فرار مجرم خطير من سجنين ببلجيكا والمغرب

المرة الأولى كانت بواسطة مروحية من بلجيكا والثانية داخل حقيبة بسجن وجدة تظل قصة أشرف السكاكي، من بين القصص المثيرة لعمليات الهروب من السجن، إذ أن المعني بالأمر، فر بداية من سجن في بلجيكا رفقة اثنين من زملائه، باستعمال مروحية مسروقة، ودخل المغرب ليتم إيقافه، لكن الاعتقال لم يضع حدا لخطط هروبه، إذ نجح أيضا في الهروب من سجن وجدة بطريقة عجيبة. وأثناء إيقافه للمرة الثانية لم يخجل من الإعراب لممثل النيابة العامة عن نيته معاودة محاولات الهرب. مروحية للهروب من بلجيكا كان الخبر حينها موضوع الصفحات الأولى في صحف دول الاتحاد الأوربي، ويشير إلى مذكرة دولية من المنظمة الدولية للشرطة (الأنتربول)، تخص ثلاثة سجناء مغاربة فروا، من السجن المحلي بمدينة بروج البلجيكية، بعد أن تمكنوا من الاستيلاء على المروحية الخاصة لأحد المواطنين، مباشرة بعد فرارهم، قبل أن يعمدوا إلى إرغام ربان المروحية على الهبوط في أرض فلاحية، وعمد السجناء الثلاثة إلى السطو على سيارة، من نوع ميرسيديس، والفرار بها إلى وجهة مجهولة. السجناء الهاربون، هم أشرف السكاكي، المزداد سنة 1983، والذي كان في حالة اعتقال، بعد متابعته بتهمة السرقة الموصوفة بظروف التشديد، ويصنفه الأمن البلجيكي من أخطر المبحوث عنهم، إذ سبق أن أدين 16 مرة من أجل السرقات والسطو على بنك وتهم أخرى.أما الهارب الثاني فيدعى عبد الحق ملول، من مواليد سنة 1967، وكان متابعا من أجل السرقة الموصوفة، والذي تمكن، بدوره، من الفرار رفقة السجين محمد جهري، المزداد سنة 1985، والمتابع بالجناية نفسها.وأفلح السكاكي في الفرار من سجن بمدينة بروج ببلجيكا رفقة الجوهري، باستعمال طائرة مروحية تم الاستيلاء عليها من قبل ثلاثة من أصدقائهما.وحصلت الشرطة المغربية على صور المتهمين وبصمــاتهــم، قصــد تــوزيعها على المراكــز الحــدوديــة وجميع نقــط العبــور، بعد أن فشلت مصالح الأمن البلجيكيــة في اعتقــالهم، رغم نصبها عددا من الحواجــز الأمنية، ومباشــرة حملات تمشـيط بواسطــة مروحيــات، دون أن تتمكن من اعتقــالهــم أو تحديــد مكان وجودهم، كمــا أصدرت منظمــة الأمن الدولية النشرة البــرتقاليــة في حــق المتهمين، مركزة على المتهــم السكــاكي، الذي سبــق أن فر من سجن "تورنهاوط"، القريب من الحدود الهولندية. اعتقالات في المغرب وتبعا للأبحاث التي باشرتها مصالح الأمن المغربية بتعاون مع المكتب المركزي الوطني للأنتربول في الرباط، تم تحديد مكان وجود أحد الهاربين، ويتعلق الأمر بمحمد الجوهري، إذ أسفرت الأبحاث عن وجوده بمدينة بركان، ما انتهى بإيقافه بها، قبل تحديد مكان أشرف السكاكي ليوقف بدوره غير بعيد عن المنطقة الشرقية، إذ جرى اعتقاله بالحسيمة. واعتبارا لجنسية المعنيين بالأمر، جرت محاكمتهما بالمغرب بعد التوصل بملف الشكاية الرسمية من السلطات القضائية البلجيكية. فرار جديد من وجدة أودع أشرف السكاكي في السجن بوجدة، في انتظار البت النهائي في الأفعال المنسوبة إليه، لكن وضعه في حالة الاعتقال لم يستمر طويلا، إذ عاود الفرار بطريقة غريبة، بعد ان تم اكتشاف أن المتهم بالسطو على مصارف بلجيكية غادر أسوار السجن داخل حقيبة.وأشارت معطيات الحادث إلى أن المشتبه فيه المطلوب دوليا، وعلى الخصوص من طرف الأمن البلجيكي، والمحكوم على التوالي بعقوبتين سجنيتين من القضاء في بلجيكا، الأولى أمدها 30 سنة والثانية 12 سنة، نجح في الفرار، بطريقة هوليودية، من السجن المحلي بوجدة، رغم الحراسة المشددة التي كانت مفروضة عليه، سيما أنه مصنف ضمن أخطر المعتقلين في السجن المذكور.ونفذ المتهم خطة محكمة بالاستعانة بإحدى قريباته، إذ خلال زيارتها له عمدت إلى إخفائه داخل حقيبة متوسطة الحجم، وأخرجته من السجن، دون أن ينتبه الحراس أو إدارة المعتقل إلى أمر الحقيبة، أو إلى حجمها لدى خروجها من البوابة الرئيسية للسجن.ومباشرة بعد اكتشاف فرار "السكاكي"، استنفرت جميع الأجهزة الأمنية والموازية لها للبحث عنه، وتم تشخيص هوية قريبة أشرف السكاكي التي زارته بالسجن، وتحديد مكان سكناها بالناظور. وبعد إجراء مراقبة متواصلة لمنزلها، تم نصب كمين أوقعه من جديد في شرك الشرطة القضائية بالناظور، ويقبع أشرف السكاكي حاليا بسجن سلا تحت حراسة مشددة.المصطفى صفر

هروب بارون مخدرات جر مسؤولين إلى القضاء

المدينة القديمة بالبيضاء ... مشروع ملكي لإعادة التأهيل

مقالات ذات صلة