7 مفاتيح صنعت التتويج

أبرزها لمسة الركراكي وعودة الجماهير واستقرار الإدارة وشخصية البطل تقف عدة عوامل وراء تتويج الوداد الرياضي بعصبة الأبطال الإفريقية على حساب الأهلي المصري الاثنين الماضي، وتصدره للبطولة الوطنية، وبلوغه ربع نهائي كاس العرش، الذي سيواجه فيه جاره الرجاء الرياضي. ويجني الوداد ثمار لمسة المدرب وليد الركراكي ومساعديه عمر نجحي وإدريس واجو وعلاء المسكيني، إذ صار الفريق أكثر قوة وتماسكا وذكاء في تدبير المباريات بطريقة لعب استوعبها اللاعبون بشكل واضح. وكان جمهور الوداد حاسما في العودة القوية للفريق، الذي تكونت لديه شخصية البطل في السنوات الأخيرة بحكم مشاركاته المتكررة في عصبة الأبطال وتنافسه على الألقاب في كل موسم، منذ وصل الرئيس الحالي سعيد الناصري. الركراكي ظهرت لمسة المدرب وليد الركراكي بشكل واضح على أداء الوداد، إذ تحسنت نتائج الفريق منذ التعاقد معه، رفقة مساعديه عمر نجحي وإدريس واجو وعلاء المسكيني. ورغم المنع من الانتدابات، فإن الركراكي كون مجموعة تنافسية من اللاعبين المتاحين، إذ تطور المستوى الفردي والجماعي للفريق بشكل لافت. ووضع الركراكي نظام لعب يناسب مؤهلات اللاعبين المتاحين، مستفيدا من القوة البدنية لأغلبهم، الأمر الذي صنع الفارق في عدة مباريات مع منافسين أفارقة، في الوقت الذي ظل هذا الجانب إحدى نقاط الضعف في اللاعب المغربي في مواجهة نظيره الإفريقي. واتخذ الركراكي قرارات جريئة منذ وصوله إلى الوداد، على غرار إبعاد بعض اللاعبين الذين لا يناسبون تصوره، ما جعله يفرض الانضباط والجدية داخل التركيبة البشرية، الأمر الذي استوعبه عدد من اللاعبين، إذ صاروا أكثر التزاما في لعبهم، مثل زهير المترجي وأمين فرحان وأنس سرغات وأشرف داري ورضا الجعدي وجلال الداودي. وعرف الركراكي مع مرور الوقت كيف يصنع الانسجام والتلاحم وسط مجموعة الوداد، وهي أمور ساهمت في كسب عدة مباريات، وفي تطوير أداء النادي مع مرور المباريات، ما جعله يتوج بلقب عصبة الأبطال ويتصدر ترتيب البطولة الوطنية ويبلغ ربع نهائي كاس العرش. الجمهور استفاد الوداد كثيرا من عودة الجماهير إلى المدرجات، بعد سنتين من المنع، بسبب التدابير التي تم اتخاذها لمواجهة انتشار فيروس كورونا. وعاد جمهور الوداد بشكل أقوى إلى مدرجات ملعب محمد الخامس، وصنع الفارق في عدة مباريات، بتشجيعه للاعبين بحرارة، حتى تحقق الفوز. ورغم بعض مراحل الشك التي مر منها النادي في عدد من المباريات، إلا أن مشجعيه، المؤطرين من قبل فصيل «وينرز» واصلوا تشجيع الفريق واللاعبين، إلى أن تم تجاوزها، والوصول إلى النهائي، والفوز به، على حساب منافس بقيمة الأهلي. جنود الخفاء بينما تتجه الأنظار في الغالب للمدرب وليد الركراكي واللاعبين، فإن عددا من جنود الخفاء يشتغلون في صمت، وساهموا في الصحوة الي يعيشها النادي. ويوجد في مقدمة هؤلاء الجنود المعد البدني إدريس واجو، الذي ظهرت لمسته بشكل واضح على المستوى البدني للاعبي الوداد، إذ صاروا أكثر قوة في التحكم في إيقاع المباريات وربح النزالات وعدم التأثر بضغط المباريات وكثرة التنقلات واضطراب البرمجة. وراكم واجو الذي اكتشف الوداد أول مرة في عهد جون توشاك قبل عودته بداية الموسم الجاري، تجربة كبيرة في الإعداد البدني على المستوى العالي، إذ عمل لسنوات في ألعاب القوى، وكان من صناع العصر الذهبي لهذه الرياضة، بقيادته عددا من العدائين إلى منصات التتويج. وتعاقد الوداد أيضا مع المدرب عمر نجحي، الذي اكتسب بدوره تجربة كبيرة في الدوري القطري، مدربا مساعدا لنادي الخور، ثم مدرب رئيسيا، عندما استعان به النادي، فأنقذه من النزول إلى الدرجة الثانية، محققا ما عجز عنه مدربون عالميون. ويتوفر عمر نجحي على تكوين على أعلى مستوى بإنجلترا، قبل انتقاله للاشتغال بقطر، ليتمكن الوداد من الظفر بخدماته، مستغلا رغبته في العودة للاستقرار بالمغرب، لظروف عائلية. وبدوره، يشتغل علاء المسكيني، مدرب الحراس، في صمت، ويحسب له المساهمة في تجاوز رضا التاكناوتي مرحلة الفراغ التي مر منها، ليعود أقوى، ويساهم في تتويج فريقه باللقب القاري. استقرار الإدارة عكس عدد كبير من الفرق الوطنية، يجني الوداد الرياضي ثمار الاستقرار الإداري الذي يعيشه منذ وصول سعيد الناصري إلى الرئاسة. وأدى هذا الاستقرار إلى نوع من الهدوء داخل محيط النادي، وفي علاقته مع منخرطيه ومشجعيه الذين صاروا راضين عن حصيلة فريقهم في فترة الرئيس الحالي، الذي تم اختياره أفضل رئيس في تاريخ النادي في استفتاء للجماهير هذا الأسبوع. واستفاد الناصري من هذا الاستقرار، إذ راكم تجربة كبيرة في تسيير ناد من هذا الحجم، ونجح في تحسين الحكامة وفي تفادي الأخطاء التي ارتكبها في بعض المواسم السابقة، خصوصا من حيث اختيار المدربين، ورفع حجم الإنفاق، الذي جر على النادي عقوبة المنع من الانتداب من قبل الاتحاد الدولي "فيفا". وفتح الناصري الباب لبعض الفعاليات والطاقات الشابة لولوج التسيير في نادي الوداد، وراكم بعضها تجربة كبيرة، انعكست إيجابا على النادي. جبران... القيادة قولا وفعلا يجني الوداد ثمار وصول عميده يحيى جبران إلى أوج عطائه وتجربته هذا الموسم، الأمر الذي انعكس بشكل واضح على أداء الفريق وتوازنه. وتطور أداء جبران بشكل لافت هذا الموسم، رغم توظيفه لاعب ارتكاز واحد، إذ يقوم بدور تكسير هجمات المنافس وبناء عمليات فريقه وتوجيه زملائه فوق أرضية الميدان. ونجح جبران بين المزاوجة بين القوة البدنية والتفوق التقني، ما جعل تأثيره واضحا على أداء الفريق وطريقة لعبه. وإضافة إلى أدائه فوق أرضية الميدان، فإن الشخصية القيادية لجبران وتجربته وانضباطه، جعلته يحظى بمكانة كبيرة في مستودع ملابس الوداد، أسعفته في لعب دور القائد وتاطير اللاعبين الشباب وفي تقوية التماسك داخل المجموعة. تجديد سلس للمجموعة لم يتأثر الوداد بمغادرة عدد كبير من نجومه في السنوات الأخيرة، بل نجح في تعويضهم بلاعبين آخرين، قدموا الإضافة إلى الفريق، وساهموا في تتويجه بلقب عصبة الأبطال، وتصدره لترتيب البطولة الوطنية، وبلوغه ربع نهائي كاس العرش. وغادر الوداد قبل بداية الموسم الجاري لاعبون بارزون دفعة واحدة، مثل وليد الكرتي ومحمد أوناجم وأيوب الكعبي لكن الفريق لم يتأثر بهذا الرحيل. ونجح رضا الجعدي وجلال الداودي في تعويض الكرتي بشكل سلس، بل قدما حلولا أكثر للطاقم التقني، بحكم إجادتهما اللعب في عدة مراكز. وفسحت مغادرة أوناجم المجال لزهير المترجي في التألق بشكل لافت، وهو مكسب يحسب للمدرب وليد الركراكي ومساعديه، خصوصا عندما دعموه في المرحلة الصعبة التي مر منها، شأنه شأن لاعبين آخرين مثل أمين فرحان ورضا التاكناوتي وأشرف داري. وبعدما كان المترجي من اللاعبين المغضوب عليهم من قبل جماهير الوداد، تحول إلى نجم في الفريق وصار أكثر التزاما وفعالية، بل كان حاسما في عدة مباريات، بما في ذلك مباراة النهائي، التي سجل فيها هدفين، وفاز فيها بجائزة أفضل لاعب. شخصية البطل بدا تأثير المشاركات المكثفة للوداد في عصبة الأبطال الإفريقية في السنوات الأخيرة واضحا على أداء الوداد، وطريقة تدبيره للمباريات، خصوصا الحاسمة منها. وأصبح الوداد يدخل غمار أي نسخة من عصبة الأبطال الإفريقية بغرض المنافسة على اللقب، ما جعله يكتسب قوة كبيرة وثقة في مؤهلاته، الأمر الذي يؤكده تأهله إلى نصف النهائي لخمس نسخ متوالية، وهو رقم قياسي لم يحققه أي فريق. وفاز الوداد باللقب في 2017، ولعب النهائي في 2019، ونصف النهائي في 2020 و2021، وفاز باللقب في 2022. واستفاد الوداد من تعاقده مع مدربين معروفين بالمنافسة على الألقاب، خصوصا جون توشاك والحسين عموتة، اللذين مازالت بصمتها على الفريق بادية إلى اليوم، إذ كانا وراء اكتشاف أو انتداب عدد من لاعبي المجموعة الحالية. إنجاز: عبد الإله المتقي

بانون يغضب جماهير الأهلي

رسالة رياضية: الرجاء

مقالات ذات صلة

أنتم تستعملون حاجب إعلانات