تأخر التساقطات أثر سلبا على آلاف الهكتارات وتراجع كبير في المنتوج وخصاص في الأشجار أثر تأخر التساقطات خلال السنة الجارية سلبا على زراعة الزيتون. وتفيد التوقعات بأن منتوج هذه السنة لن يكون في مستوى تطلعات الفاعلين بالقطاع. ويتميز قطاع الزيتون بمنطقة مكناس بتنوع أصنافه ك"البيشولين المغربية" و"الحوزية" و"المنارة"، إضافة إلى أصناف أجنبية، مثل "البيكوال" و"الأربيكينا" من إسبانيا و"الكورنايكي" من اليونان. كما تتوفر المنطقة على 810 معصرات تقليدية بسعة 48 ألفا و770 طنا يوميا، و93 وحدة صناعية بسعة 115 ألفا و920 طنا في اليوم. وأكد نورالدين الوزاني، المسؤول عن القطب الفلاحي لزراعة الزيتون بالمدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس، أن هذه السنة تعتبر استثنائية من حيث الظروف المناخية، ما تسبب في تراجع ملفت في إنتاج الزيتون وزيت الزيتون، مضيفا أن تأخر هطول الأمطار تسبب في خسارة المزارعين والمهنيين في القطاع بنحو 30 في المائة من المحصول. تراجع قد يصل إلى 30 ألف طن وتوقع الوزاني أن يصل إنتاج الزيتون هذه السنة بين 80 و90 ألف طن فقط، بينما يصل في السنة التي تعرف تساقطات مطرية منتظمة إلى 120 ألف طن. وأبرز الوزاني أن "جودة الزيتون هذه السنة متوسطة للغاية بمناطق البور، على عكس المناطق المسقية التي أعطت محصولا بنوعية جيدة"، مضيفا أن أشجار الزيتون تحتل مساحة مهمة من الأراضي الفلاحية بالمغرب، وتغطي مليونا و200 ألف هكتار، مبرزا أنه بين 2019 و2021، تجاوز الإنتاج الوطني من الزيتون 1,9 مليون طن، وخلال الفترة نفسها بلغ إنتاج زيت الزيتون ما يقارب 145 ألف طن. وتابع الوزاني أن المملكة تقوم حاليا بتصدير زيت الزيتون المعبأ في قنينات زجاجية، في أفق تطوير علامة تجارية مغربية وتسويقها دوليا، معتبرا أن هذا الأمر يتطلب بعض الوقت، على أمل توسيع قاعدة الأسواق المستهدفة. وأكد محمد البوحديدي، الخبير في زراعة الزيتون، في السياق ذاته، أن سلسلة الزيتون بمكناس، التي تعتبر عبر تاريخ المغرب من أهم المناطق الفلاحية بالمملكة، لما تزخر به من مؤهلات مناخية، عرفت تطورا مهما بفضل إجراءات تحفيزية، تم اعتمادها في إطار المخطط الجهوي للجهة، من أجل تثمين المنتوج، ومشاريع توسيع المساحات التي جاء بها مخطط "المغرب الأخضر". وأضاف البوحديدي، الكاتب العام للجمعية الوطنية للمستثمري، أن المساحة المزروعة بأشجار الزيتون بمنطقة مكناس تقارب 70 ألف هكتار، وهو وعاء أثار شهية العديد من المستثمرين المحليين والأجانب، الذين انخرطوا في عملية شراكة فلاحية بين الدولة والخواص، من خلال مشاريع فلاحية مندمجة بالأراضي التي كانت مسيرة من قبل شركتي "صوديا" و"سوجيطا". وأبرز البوحديدي، أن مساحة أشجار الزيتون المغروسة بالجهة من قبل المستثمرين تبلغ حوالي 10 آلاف هكتار، مشيرا إلى أن سلسلة إنتاج الزيتون عرفت دعما مهما من قبل الدولة لفائدة الفلاحين والمستثمرين، وصل إلى حدود 80 في المائة، شملت توزيع معدات فلاحية للسقي وأخرى "هيدروفلاحية". ويستفيد الفلاحون الصغار، في إطار الدعامة الأولى لبرنامج "المغرب الأخضر"، من عملية تجميع في إطار الضيعات الفلاحية الكبرى من أجل تسويق أفضل لمنتوجاتهم، كما يستفيد الفلاحون الصغار الموجودون بالمناطق الصعبة من دعم في إطار الدعامة الثانية للبرنامج الآنف الذكر. ورغم أن قطاع الزيتون بالجهة عرف خلال السنوات الأخيرة، تطورا مهما بفضل مخطط المغرب الأخضر، فإن عددا من أصحاب التعاونيات الفلاحية العاملة في القطاع يعانون مشكل تسويق المنتوج. ضرورة تشجيع التعاونيات أكد سعيد الزعيمي، رئيس التعاونية الفلاحية "سيدي موسى" بالجماعة القروية المغاصيين (دائرة زرهون) بمكناس أنه رغم أن التعاونيات بجهة مكناس تنتج كميات كبيرة من منتوج زيت الزيتون المتميز بجودته، وفق المعايير الوطنية، فإن عدة تعاونيات بالمنطقة تعاني إشكالية تسويق المنتوج على المستوى الوطني. ويطمح الزعيمي رئيس هذه التعاونية، التي تأسست في 2001 وتضم أزيد من 20 منخرطا، إلى دعم منتوج التعاونيات بالمنطقة حتى يلقى إقبالا خصوصا على مستوى السوق الوطنية، داعيا إلى ضرورة تشجيع تسويق المنتوج خاصة بمنطقة المغاصيين بزرهون التي تتوفر على أكثر من 1200 هكتار من أشجار الزيتون المغروسة. ودعا إلى ضرورة توسيع المساحات المزروعـــة بالزيتـــون بزرهـــون والرفـــع مـــن جــــودة المنتوج وصيانة الأشجار لتطوير وتنظيم أفضــــل للقطــــاع، مشــددا علـــى أهميـــــة تفعيــل دور مكتب التسويق والتصدير بالبيضاء من خلال فتح مزيد من المتاجر التضامنية المهتمة بجميع المنتوجات المحلية للتعاونيات. من جانبه، سجل بوسلهام العمراني، رئيس التعاونية الفلاحية "المستقبل" بالجماعة القروية وليلي بزرهون، أن المنطقة التي توجد بها تعاونيتان فقط، وتستغل 1600 هكتار من أشجار الزيتون المغروسة، تعاني خصاصا في غرس أشجار الزيتون، وكذا قلة التنظيمات المهنية في القطاع، مضيفا أن التعاونيات بالمنطقة بصدد التفكير في تجميع المنتوج بين التعاونيات بمنطقة زرهون، وتوفير سوق لترويجه وتسويقه، غير أن ذلك يضيف العمراني، رهين بتفعيل الآليات التمويلية بشراكة مع المؤسسات المالية من أجل تحسين قدرة صغار الفلاحين، على إنتاج الزيتون وزيت الزيتون، داعيا إلى تأهيل وحدات عصر الزيتون بالجهة ككل ودعمها بآليات ومعدات الإنتاج. حميد بن التهامي (مكناس)