fbpx
مجتمع

المحطة الطرقية بمكناس … نصف مليار خسارة

تعثر استغلال مواردها وسوء تسيير في عهد الرئيس بوانو

علمت “الصباح” من مصادر مطلعة، أن المحطة الطرقية بمنطقة سيدي سعيد بمكناس، كبدت الجماعة، خلال الثلاث سنوات الأخيرة، خسارة وصلت إلى حوالي نصف مليار سنتيم، وذلك بسبب تعثر عملية استغلال مداخيلها لأسباب ظلت مجهولة.

وأضحت المحطة بمثابة مرفق مهمل تسوده فوضى عارمة ، تنعدم فيه أدنى شروط العمل وباعتراف من المجلس الجماعي السابق، الذي كان يبشر السكان بنقل هذا المرفق الحيوي إلى مكان خارج المدينة، وتشييد محطة طرقية بمواصفات عالمية كما هو الحال بالعديد من محطات مدن المملكة، لكن للأسف الشديد لم ينجح مجلس بوانو في تحقيق حلم السكان في امتلاك مثل هذه الفضاء، بالرغم من برمجته في عدة دورات جماعية، والانخراط في شراكات بهدف إيجاد وصفة ناجحة لمعالجة سوء التدبير والتسيير، الذي كان يتخبط  فيه المجلس الجماعي السابق، قبل أن يعود هذا الأخير  إلى اقتراح حل مؤقت يقضي بإصلاح وترميم مرافق المحطة الطرقية الحالية، بإطلاقه صفقة عمومية في غضون سنة 2019، في انتظار ايجاد الوعاء العقاري المناسب لاحتضان محطة طرقية جديدة بمواصفات عالمية، لكن لم يتحقق ذلك، ففشلت هذه الصفقة وتم تأجيل حلم المكناسيين إلى وقت لاحق، في انتظار ما سيحققه الرئيس الحالي للجماعة باخراج مشروع المحطة الجديدة لحيز الوجود وتخليص السكان وأرباب مقاولات النقل الطرقي من سطو “البلطجية “.

وقالت المصادر، بأنه في الوقت الذي كان هذا المرفق العمومي يعتبر من بين إحدى الموارد المالية المهمة بالنسبة إلى الجماعة، إذ كان حينها يدر على صندوقها حوالي 150 مليون سنتيم في السنة، من خلال مستحقات الكراء التي كانت تؤديها الشركة المستغلة، إلا أنه، وبعد انتهاء مدة العقدة التي كانت تربط الشركة المستغلة والجماعة المعنية منذ حوالي أربع سنوات الأخيرة، لم تعد الجماعة تجني ولو سنتيما واحدا من مداخل هذه المحطة، على حد تعبير المصادر ذاتها. 
و رغم أن الجماعة تعاني أزمة مالية خانقة، بسبب العجز الذي تتخبط فيه، والذي يناهز 19 مليار سنتيم، فقد تبين بأنها عجزت عن إيجاد حل مناسب لاسترجاع الموارد المالية التي كانت تستخلصها من مداخيل المحطة الطرقية، في الوقت الذي تسبب تدهور الوضع التنظيمي داخل هذه المرفق، في تضرر كبير لأرباب الحافلات والمرتفقين على حد سواء، بسبب تعرضهم الى الابتزاز من قبل ذوي سوابق أصبحوا يؤثثون هذا المرفق الحساس.

وأردفت المصادر ذاتها، بأن حالة الفوضى والتسيب التي تعم المحطة الطرقية، رغم المجهودات التي تقوم بها السلطات المحلية والأمنية، أفقدتها الإحساس بالأمن والسكينة، وأصبحت تبدو كفضاء خطير تهدد فيه سلامة الحافلات وأربابها والمرتفقين، ما تسبب في تراجع توافد المسافرين، الذين أضحوا يفضلون السفر من محطات أخرى، كما قرر عدد من أرباب الحافلات عدم الدخول إلى هذا الفضاء، بسبب ما يتعرضون له من مضايقات وابتزاز.
تجدر الإشارة، إلى أنه سبق للجماعة في عهد الرئيس بووانو، بأن قامت بالإعلان عن طلب عروض من أجل كراء المحطة المذكورة، إلا أن هذه العملية باءت بالفشل، بسبب الطعن في عملية فتح الأظرفة من قبل أحد المشاركين في السمسرة، الذي ادعى حينها بأن هذه العملية عرفت تلاعبات.

حميد بن التهامي (مكناس)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات

نود أن نشكركم على زيارتكم لموقعنا. لكننا نود أيضًا تقديم تجربة مميزة ومثيرة لكم. لكن يبدو أن مانع الإعلانات الذي تستخدمونه يعيقنا في تقديم أفضل ما لدينا.