معرض لبورتريهات فنانين وكتاب وسياسيين مغاربة انتهى الفنان عبد الله بلعباس من عرض منتوجه الفني، المكون من لوحات، ترصد وجوه فنانين وكتاب وشعراء وسياسيين مغاربة، بفضاء مركز الدكتوراه التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة. وقال بلعباس، في حديث مع "الصباح"، إنه اشتغل على مشروعه الفني، المرتبط بالوجوه منذ تسعينات القرن الماضي، الذي أتاح له التعرف عن قرب عن حيوات عدد من الفاعلين المغاربة بشتى المجالات. وأضاف أنه اشتغل على نصوص وكتابات (شعر ونثر) تخص هذه الوجوه المعروضة. وقدم عبد الحق جابر، الأستاذ بالكلية نفسها للمعرض بقوله: "ندرك في لوحات عبد الله بلعباس، أن ثقافته التشكيلية تضاهي مشاعره ومواهبه والتزاماته. فبالنسبة له، الفن ممارسة يومية، دافع للوجود، التزام دائم. إنه يمثل صورة مبدع ملتزم، مرتبط وجدانيا بأعماله. فهو يرسم لتطهير روحه من عذابات وجوده وللتعبير عن رؤية للعالم تعكس تعقيد الحياة. يجسد عبد الله بلعباس في مقاربته التصويرية تعبيرا قويا عن الحياة من خلال الصور الشخصية و"المناظر الطبيعية". يعكس إبداعه تواضعه الذي يتغذى على تحالف بين ضبط نفس محسوب وتضحية ذاتية مفرطة من أجل اختراق أعماق فكر الكائنات من خلال العلامات والألوان". وأكد الأستاذ جابر، أن أسلوب بلعباس يضفي على اللوحة حيوية تخترق النظرات لتصبح رسولا للخيال. يسمح الفنان، من خلال تمثيل الوجه، للمتفرج البسيط كما للمسؤول الشغوف، برؤية شخصية مضطربة ومتأملة ومعبرة للغاية، إذ يوجد خلف كل وجه، تاريخ كامل وعمل كبير. ومن الواضح أن الرسم عند عبد الله بلعباس، وسيلة لتمثيل الآخر: غالبا ما يكون كاتبا أو مثقفا أو سياسيا، وذلك من أجل اكتشاف أسرار كل شخص مصور. وأوضح أن لوحات بلعباس توفر مجالا خصبا يتيح استكشاف أعماق عالم يحتل فيه البحر مكانا بارزا. وسيرا على خطى الرسامين المعاصرين، يسعى بلعباس دوما إلى لمس جوهر أسرار البحر، فهو ينشئ حوارا بين الإنسان والبحر ليجسد الإثارة الجنسية للسماء والبحر. إن فعل الرسم لعبد الله بلعباس يمثل شكلا من أشكال المقاومة التي تتجسد في بلاغة اللون واستخدام الخطوط والعلامات. ومعلوم أن الفنان عبد الله بلعباس، اشتغل منذ ثلاثين سنة تقريبا على مشروعه الفني، وركز على عدة وجوه لفنانين وكتاب وشعراء وسياسيين، منهم على سبيل المثال محمد شكري ومحمد زفزاف وإدريس الخوري ومحمد خير الدين وأدونيس وفاطنة بنت الحسين وغيرهم. أحمد ذو الرشاد (الجديدة)