“بيـو”… ارتفـاع الإقبـال فـي رمضـان

محلات متخصصة ورفوف بمساحات تجارية كبرى وضيعات فلاحية تزود زبناءها مباشرة كان استهلاك المواد المنتجة بطرق طبيعية "بيو" يقتصر، في البداية على بعض الفئات، بالنظر إلى أن أسعارها مرتفعة بالمقارنة مع المواد الأخرى، لكن قاعدة المستهلكين عرفت، خلال السنوات الأخيرة، اتساعا متواصلا. ويرجع ذلك إلى ارتفاع وتيرة إنتاج هذه المواد وتوفرها في عدد من المحلات التجارية، بل إن هناك ضيعات فلاحية تزود زبناءها مباشرة بالمواد المنتجة طبيعيا. كما أن الحملات التحسيسية بمخاطر المواد المعدلة جينيا، ساهمت بشكل كبير في اتساع قاعدة مستهلكي هذه المواد، وساهم ارتفاع الطلب في تشجيع الاستثمارات في الميدان، خاصة أن هذه المواد تمكن من تحقيق هامش ربح مهم. وساهمت الأزمة الصحية الناتجة عن انتشار فيروس "كوفيد 19" عن زيادة الوعي بأهمية التغذية الصحية، ما أنعش الطلب على المواد المنتجة بطرق ووسائل طبيعية. وتعرف بعض المحلات المتخصصة في بيع هذه المنتوجات والرفوف المخصصة لها في المساحات التجارية الكبرى إقبالا، خلال شهر الصيام، كما عاينت "الصباح" ذلك خلال زيارة هذه المحلات. عبد الواحد كنفاوي (تصوير: عبد اللطيف مفيق) عاينت "الصباح" إقبالا ملحوظا على أحد المحلات المعروفة بالبيضاء، متخصص في بيع المواد الفلاحية ذات الإنتاج الطبيعي، خاصة الحليب ومشتقاته وبعض أنواع الخضر الموسمية والفواكه. الأزمة الصحية تنعش الطلب أوضح إبراهيم، مسؤول بمحل تجاري متخصص في بيع منتوجات "بيو"، أن الحالة النفسية التي تسببت فيها الأزمة الصحية، رفعت منسوب الحيطة والحذر لدى فئات واسعة من المجتمع بشأن ما يتم استهلاكه، ما يفسر الإقبال على هذا الصنف من المواد الغذائية، موضحا أن سعرها المرتفع نسبيا يحد من الطلب عليها، إذ أن دخل فئات اجتماعية واسعة لا يسمح لها باستهلاك هذه المواد. وأفاد أن الإقبال، رغم أنه ما يزال محدودا مقارنة بالبلدان المتقدمة، إلا أنه عرف تحسنا ملموسا، خلال ثلاث سنوات الأخيرة، إذ أن رقم المعاملات الذي يحققه المتجر في ما يتعلق بهذه المواد تضاعف ثلاث مرات. وأكد مسؤول على رفوف المواد ذات الإنتاج الطبيعي بإحدى المساحات التجارية الكبرى، أنه يتم استيراد بعض المنتوجات، فيما أخرى تجلب من منتجين محليين، مثل الزيت والعسل، والزعفران، مشيرا إلى أن المحل يعرض جل المنتجات التي من شأنها الحفاظ على صحة الإنسان، وتجنبه الإصابة بمجموعة من الأمراض. الصحة لا تقدر بثمن لا يهم، بالنسبة إلى يوسف أحد الزبناء الذين صادفتهم "الصباح"، إن كان سعر هذه المواد مرتفعا نسبيا، مقارنة بالمواد العادية التي تحتوي مواد كيماوية ويمكن أن تكون معدلة جينيا، مع ما يمثل ذلك من مخاطر على حياة الإنسان، فإن الأسعار المرتفعة لهذه المواد تبررها طرق إنتاجها والتقنيات المستعملة المكلفة، إضافة إلى أنها صحية ولا تمثل أي مخاطر على مستهلكيها. وهكذا، فإني، يقول يوسف، أواظب على زيارة هذا المحل لاقتناء كل متطلباتي، خاصة أنه يعرض مختلف الاحتياجات الغذائية، من لحوم وخضر وفواكه وحليب ومشتقاته وعسل وزيت وعدد من المواد الأخرى. جمعيات "بيو" وتمكنت هذه الجمعيات من إقناع العديد من المزارعين باعتماد تقنيات الفلاحة الطبيعية أو البيولوجية. ففي منطقة دار بوعزة أصبح العديد من المزارعين يخصصون جزءا من أراضيهم للزراعة البيولوجية، إذ هناك، حاليا، عشرات الضيعات المتخصصة في هذا النوع من الزراعات، بعد الإقبال المتزايد على هذه المنتوجات، فهناك أسر، خاصة من الدار البيضاء، تقتني هذه المنتوجات. ومن أجل تلبية الطلب يجتمع أصحاب الضيعات كل يوم ثلاثاء أو أربعاء من أجل تحديد محصول كل ضيعة وأنواع الخضر التي تتوفر عليها، وبعد عملية حصر أنواع المنتوجات، يجمع المحصول ويوزع على حصص، حسب عدد الطلبات، وتبلغ كل حصة ما بين 14 و15 كيلوغراما من الخضر والنباتات الموسمية، التي يتم إيصالها إلى أصحابها بعد أن أدوا مقابلها المالي، الذي لا يتعدى 200 درهم، كما أكد ذلك مسير بإحدى هذه الضيعات. وهكذا يضمن أصحاب هذه الضيعات مدخولا منتظما. وانعكس هذا النشاط على الدواوير المجاورة لهذه الضيعات، إذ توفر مناصب شغل لشبابها، كما تحول العديد من السكان إلى مزارعين يعتمدون تقنيات الزراعة البيولوجية. مستقبل واعد يتوقع ناشطون في هذا المجال أن تعرف الزراعة الطبيعية "بيو" تطورا ملحوظا، إذا خصت إستراتيجيتا "المغرب الأخضر" و"الجيل الأخضر"، دعامات خاصة بهذا النوع من الزراعات، إذ يعتبرون أنها تمثل قطاعا قائما بذاته لا يقتصر على النشاطات الفلاحية فحسب، بل يتعين أن يتشكل قطب يضم كل النشاطات المرتبطة بهذا المجال، من أجل توفير ما تحتاجه من مواد أولية، مثل البذور والأسمدة والمبيدات العضوية، بالإضافة إلى الوسائل اللوجيستيكية.

“بيـو”… ارتفـاع الإقبـال فـي رمضـان

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لص يقتحم ثانوية بفاس

جثة تستنفر أمن القنيطرة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات