القاص المغربي يستدرج القارئ إلى عالم من التيه السردي صدر حديثا للقاص سعيد رضواني مجموعة سردية اختار لها عنوان "قلعة المتاهات" عن منشورات "الراصد الوطني للنشر والقراءة" بطنجة. واختار رضواني إهداء نصوص هذه الأضمومة السردية المتميزة إلى أحمد بوزفور شيخ القصاصين المغاربة بعبارة "قاصا عظيما وإنسانا رائعا"، وتتضمن نصوصا بعناوين مختلفة مثل "استدراج" و"قلعة الحروف والكلمات" و"قطار لومباردي" وغيرها. ويستدرج القاص المغربي سعيد رضواني، حسب ورقة نقدية للناقد هشام بن الشاوي، في مجموعته الجديدة القارئ "للولوج إلى عالم من التيه السردي المدهش، كأنها "كتابة مملكة صغيرة بالطوب والحجر بدل الحروف والكلمات، مملكة تسكنها سلالة من الأبناء والأحفاد". ويقول بن الشاوي "من يقرأ بتمعن قصص سعيد رضواني سيكتشف أنه مهموم بهذا الوجود، ويسكنه قلق وجودي فادح، يدفعه إلى تأمل مفردات بدايات هذا العالم، غير عابئ بالتنبؤ بنهاياته، كما تشي بذلك قصة: "مرايا الأحلام"، في مجموعته القصصية البكر: "مرايا"، وهي نص غير بريء تماماً، يجعلك تفكر بأن الحياة مجرد سرقات". ويضيف الناقد المغربي "يدفعك القاص المغربي سعيد رضواني إلى تأمل هذا التاريخ البشري الحافل بالخطايا، منذ خروح آدم وحواء من الجنة، عبر حدث يبدو بسيطا جدا، لكن عبر لعبة المرايا أو السرد المرآوي، حيث لا تنتهي هذه السرقات، وتتكرر دوما. ليس دفاعا عن الشر، أو عن الشيطان، الذي يتخفى خلف تفاصيل، تبدو موغلة في تفاهتها أحيانا". ويواصل بن الشاوي "يكتب رضواني عن سرقة الهوية، وسرقة التاريخ، وعن الحروب البشرية، وعن البغاء كسرقة أيضا، لا يمكن التخلص من رائحة اقترافها، رغم التطهر. الحياة بدأت على هذه الأرض، بعد سرقة تفاحة محرمة، بيد أن هذه الحياة، التافهة بإكراهاتها تسرقنا من ذواتنا، دون أن نتمكن من رؤية أنفسنا في المرايا، وقد نصاب بالذعر من هذه السرقات المتكررة في القصة، لأن سعيد رضواني لا يدين الشيطان، لأن التقنية التي توسل بها في هذه القصة القصيرة تشي بأنه شيطان بالفعل/ شيطان سرد. وخلص بن الشاوي في متابعته للمجموعة إلى أن رضواني "استطاع أن يتجاوز تجربته السردية البكر: "مرايا"، وأن يتفوق على نفسه، بتطوير أدواته الفنية في نصوص المجموعة الجديدة". عزيز المجدوب