الكرة بآسفي… الموت البطيء

فرق في غرفة الإنعاش وأزمة ملاعب بعد سنوات ازدهار بعد سنوات من التألق والازدهار، أصبحت كرة القدم بآسفي تعيش وضعا متدهورا تسببت فيه عدة عوامل بداية من ضعف الموارد المالية وانتهاء بغياب إستراتيجية واضحة لدى المسيرين الحاليين، ما أدى إلى وأد النهضة الكروية التي شهدها الإقليم، وكان أولمبيك آسفي قاطرة لها، في عهد رئيسه السابق أحمد غايبي. وساهم مشكل الدعم والتناسل الكبير للفرق الكروية بالإقليم في الفترة الماضية في تأزيم الوضع أكثر، بعدما تراجعت المجالس المنتخبة عن صرف المنح لفائدة الفرق أو تقسيمها إلى حصص غير كافية. ويعول مسيرو الفرق على ما تضخه الجهات المانحة في غياب حلول بديلة، وهو الشيء الذي يهدد وجود هذه الفرق، صارت عرضة للاندثار في أية لحظة. وتعاني فرق آسفي مشاكل لا حصر لها، تتعلق أساسا بغياب السيولة المالية وقلة الملاعب وغياب المستشهرين. أولمبيك آسفي... عطب بالقاطرة إذا كان كثيرون يعتقدون أن أولمبيك آسفي يعتبر بمثابة القاطرة، التي تجر باقي الفرق، فإن الواقع الجديد تغير كليا، مقارنة مع ما كان عليه في سنوات مضت، بعدما صار هذا الفريق يعيش وضعا متأزما بسبب تراكم الديون وكثرة الملفات المعروضة على غرفة النزاعات ناهيك عن محدودية مسيريه، الذين عجزوا عن إيجاد حلول جذرية للمشاكل الإدارية والمالية التي يتخبط فيها الفريق منذ مدة ليس بالقصيرة. وفي إطار الخطط الترقيعية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والتي يلجأ إليها مسيروه كلما اشتدت بهم الأزمة اضطروا إلى الاستنجاد بمسؤولي المدينة، من أجل جمع التبرعات للفريق للمساهمة في تغطية جزء من مصاريفه في الموسم الكروي الجاري. ولم تشفع هذه الخطوة في التخفيف من حدة الأزمة التي يعيشها الفريق والتي ورث أكثرها من مسيرين سابقين رحلوا عنه وتركوه غارقا في الديون والنزاعات. وفاق آسفي... منحة معلقة يعاني وفاق آسفي، الذي ينشط في القسم الثاني هواة، بسبب مشاكله التسييرية واعتماد هذا الفريق على مداخيل محددة سلفا في المنحة السنوية للجامعة، إضافة إلى منح أخرى يخصصها له المجلس البلدي لآسفي والتي ظلت معلقة لفترة طويلة دون أن يستفيد منها الفريق. وتم حرمان هذا الفريق من منحتي المجلس الإقليمي ومجلس جهة مراكش آسفي لأسباب بقيت مجهولة، وهو ما تسبب له في تعطيل صرف مستحقات لاعبيه وعدد من أطره. وأمام هذه الوضعية المزرية يكتفي الفريق بلعب دور المنشط في بطولة القسم الثاني هواة لا أقل ولا أكثر، وفي الغالب ينافس من أجل تفادي الانزلاق إلى القسم الأسفل... الكرة النسوية... التسول يعيش رجاء الزهور آسفي لكرة القدم النسوية، ممثل المدينة في القسم الثاني، بدوره وضعا لا يحسد عليه بسبب غياب الرؤية وتراكم الديون وغياب داعمين دائمين. ويضطر هذا الفريق بدوره إلى طرق أبواب المسؤولين وبعض المؤسسات الاقتصادية بالإقليم لمساعدة على تدبير الاحتياجات اليومية. ورغم الجهود الكبيرة التي يقوم بها مسيرو الفريق النسوي فإنهم يعجزون في الغالب عن تغطية كل المصاريف. ويؤكد رئيس الفريق أن المنح التي يتوصل بها لا تغطي كل الاحتياجات، مشيرا إلى أن مصاريف التنقل إلى مدن بعيدة مثل الداخلة وآسا وتارودانت وأكادير تلتهم مبالغ كبيرة من مالية الفريق. وبخصوص باقي الفرق النسوية بالمدينة والإقليم، فإن أغلبها حاضرة بالاسم فقط وتم إحداث عدد منها لأغراض سياسية وتعتمد الأخرى على الدعم الضئيل للمجالس المنتخبة لصرفه في شراء الأمتعة الرياضية والتنقل داخل المدينة وأداء مصاريف المباريات، قبل توقف المنافسات. فرع آسفي... مولود ميت استبشر ممثلو الفرق خيرا بإحداث فرع آسفي، التابع للعصبة الجهوية مراكش آسفي، لكن شاءت الظروف أن يدخل الفرع في نزاعات وصلت تبعاتها ردهات المحاكم. ويقول بعض المسيرين إن الفرق العبدية تؤدي ضريبة التقسيم الجامعي وإدماجها في عصبة مراكش آسفي. ويتنازع فصيلان حول من له أحقية التسيير داخل الفرع، وبعدما تم تعيين سمير وهبي رئيسا له، بقرار من رئيس العصبة واجه عراقيل ومشاكل كثيرة من قبل عدد من المسيرين الذين رفضوا هذا التعيين. وتسبب هذا النزاع المفتعل في تمديد عطالة اللاعبين واللاعبات بعد رفض كل المحاولات الرامية إلى استئناف اللعب. ملاعب غير كافية بعدما كانت آسفي يضرب بها المثل في الملاعب، خصوصا المزودة بالعشب الاصطناعي، في إطار البرنامج الذي وضعه الرئيس السابق أحمد غايبي، صارت البنيات التحتية بالإقليم في حالة يرثى لها، وأصبحت غير كافية. وباستثناء ملعب المسيرة الخضراء، الذي يحتكره أولمبيك آسفي لوحده، تساهم قلة الملاعب بالمدينة، رغم الحالة المتدهورة التي أصبحت عليها في مضاعفة المعاناة اليومية للفرق. ويتزاحم لاعبو ولاعبات أكثر من 50 فريقا بالمدينة في ثلاثة ملاعب، هي شنقيط والجريفات والأب فرج لإجراء حصصهم التدريبية يوميا. وأمام الضغط الكبير الذي تشهده هذه الملاعب يضطر المسؤولون في أحايين كثيرة إلى برمجة تداريب فريقين في وقت واحد بعدما يتم تقسيم الملعب إلى شطرين. ويتساءل أغلب المهتمين عن دور المجمع الشريف للفوسفاط في دعم البنية التحتية بالمدينة، والذي يبقى غائبا، أو غير كاف، ويؤكد هؤلاء أن الدعم لا يتعدى تخصيص حافلات للمساهمة في تخفيف مصاريف النقل لفائدة الفرق. الاحتضان... الحلقة الأضعف فشل مسيرو فرق عبدة في تدبير ملف الاشهار والاحتضان وإقناع مسؤولي مجموعة من الشركات بالانخراط في دعم هذه الفرق. ويسجل أن قطاع الفوسفاط لوحده يساهم، ولو بنسبة قليلة، في دعم المجال الرياضي، من خلال تخصيص منحة سنوية لأولمبيك آسفي، كما يواصل إقصاء باقي الفرق من الدعم، رغم المحاولات الكثيرة والمجهودات التي بذلت من أجل إقناعه بتوسيع دائرة الاحتضان لتشمل باقي الفرق. وبعد نجاح سنوات في هذا الإطار، خصوصا في عهد الرئيس السابق أحمد غابي، صارت العلاقة بين قطاع الفوسفاط والأندية الرياضية يعيش عدة مشاكل في السنوات الماضية. فرق العصبة ... الأطلال يجمع المهتمون على أن لاعبي الفرق المنتمية إلى البطولتين الجهوية والإقليمية نست شيئا اسمه كرة القدم، بسبب المدة الطويلة لتوقف المنافسات الرسمية والتي تجاوزت سنتين ونصف. وتم تعطيل عجلة البطولة الجهوية لأول مرة قبل ظهور فيروس كورونا بالمغرب بسبب مطالبة رؤساء الأندية بصرف الدعم المالي، بعدها توقف التباري بأمر من السلطات المختصة، ومنذ ذلك الحين والكرة متوقفة عن الدوران في فرق الأقسام السفلى. واحتج ممثلو الفرق التي كانت تنشط في البطولة الجهوية على قرار للعصبة يقضي بحرمانهم من المشاركة في البطولة في الموسم الجاري، ورغم المراسلات الكثيرة التي وجهها هؤلاء المسيرون إلى الجامعة والعصبة إلا أن الوضع بقي على ما هو عليه. رشيد الدردار: الدعم غير كاف بداية كيف تقيم الوضع الكروي بالمدينة؟ لا بد من تشريح الوضع أولا، فاعتماد نظام وحدة المدينة ابتداء من 2002 أدى إلى دمج الجماعات الحضرية الثلاث آسفي بياضة، وآسفي بوذهب وآسفي الزاوية في جماعة آسفي بشكلها وبامتدادها الحالي وصعب تدبير عدة مجالات ومنها المجال الرياضي وكرة القدم على الخصوص. يعني أن جماعة آسفي ورثت كما من الأندية عن النظام الحضري السابق، إضافة إلى الأندية المؤسسة حديثا، ولم تطور أو تكيف آليات دعمها لها فأصبحت تفتت المنح حسب عدد الأندية، لذلك دعمها لبعض الأندية صار لا يتجاوز 8000 درهم سنويا. وماذا عن الملاعب؟ حتى الملاعب المصادق عليها حاليا لممارسة كرة القدم في أقسام الهواة والعصبة بالمدينة هي موروثة عن الوضع السابق، ملعب شنقيط شمالا والجريفات في وسط المدينة والأب فرج جنوبا. هذه الملاعب كانت كافية في ما مضى، وهي الآن تحت ضغط سكان تضاعف مرتين ليصبح عددهم 320 ألف نسمة. أضف إلى ذلك الترخيص لأندية الجماعات القروية بالإقليم للاستقبال في هذه الملاعب نفسها في إطار علاقات سياسية، ما زاد الوضع تأزما. وما هي برأيك المشاكل التي تعيق تطور الكرة بالمدينة؟ المشكل الأهم الذي تعانيه كرة القدم بآسفي هو مشكل التخطيط الحضري التشاركي، فلا جماعة آسفي، ولا المجلس الإقليمي، يملكان تصورا، أو برنامجا لتطوير وهيكلة ممارسة كرة القدم بالمدينة، ولا نية لهما في إنقاذ كرة القدم. ثم إن المؤسسات الصناعية الكبرى بالإقليم لم يسبق لها دعم أندية كرة القدم القاعدية، باستثناء بعض المقاولات الصغرى والمتوسطة، التي تدعم الأندية المحظوظة بين الفينة والأخرى. (مسير رياضي) إنجاز: حسن الرفيق (آسفي)

الكرة بآسفي… الموت البطيء

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فوضيل‭... ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬السهرات

35 لاعبا في قائمة المونديال

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات