أنقذت 1000 مشروع من الضياع وبشرت المدن الكبرى بتصاميم تهيئة جديدة قررت فاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة الإسكان والتعمير وسياسة المدينة، إحداث 12 وكالة حضرية، وحذف 19 أخرى من أصل 29 وكالة منتشرة على طول خريطة الوطن، بتحيين وتغيير المرسوم المنظم لها. وحملت الوزيرة، المرشحة لقيادة "البام" بعد حقبة وهبي، النبأ نفسه، خلال حلولها ضيفة زوال أول أمس (الأربعاء)، أمام أعضاء لجنة الداخلية بمجلس النواب، إذ تدارست معهم مشاكل قطاع التعمير، وانعكاس وباء كورونا والحرب الروسية الأوكرانية على قطاع السكن والبناء. وبددت المنصوري التخوف، الذي سكنها لحظة تعيينها وزيرة على رأس قطاع الإسكان والتعمير وسياسة المدينة، خوفا من"قوالب" مديرين مركزيين، بيد أنها أثنت كثيرا على كفاءة الكاتب العام لقطاع التعمير، الذي اشتغلت معه عندما كان يقود الوكالة الحضرية بمراكش، كما أشادت بالكاتبة العامة للوزارة، التي تدافع بصورة مغلوطة عن مؤسسة العمران. وقطعت المنصوري الشك باليقين، وبشرت نواب اللجنة، بقرب تنزيل تصاميم تهيئة المدن الكبرى في غضون الشهور القليلة المقبلة، وقالت "لا يمكن لمدن كبرى أن تبقى دون وثيقة التعمير، خصوصا بعدما توقفت رخص الاستثناء». وتهم وثيقة التعمير (تصميم التهيئة) مدن طنجة ومراكش وأكادير وفاس وجدة والرباط، رغم أن العاصمة لها ظروف خاصة، كما جاء على لسان الوزيرة. ونفت المنصوري معرفتها بـ «البيع والشرا» في إنجاز تصميم تهيئة على مقاس منعشين، وقالت "أنا ماشي دركي". واستطاعت مذكرة الوزارة، التي أشرت عليها المنصوري، وتوصل بها مديرو الوكالات، القاضية بإعادة النظر في الملفات المعلقة، إنقاذ 1000 مشروع استثماري من الضياع، والتأشير عليها، وهو ما ضخ 17 مليارا في خزينة الوزارة، وساهم في توفير 13413 منصب شغل مباشرا. وللقطع مع كثرة المتدخلين والرخص، قررت الوزيرة الاكتفاء برخصة واحدة في البناء، وهي رخصة ستعتمد على تصريح المهندس المعماري، في سياق تبسيط المساطر. واعترفت المنصوري بتضرر قطاع السكن من جائحة كورونا وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وارتفاع مواد البناء، إذ قالت في اللجنة نفسها، إن ثمن الزجاج ارتفع بـ 189 في المائة، والنحاس بـ 91 في المائة، والألمنيوم بـ 51 في المائة، والأسلاك الكهربائية بـ 32 في المائة، والخشب بـ 25 في المائة، والحديد بـ 19 في المائة، وتوقفت نحو 90 في المائة من الأنشطة والأوراش المتعلقة بمجال البناء. وفجر نواب برلمانيون فضائح متنوعة، نظير يوسف بايزيد، برلماني الجديدة المنتمي إلى فريق "الكتاب"، الذي دونت الوزيرة كلامه الخطير، إذ فضح طبخ تصميم التهيئة في أحد المكاتب الخاصة، بعيدا عن مقر الوكالة الحضرية من قبل أربعة أشخاص، ضمنهم منتخب كبير، ومدير الوكالة الحضرية وسياسي مقرب من حزب في الأغلبية، ولوبي عقاري. وطالب البرلماني نفسه الوزيرة بالتعجيل بفتح تحقيق في طريقة إنجاز تصميم تهيئة الجديدة، كاشفا أن شخصية سياسية مقربة من صناع القرار في الإقليم، أنجزت تجزئة على طول 65 هكتارا بمنطقة البئر الجديد، دون مرافق عمومية، ما أقلق الوزيرة كثيرا، وتعهدت بفتح تحقيق في الموضوع. وانتقد برلماني العرائش مكاتب دراسات تشتغل مع وكالات حضرية، وتحصل على أموال طائلة، مقابل تقديمها خدمة رديئة تعتمد فيها على إخراج نسخ من «غوغل»، دون عناء ودون إبداع في صناعة خرائط تعميرية في المستوى. ووصف حمان جل مكاتب الدراسات، التي تشتغل مع الوكالات بـ «الصورية»، منتقدا عمل موظفين في الوكالات نفسها، لا يسايرون السرعة، التي تشتغل وفقها الوزيرة. عبد الله الكوزي