العبث بأموال “تيسير”

الوزارة تصرفها بعد نهاية الموسم الدراسي وجل الأسر تستولي على منح التلاميذ حان الوقت من أجل تقييم أثر برنامج "تيسير"، الذي يروم تخفيف الهدر المدرسي، إذ يطرح السؤال عن جدوى دعم الأسر للحفاظ على تعليم أبنائهم، في وقت يغادر فيه 330 ألف تلميذ أقسام الدراسة سنويا، أغلبهم يتحدرون من الأسر الفقيرة والهشة، والتي في غالب الأحيان تنتمي إلى المجال القروي والأحياء الهامشية في المجال الحضري. وأعلنت الوزارة هذه الأيام عن صرف الشطر الثاني من منحة "تيسير"، بعد نهاية الموسم الدراسي، بمعنى أن الوزارة تدعم الأسر وليس التلاميذ، إذ لا يستفيد المتمدرسون من هذه المنح، بل إن بعض الأسر تخصصها لأغراض أخرى، بعيدة كل البعد عن التعليم، خاصة أنها تصرف خارج الموسم الدراسي. وصرفت الوزارة الشطر الأول المتعلق بالفترة الممتدة، ما بين أكتوبر ونونبر، في أبريل الماضي، بمعنى أن تأخر الوزارة في صرف المنح، يتنافى مع فلسفة الدعم، إذ كيف لا يصرف الشطر الأول إلى حدود أبريل، أي بعد شهرين من نهاية السنة الدراسية، وكأن الوزارة تريد فقط صرف تلك الأموال، دون أن تكون لها فلسفة واضحة. وإذا كان جل التلاميذ المعوزين يستفيدون من برنامج مليون محفظة، بمعنى أن الدولة تغطي نفقات الكتب المدرسية، وكل لوازم المحفظة، إضافة إلى استفادة شرائح كبيرة من السكن المدرسي، داخل الداخليات التابعة للدولة، أو الخيريات التي يؤسسها محسنون، ويستفيد التلميذ داخلها من وجبات غذائية ومن فضاءات للمراجعة وغيرها، فلماذا هذا الدعم المالي الذي لا يستفيد منه أحد، سوى رب الأسرة الذي يعتبر بمثابة دعم من الدولة، من أجل اقتناء لوازم البيت أو بعض الأغراض الشخصية. وعلمت "الصباح" أن بعض الأسر في القرى البعيدة، تخصص أموال "تيسير"، خاصة إذا كان لديها تلميذان أو ثلاثة، في أداء مصاريف الربط بالكهرباء، أو في اقتناء الطاقة الشمسية، كما أن بعض الروايات تقول إن الأسر تقتني بها أجهزة التلفاز والثلاجات وغيرها من الأثاث المنزلي، عوض تخصيصها لتعليم أبنائها، وكأن الأمر يتعلق بـ "الصوصيال" وليست منحة موجهة إلى الأسر لدعم التعلم. إن الوزارة الوصية ووزارة المالية، المسؤولة عن صرف هذه الاعتمادات، مسؤولة عن الهدر المدرسي، لأنها لا تصرف المنح في وقتها، ولا تلزم الأسر بتقديم ما يفيد بأنها صرفت تلك الأموال في تعليم أبنائها، خاصة في ظل ارتفاع أرقام الهدر المدرسي، التي تتجاوز 300 ألف تلميذ سنويا، كما أن الوزارة أيضا تمعن في إذلال الأسر، من خلال تأخير صرف المنح، وتحديد تاريخ لسحبها، ما يحول وكالات البريد بنك، إلى ما يشبه الأسواق، إذ هناك من يقضي ساعات أمام الوكالة، من أجل الحصول على 180 درهما. عصام الناصيري

العبث بأموال “تيسير”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

10 سنوات لمغتصب معاقة

التحقيق في صفقات تفاوضية بوزارة الشباب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات