دخل عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في مواجهة ساخنة مع وزارة الداخلية، معلنا "الحرب" معها، بسبب البلاغ الصادر عن وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، الذي كال اتهامات شتى إلى الحزب نفسه، على خلفية ما ورد من طعن في الانتخابات الجزئية بمكناس على لسان بنكيران. وقال بنكيران، في خروج إعلامي له، ردا على بلاغ الداخلية، وهو يخاطب لفتيت: "هل تريد علاقتنا بدولتنا أن يطبعها الخوف، كالمرحلة التي عشنا خلالها مع أوفقير ومع البصري؟" ليجيب بالقول: "سيدنا أقسم لي بالله أن مرحلة البصري لن تعود". وقرر "المصباح"، وفق إفادات أمينه العام، الطعن في نتائج مكناس، ودق أبواب المحكمة الدستورية، لأن "النتائج المعلن عنها في الدائرة نفسها، ليست طبيعية"، برأيه. وأكد بنكيران أن نتائج الانتخابات الجزئية بمكناس، جاءت بأشياء غير مفهومة، خاصة أن مرشح حزبه، عبد السلام الخالدي، "كان الوحيد من بين مرشحي الأحزاب الأخرى التي لديها حظوظ للفوز بالمقعد، في ظل الظروف التي نراها". كما أن أعضاء الحزب بمكناس، يردف الأمين العام، كانوا في الساحة لوحدهم، خلال الحملة الانتخابية، للتواصل مع المواطنين، ولقاء السكان، في المدينة والبادية، وتلقوا خلال جولاتهم الترحيب والمساندة، لكن "حين جاءت النتائج، كانت مخيبة للآمال". وفي رده على الاتهامات التي وردت في بلاغ الداخلية، قال بنكيران "أنا إنسان وطني وملكي، وأنحو منحى الدفاع عن الاستقرار، والإصلاح المتدرج"، مضيفا "قناعتي أن الدولة يجب أن تكون قوية، وفي وضع جيد، أما حين تكون فوضى، فهذا غير معقول"، مشددا على أنه "يجب أن يكون هناك حد أدنى من المنطق والمعقولية". وزاد أن البلاغ "لا يليق لا بوزير الداخلية ولا بوزارة الداخلية"، مؤكدا أن ما ورد فيه من اتهامات، فضلا عن أنها لا تليق، فهي أيضا "غير صحيحة". وقال المصدر نفسه إنه "إذا كان البلاغ يرى أن الرزانة، التي طلبها في التعامل مع الانتخابات الجزئية، تعني الصمت على الخروقات، فهذا لا نقبله"، متسائلا: هل هناك رزانة أكثر من هذه التي نقوم بها؟ وأضاف "ما ورد في البلاغ من أننا نريد إفساد المحطة الانتخابية كلام غير معقول، وليس له من داع، مشيرا إلى أن قيادة الحزب السابقة، قالت عن نتائج انتخابات شتنبر إنها غير مفهومة ولا تمثل الرأي العام الحقيقي، دون مظاهرات ولا احتجاجات ولا بلاغ لاتهام جهة معينة ولا دعاوى للمحاكم". وتأسف بنكيران لأن يرد عليهم وزير الداخلية بهذه الطريقة، مؤكدا أن حزبه لن "يصمت على الظلم، ولن يفعل، إلا إن تم حله، ولأنه حزب سياسي فهو يقوم بالوساطة بين الدولة والمجتمع، ويتوجب عليه حماية المجتمع واختياراته"، محذرا من أن تمضي الأمور في اتجاه الصدام ما بين الإدارة والمجتمع بعد إضعاف كل الأحزاب. عبد الله الكوزي