fbpx
بانوراما

الجريمة اللغز … لا عداوة ولا سرقة

المحققون أمام جريمة غامضة واحتمال تخدير الضحية قبل قتلها

قاربت واقعة بقر بطن حامل في شهرها الثامن، وإخراج جنينها وتمزيق جثته الصغيرة، على طي 20 سنة من تاريخ وقوعها. الجريمة كانت مزدوجة، قتلت فيها أم وجنينها عمدا ومع سبق الإصرار والترصد، وعن طريق التمثيل بالجثة. والتخطيط للجناية بدا جليا منذ اللحظات الأولى من معاينة مسرح الجريمة بحي السالمية في ذلك اليوم البارد من دجنبر 2003، لكن الجاني أو الجناة ظلوا بعيدين عن العدالة، وتشاء الأقدار، ربما لأن “الروح عزيزة عند الله” أن تطفو القضية إلى السطح بعد 20 سنة….

المصطفى صفر

الاستفهامات التي طرحتها الضابطة القضائية في سبيل حل لغز الجريمة، تطلبت الاستماع إلى عدد من الأشخاص، كالزوج والجيران وأصدقاء الهالكة وصديقاتها وأقربائها، وكل من يمكنه أن يرشد إلى أخبار تفيد في الوصول إلى سبب من الأسباب التي يمكنها أن تكون دافعا للقتل بهذه الطريقة المخطط لها، والتي تبدو مدروسة بشكل مستفيض.
استمع إلى زوج الهالكة فأكد أن لا عداوة له أو لها مع أحد، وأعاد سيناريو شكه في وقوع مكروه لزوجته، مفيدا أنه وعلى غير العادة ظلت اتصالاته بها دون رد، فالهاتف يجيب إلى أن ينقطع الخط ويعيد الكرة دون جدوى، انتظر أن تتصل به عندما تجد مكالمته إلا أن ذلك لم يتم، ليقرر الاتصال بقريبته التي تقطن بعيدا عن حي السالمية، وطلب منها أن تتفقد أحوال زوجته، وهو ما قامت به في صبيحة اليوم الموالي، ليفاجأ عند إخبارها له بأنها تعرضت للقتل، ويضطر إلى العودة مسرعا إلى الدار البيضاء.
أكد في معرض تصريحاته سبب وجوده بتارودانت، وربطه بمهمة عمل، كما نفى علمه بأن تكون لزوجته عداوات.
وتضمنت تصريحات الزوج تاريخ اقترانهما وحملها الذي طال انتظاره، مبديا في الآن نفسه حزنه العميق على فقدان زوجته وجنينه.
اتسعت الأبحاث لتشمل الجيران، إذ أكدوا أنهم لاحظوا أن الموسيقى كانت تنبعث بصوت عال، وأنهم سمعوا صوت امرأة ذات لكنة شمالية، تتحدث داخل الشقة، لكنهم لم يستطيعوا إعطاء أوصاف لأي من الموجودين داخل الشقة حينها، كما تم الاستماع إلى حلاقة أفادت بدورها بما تعرفه عن الضحية وآخر الحوارات التي دارت بينهما.
وجد المحققون أنفسهم أمام جريمة غامضة، وقعت داخل شقة، مع احتمال تخدير الضحية قبل قتلها، فالجيران لم يسمعوا ولو صرخة واحدة، بل سمعوا فقط صوتا نسويا ذا لكنة شمالية، وكذا ارتفاع صوت التلفزيون، أما معاينتهم للجثة فقد أظهرت أن الضحية تلقت طعنات كثيرة، بل تم تمزيق أحشائها وإخراج الجنين. لتنطلق استفهامات جديدة، واستبعاد فرضية القتل للسرقة لأن الشقة لم يختف منها أي اثاث أو حلي أو أشياء ذات قيمة.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى