أصبحت مطلوبا لدى أجهزة الأمن

عبد السلام الغازي... ذاكرة حية2 اعتقلت بسبب طالب مندس والاتحاد الوطني لطلبة المغرب كلف أربعة محامين للدفاع عني يعيش عبد السلام الغازي بأحد أحياء القنيطرة، بعيدا عن الأضواء، رغم أنه كان فاعلا ومؤثرا في عدد من الأحداث التي ميزت فترة ما بعد الاستقلال، خاصة الاحتجاجات الطلابية، خلال حقبة الستينات، كما يحفظ في ذاكرته جوانب عديدة من حياة آل الخطابي، الذي ما تزال تربطه معهم علاقات وثيقة، إذ أسس منتدى محمد عبد الكريم الخطابي للفكر والحوار، لتسليط الضوء على حياة هذا القائد، الذي ذاع صيته في العالم. ويعتبر الغازي ذاكرة حية، يقصدها الباحثون الأكاديميون والطلبة للاطلاع على معلومات قيمة عن تلك الحقبة التي توجد بها نقط ظل كثيرة. التقته «الصباح» وأجرت معه حوارا يحكي فيه جزءا من ذاكرته و جوانب من حياة الأمير محمد عبد الكريم الخطابي. عبد الواحد كنفاوي < عند وصولي إلى تطوان، اتصلت بالطلبة وعقدنا اجتماعا بجبل غرغيز، وحضر اجتماع لجنة الطلبة أحد الأفراد، الذي سألت عنه لأنه كان تراودني شكوك بشأنه، فأكد لي الطلبة الذين كنت أعرفهم أنه موضع ثقة. وتبين، في ما بعد، أن الطالب الذي سبق أن سألت عنه كان مندسا بيننا، علما أنني لم أكن أنام في البيت الذي كنت أكتريه، وكان يتعقب أخباري ليدل على المكان الذي أنام فيه، إذ كنت ألجأ، أحيانا، إلى أحد الأشخاص من قبيلة بني زروال، الذي كان يعمل خياطا، وكان ذلك الطالب يقتفي أثري، فتمكن من معرفة المكان، وفوجئت صباحا، وكان يوم جمعة، بأن المنطقة مطوقة بالجيش مدججين بالأسلحة، فتقدم تجاهي أحد الضباط وسألني عن هويتي، وطلب مني أن أصحبه إلى سيارة من نوع “فولسفاغن”. <توجهت السيارة مباشرة نحو مقر الأمن بتطوان، وعند وصولنا حاول الضابط، الذي ألقى علي القبض أن يرهبني، إذ كشف لي مكان التعذيب، قبل أن يقودني إلى مكتب الاستنطاق، فقلت له بأني أعرفه وعائلته وأنه يتحدر من فاس وعليه أن يتحمل مسؤوليته، إذا ما وقع لي أي مكروه، واستمر النقاش بيننا إلى أن قدم عميد الشرطة “كوميسير”، الذي كان مؤدبا معي كثيرا، عكس الضابط، فتقرر إيداعي السجن في انتظار محاكمتي، مع بداية الأسبوع الموالي. < علم الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بالأمر، فكلف أربعة محامين للدفاع عني. وكانت الدار البيضاء، خلال تلك المرحلة، تشهد أحداثا كبيرة يقودها شيخ العرب، إذ كانت هناك مواجهات مسلحة، والوضع متأزم، وهناك سدود أمنية في كل المحاور الطرقية. واستدعاني يوم الأحد الضابط الذي اعتقلني إلى مكتبه وشرع في تمكيني من أغراضي، وأخبرني أنه سيسمح لي بالانصراف، على أن أحضر الاثنين على الساعة السابعة صباحا. واتجهت، مباشرة بعد خروجي من المعتقل، إلى الخياط الذي أكنت أختبئ عنده، وطالبته برعاية ابنة خالي التي كانت تقطن معي بتطوان، فغادرت المدينة، بعد ذلك، متوجها إلى طنجة ولا أحمل معي أي وثيقة تعريف، باستثناء بطاقة الهلال الأحمر المغربي، إذ سبق أن استفدت من تكوين أشرفت عليه الهيأة وكنت سأتوجه إلى أكادير للمشاركة في عمليات الإنقاذ بعد الزلزال الذي ضرب المدينة، خلال 1960، لكن لم يكتب لي ذلك. وخلال الرحلة من تطوان إلى طنجة مررت بأربعة سدود أمنية، لكن الله سلم، فوصلت إلى طنجة، واجتمعت حينها مع الطلبة وأصدرنا بيانا، من أجل تصعيد الاحتجاجات. < بعد الاجتماع توجهت، مباشرة، مع منتصف الليل، إلى الحافلة التي أقلتني إلى الرباط، فقصدت مقر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، حيث كان يوجد محمد الحلوي وفتح الله ولعلو، ومحمد الفاروقي، وكلهم تقلدوا مسؤولية رئاسة الاتحاد. وعندما رأوني أصيبوا بالذهول، فأخبرتهم أنه يتعين المواجهة بالسلاح، فانتفضوا في وجهي وقالوا لي تمهل ولا تلق بيدك إلى التهلكة، فلم يرقني كلامهم، وأقفلت راجعا بعدما وجهت لهم نقدا لاذعا، ولحقني فتح الله ولعلو وصاحبني إلى محطة القطار، حيث امتطيت العربة في اتجاه القنيطرة.

شهادة عزوبة بخمسة آلاف درهم

إحالة 100 رجل سلطة على التقاعد

مقالات ذات صلة

أنتم تستعملون حاجب إعلانات