جنود خفاء لإجلاء الطلبة من أوكرانيا

نشطاء مواقع التواصل ومهاجرون شباب توحدوا لمساعدة بعضهم في اقتناء تذاكر العودة "الرجولة عند المواقف" "الأمل معقود على شباب الخير"، من بين الأمثلة والحكم التي يمكن إسقاطها على شباب المغرب، الذين تحولوا إلى جنود خفاء لإجلاء الطلبة المغاربة بأوكرانيا ومساعدتهم في كل ما يحتاجونه للحصول على تذاكر السفر إلى المغرب، وكذا مرافقتهم إلى حين التنقل إلى المطار. "جميعا لمساعدة الطلبة العالقين في أوكرانيا..."، هاشتاغ من بين أخرى تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بعد توالي أخبار قرب تنفيذ تهديدات روسيا بشن هجوم على أوكرانيا واجتياح أراضيها. ولم يكتف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، ببلاغ السفارة المغربية بكييف، التي وضعت رقمين هاتفيين رهن إشارة المواطنين المغاربة الموجودين بأوكرانيا للإجابة عن كل تساؤلاتهم، تبعا للبلاغ الذي أصدرته من قبل توصي فيه المواطنين المغاربة بمغادرتها حرصا على سلامتهم، عبر الرحلات الجوية التجارية المتوفرة، بل قرروا استنفار أصدقاء لهم في الأراضي الأوكرانية للاستعانة بهم في مساعدة الطلبة الراغبين في المغادرة والعودة إلى أرض الوطن. ومن الأمور التي أكدت مفعول هشتاغ "جمعيا لمساعدة الطلبة العالقين في أوكرانيا..."، تسابق الشباب المغربي الموجود داخل أرض الوطن إلى التنسيق مع نظرائهم وأقرانهم بأوكرانيا لمساعدة الفئات التي تستعجل المغادرة والعودة إلى المغرب، خوفا من تداعيات الحرب التي يمكن أن تندلع بمجرد تنفيذ روسيا لتهديداتها بشن هجوم على الأراضي الأوكرانية، عن طريق تخصيص أشخاص يتكلفون بحجز تذاكر السفر عبر الرحلات المبرمجة، ومرافقتهم إلى المطار والإجابة عن تساؤلاتهم واستفساراتهم. وفي الوقت الذي غادر فيه عدد من الطلبة المغاربة أوكرانيا وحلوا، أول أمس (الثلاثاء) بأرض الوطن في رحلات مباشرة، فضل آخرون تفعيل مبدأ الإيثار بمنح الأولوية للأشخاص الخائفين وتقديم يد العون لهم لتخفيف الضرر النفسي عنهم، جراء ما عانوه بسبب وقع الأخبار المنتشرة هنا وهناك وتضارب التصريحات بين تحذيرات دولهم الأم وتطمينات الحكومة الأوكرانية. ولأن الطلبة المغاربة يعتبرون ثاني أكبر جالية أجنبية تدرس في الجامعات الأوكرانية، بتعداد يقارب ثمانية آلاف طالب وطالبة، بعد الجالية الهندية التي تتصدر الترتيب ب18 ألفا و95 طالبا وطالبة، حيث يقبلون فيها على تخصصات، أبرزها الطب والهندسة المعمارية، تم تخصيص الدعم النفسي لعدد من الفئات التي وجدت نفسها في وضعية نفسية صعبة نتيجة الخوف المزدوج بين تداعيات الحرب وبين ضياع المستقبل الدراسي، إثر تلقي الطلبة المغاربة من عدد من الجامعات والمعاهد العليا تهديدات بالفصل في حال مغادرة أوكرانيا دون الحصول على ترخيص بذلك، مادام أنه ليست هناك أي معطيات رسمية للهجوم الروسي تؤكد تنفيذ الاجتياح خلال ساعات. وسواء تحقق وعيد روسيا بتنفيذ الهجوم أم أجل، في ظل إعلان الكرملين أول أمس (الثلاثاء)، بدء عملية سحب لجزء من القوات الروسية المنتشرة عند الحدود مع أوكرانيا، مقابل التشديد على أن روسيا ستواصل تحريك جنودها في أنحاء البلاد كما تراه مناسبا، يمكن القول إن الأزمة النفسية التي عاشها طلبة مختلف دول العالم، بمن فيهم المغرب، لم تكن تجربة سيئة مائة بالمائة، بل كانت مناسبة أكدت المعدن الأصيل لشباب المغاربة الذين جسدوا مفهوم "لا تحدثني عن الرجولة بل دعني أراها". محمد بها

جنود خفاء لإجلاء الطلبة من أوكرانيا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

كابيلو يقهر الرجاء

مستقبل ماني يثير الجدل

مقالات ذات صلة