباط، ناتج عن رفض باريس منح التأشيرات لآلاف المغاربة بينهم رجال ونساء المال والأعمال، وطلبة، بل عن أمور أخرى أكثر حساسية وتهم الاستفادة من المشاريع الاستثمارية الضخمة التي أطلقها المغرب، أخيرا، وفتح الباب على مصراعيه للشركات الأمريكية وحتى الصينية المطلوب منها أيضا الإقرار بمغربية الصحراء ودعم مقترح الحكم الذاتي، للتنافس مع فرنسا، وكذا دخول المغرب إلى السوق التقليدية لباريس أي إفريقيا، إذ شعرت فرنسا أن هناك تنافسا قويا من قبل المغاربة الذين غيروا من المعادلة السياسية والاقتصادية والتجارية السابقة التي كانت ترتكز على علاقة استغلال باريس لخيرات إفريقيا وجني الأرباح، وتفقير الشعوب، والتسبب في حدوث هجرة سرية مكثفة، إلى علاقة قوامها استفادة الجميع بناء على مبدأ رابح- رابح. جنرالات دمويون منذ إعادة انتخابه، في ماي الماضي، لم يجر بين الرئيس ماكرون والملك محمد السادس أي لقاء رسمي أو خاص معلن، حتى أثناء زيارة خاصة قام بها الملك محمد السادس إلى فرنسا، فيما الصراع محتدم بانتقاد طريقة تدبير فرنسا للتأشيرات. وعلى الرئيس الفرنسي بعد الانتهاء من زيارته إلى الجزائر، إعلان دعم مغربية الصحراء بشكل مباشر، وكف الدولة العميقة بفرنسا مد اليد لجنرالات جزائريين دمويين نهبوا ثروات بلدهم بآلاف ملايير الدولارات المتأتية من عائدات النفط والغاز الطبيعي، والتي تصرف على الجماعة المسلحة بوليساريو لزعزعة استقرار المغرب. كما على الإعلام العمومي الفرنسي خاصة " فرانس 24" عدم استضافة أي مرتزق من بوليساريو في استوديوهات القناة، لأنه مثل أي إرهابي من حزب الله، وتنظيم القاعدة، و" بوكوحرام" و" داعش" يهدد استقرار المغرب ويمس بسمو العلاقات الثنائية. أحمد الأرقام

المغرب فرنسا… وهم الحماية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الرجاء يحسم صفقة أكسيل

لقطات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات