ساعة في الجحيم بمركب الوداد

مقنعون مدججون بالأسلحة البيضاء اعتدوا بالضرب على اللاعبين ونجاة المدرب من الموت الأمر أشبه بفيلم سينمائي من إنتاج هوليودي، عشرات الأشخاص الملثمين يهاجمون ملعب الوداد، ويعتدون على عناصر الأمن الخاص واللاعبين والمدرب ومساعده ومحبين وعضو مكتب مسير، ويغادرون دون أن يجدوا من يوقفهم... وبعد نهاية الهجوم المسلح يتركون رسائل مكتوبة على حائط الملعب تأمر ”أكرم بالرحيل وبإعادة الوداد إليهم....”. بداية الهجوم وصل لاعبو الوداد إلى ملعب مركب محمد بن جلون لخوض حصة تدريبية، ولم يدر في خلدهم أنهم سيعيشون جحيما حقيقيا لن يفارق مخيلتهم أبدا. بعد وصول اللاعبين اتجهوا مباشرة، كما جرت العادة إلى مستودع الملابس، للاستعداد لخوص الحصة، في الوقت الذي اختار فيه مصطفى الشريف، مدرب الفريق، ومساعده عبد المجيد بويبود، الوقوف في وسط ملعب التداريب في انتظار وصول اللاعبين. كانت الأمور تسير بشكل عاد، قبل أن يتسلق أكثر من مائة شخص جدار ملعب مركب محمد بن جلون، ويتجه نصفهم إلى حارسي البوابة لشل حركتهم مع إشهار الأسلحة البيضاء في وجوههم، ما يظهر التنظيم المحكم للهجوم.الأمر امتد إلى عدد من الموجودين قرب البوابة الذين لم يستوعبوا أن الأمر يتعلق بهجوم مسلح ومنظم ضد لاعبي ومسيري الفريق. سرقة وضرب وأشياء أخرى بمجرد بدء اللاعبين في خلع ملابسهم، سمع بعضهم ضجيجا وصياحا خارج مستودع الملابس، لتبدأ جحافل من المقنعين في الدخول إلى المستودع شاهرين أسلحة بيضاء وهراوات.تسمر اللاعبون في أماكنهم، بفعل الصدمة التي لم يكونوا يتوقعونها، رغم بعض المناوشات التي كانت تحدث في فترات متقطعة أمام بوابة ملعب محمد بن جلون بعد كل نتيجة سلبية للفريق الأحمر.الهجوم، كما وصفه أحد اللاعبين، كان إجراميا، إذ قال ”بدؤوا في السب والشتم وإشهار الأسلحة البيضاء في وجوهنا، مع تكرارهم لازمة أننا لسنا رجالا ولا نستحق ارتداء قميص الوداد، ليتواصل بعدها السلب والنهب والاعتداء”. من خلال صياح المعتدين ظهر أنهم يرغبون في الاعتداء على لاعبين محددين، بدعوى أنهم لم يقدموا أي شيء للفريق، لتبدأ عملية ”السلخ” كما سماها عدد من اللاعبين، عملية جعلت الكثير من اللاعبين يصابون بالصدمة لأنهم لم يعتقدوا أن الأمور ستنقلب ضدهم.في مقدمة اللاعبين الذين تعرضوا للضرب ياسين لكحل، الذي تم نقله إلى المستعجلات على متن سيارة الإسعاف بعد تعرضه لإصابات في الوجه والرأس، ويونس الحواصي ومحمد بنرابح أصيبا بدورهما بكدمات جراء ضربهما من قبل المهاجمين الملثمين الذين كانت أقنعتهم وسكاكينهم كافية لزرع الرعب، بل إن المشجع الودادي ”شاقورا” تعرض هو الآخر للاعتداء ما فرض نقله إلى المستشفى للعلاج، إضافة إلى عضو المكتب المسير حميد حسني ”طاسيلي” الذي قدم استقالته مباشرة بعد الهجوم.أحد الملثمين طالب بنرابح بتسليمه كل ما يملك وحين قال له إنه لا يملك شيئا، طلب منه مده بساعته الثمينة وهو ما استجاب له اللاعب دون أي مقاومة. الشريف ينجو من الموت عاش مصطفى شهيد الشريف رعبا حقيقيا، إذ بمجرد انتهاء الهجوم على اللاعبين، اتجه الملثمون إليه رفقة مساعده بويبود، الذي استفاد من الفترة التي جرب فيها ألعاب القوى، ليطلق ساقيه للريح.عدد كبير من المهاجمين، وهم مسلحون بالسيوف والسكاكين حاولوا الإمساك به والاعتداء عليه، مما تسبب له في إصابة طفيفة في إحدى يديه، «تبعني الكثيرون من هؤلاء المهاجمين لقد كنت قريبا من الموت»، بهذه الكلمات عبر الشريف عما عاشه خلال الدقائق التي تعرض فيها للاعتداء. السيارات تنال نصيبها بعد الانتهاء من الاعتداء على اللاعبين والمدرب جاء الدور على السيارات قرب بوابة الملعب، إذ عمد المهاجمون إلى تخريب بعضها من خلال إعادة صباغتها على طريقتهم باللون الأحمر. بعد خروج اللاعبين من المستودع ستزداد صدمتهم حين سيجدون أن سيارات أغلبهم تعرضت للتخريب ما زاد من سوء نفسيتهم. الوداد في «الكوميسارية» بعد هدوء الأوضاع، سيلتحق لاعبو الوداد وأعضاء الطاقم التقني وبعض مسؤولي الفريق بدائرة الأمن ب «السيال»، لتقديم شكاياتهم ضد المجهولين، الذين قاموا باقتحام مركب الفريق. استمعت عناصر الأمن إلى المشتكين الذين قدم كل منهم روايته لما حصل مرفوقة بحصر للأغراض التي فقدها والتي تمثلت في معظمها في هواتف محمولة ومحافظ نقود وساعات. واستمعت الشرطة إلى بعض الشهود، إذ تضاربت التصريحات قرب بوابة ملعب محمد بن جلون بين مؤكد أنهم وصلوا في «هوندات»، وبين مصر على أنهم جاؤوا على الأقدام وقبل أن يصلوا إلى الملعب بدؤوا في ارتداء الأقنعة لإخفاء ملامح وجوههم...لينطلق من هنا البحث الأمني الذي سيكون طويلا وشاقا. الجمهور يطالب بالتغيير و"وينرز" يستنكر ما حدث عاش الوداد الرياضي طيلة الفترة الماضية أزمة حقيقية، طالب من خلالها الجمهور برحيل المكتب المسير عن الفريق وبإعمال الديمقراطية في التسيير، قبل أن يتم التصعيد ويتخذ فصيل «وينرز» قرارا بمقاطعة كل مباريات الفريق بالبيضاء.وبعد أشهر من الاجتماعات قرر الفصيل العودة إلى المدرجات من جديد مع تحقيق شرطين خفض ثمن الانخراط الذي كان محددا سلفا في عشرين ألف درهم ورحيل عبد الإله أكرم خلال الجمع العام المقبل. وتوالت الأحداث بعد ذلك، ليجد الفريق نفسه خارج سباق الفوز بلقب البطولة الوطنية خصوصا بعد التعادل أمام النادي القنيطري بهدف لمثله والهزيمة أمام حسنية أكادير، ما جعل الجمهور يعبر عن غضبه ويطالب برحيل عبد الرحيم طالب، وهو الأمر الذي استجاب له أعضاء المكتب المسير الذين قرروا إقالته وتعويضه بمصطفى شهيد (الشريف) وهو الشيء الذي لم يستسغه الكثيرون، رغم أن الأخير سبق له قيادة الفريق في الكثير من المناسبات واستطاع أن ينقذ الفريق كأن آخرها الموسم الرياضي قبل الماضي.هزيمة نهاية الأسبوع الماضي أتت لتعيد الأمور إلى نقطة الصفر، من خلال مطالب فصيل «وينرز» لأعضائه بالحضور إلى الملعب مساء اليوم (السبت) ليس لتشجيع الفريق ولكن للاحتجاج والمطالبة بالتغيير، قبل أن يحدث الهجوم عصر أول أمس (الخميس). وجاء في البلاغ «على خلفية الأحداث التي شهدها مركب بنجلون والتي لا نعلم حيثياتها خاصة التوقيت الذي جاءت فيه مباشرة بعد بلاغ المجموعة، مما يضع اكثر من تساؤل حول تداعيات الحادث، نحن «وينرز 2005» نستنكر أي أعمال اجرامية الغرض منها المس بالأشخاص والزج باسم المجموعة، مؤكدين أننا سنستمر في السير على الطريق التي رسمناها من اجل إنقاذ الوداد من الفشلة بأساليب حضارية وسلمية». الناصري: نرفض الهمجية والاعتداء قال سعيد الناصري، نائب رئيس الوداد الرياضي، إن الفريق يستنكر الأحداث التي وقعت عصر أول أمس (الخميس) من اعتداءات وهمجية على اللاعبين والمؤطرين والمسيرين وكل من تعرض لاعتداء نفسي أو جسدي بملعب مركب محمد بن جلون. وأضاف «هذا الأمر خطير والمؤسسة بتاريخها ورجالاتها تعرضت للاعتداء و«حاشا» أن يكون الجمهور الودادي الحقيقي هو من قام بهذه الافعال التي لا تمس فقط بصورة الفريق الأحمر بل برياضتنا الوطنية كلها». وأوضح في اتصال هاتفي مع «الصباح الرياضي»، «نطلب من الجهات الأمنية سرعة التحقيق لمعرفة من وقف وراء هذا الهجوم الهمجي على اللاعبين والأطر التقنية، الني نؤكد على تضامننا معها ضد هذه السلوكات». وبخصوص تأجيل المباراة المقررة مساء اليوم (السبت) أمام أولمبيك آسفي، قال «نطلب من الجامعة أن تراعي ما حدث للفريق وأن تقف إلى جانبه لأن ليس الوداد فقط من تعرض للاعتداء بل كل الأندية الوطنية». اللاعبون يرفضون العودة إلى التداريب رفض لاعبو الوداد الرياضي العودة إلى ملعب مركب محمد بن جلون لخوض الحصة التدريبية لأمس (الجمعة) استعدادا لمباراة مساء اليوم (السبت) أمام أولمبيك آسفي.وعبر أغلب اللاعبين عن غضبهم مما حدث من اعتداءات عليهم ما تسبب في إصابة الكثير منهم برضوض وكدمات إضافة إلى سرقة عدد من متعلقاتهم الشخصية. منخرطو الوداد يعقدون ندوة صحافية قرر منخرطو الوداد الرياضي، الذين توصلوا ببطائق انخراطهم بعد تدخل سعيد الناصري، نائب رئيس الفريق، عقد ندوة صحافية بأحد فنادق البيضاء، على ضوء الأحداث الأخيرة التي شهدها ملعب مركب محمد بن جلون.وقال إدريس الشرايبي، المسير السابق بالفريق «نحن نستنكر ما حدث للفريق وهذا الأمر غير مقبول، لأننا ضد الهمجية والسلوكات غير الحضارية، ونحن متأكدون أن من قام بهذا العمل ليسوا وداديين لأن محبي الفريق لا يقومون بمثل هذه السلوكات». وبخصوص الاحتجاجات قال ل «الصباح الرياضي»، «سنواصل احتجاجنا لكن بطرق سلمية وقانونية بعيدا عن الاعتداءات».`المغرب التطواني يتضامن مع الودادقال عبد المالك أبرون، رئيس المغرب التطواني إن فريقه يستنكر ما حدث بمركب محمد بن جلون، مضيفا «لا يمكن السكوت على مثل هذه الأمور لأن الوضع خطير وكل لاعبي الفرق سيشعرون بالخوف من إمكانية حدوث ذلك لهم».وأوضح أبرون في اتصال مع «الصباح الرياضي»، «هذا أمر غير مقبول وعلى الأمن التدخل لحماية اللاعبين، لأن ما مس الوداد الفاسي والوداد البيضاوي يمس كل الرياضة الوطنية». إنجاز: أحمد نعيم والصديق بوكزول

ساعة في الجحيم بمركب الوداد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الحلقة قبل الأخيرة من "ذو فويس" اليوم

رئيس حوريا كوناكري يتوعد "الكوديم"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات