تحولت الوظيفة العمومية إلى غاية عند العاطلين، وأصبح جزء كبير منهم مستعدا لوضع حد لحياته مقابل الحصول عليها، بعد تدهور أوضاعهم، واختناق سوق الشغل نتيجة تداعيات كورونا، وفقدان الثقة في وعود المسؤولين بالتوظيف، التي تتكرر منذ 2012. وقررت مجموعة من العاطلين تجرع السم، باعتباره شكلا احتجاجيا يظهر حجم الضرر، الذي يطول هذه الفئة، التي لجأت إلى شرب مادة سامة، باعتبارها أكثر الخطوات التصعيدية، التي يمكن أن تلفت النظر إليها، وتحقيق أمنيتها في التوظيف، بعد سنوات من الصياح أمام المؤسسات. وشهدت منطقة سوق السبت أولاد النمة، بإقليم الفقيه بنصالح، واقعة شرب السم من أجل التوظيف، وهو حادث تم التخطيط له من قبل، فبعد خطوات أقل جرأة، مثل تسلق أسوار قصر البلدية، وقضاء يوم كامل على سطح المبنى، وتكبيل أيديهم وأعناقهم بالسلاسل، قرر عاطلو مجموعة الصمود، تجرع كمية من السم لإحراج السلطات. ونقل إثر الحادث ثلاثة أشخاص بينهم فتاة، إلى المستشفى الجهوي ببني ملال، بعد تدهور حالتهم الصحية، وكانوا بحاجة إلى غسل الأمعاء، بينما الباقون كانت أوضاعهم مستقرة، إذ اكتفوا بتلقي العلاجات الضرورية بالمركز الصحي سوق السبت. وأعلنت مجموعة الصمود للعاطلين بسوق السبت، قبل أيام أنها "ستخوض اعتصاما إنذاريا أمام مقر المجلس الجماعي، وأكدت عزمها خوض اشكال نضالية غير مسبوقة، شعارها "الموت أو تحقيق مطلبها المشروع"، المتعلق بحق الشغل والعيش الكريم، بعد استنفاد كل الاشكال النضالية السلمية وتنصل السلطات المحلية والمجلس الجماعي، من الوعود المقدمة لعاطلي المدينة، محملة في ذلك كل المسؤولين، وعلى رأسهم عامل الفقيه بن صالح، تبعات الشكل التصعيدي المزمع خوضه قريبا. وطالب العاطلون في بيان حديث، عامل الإقليم، "بفتح تحقيق في ما وصفوه بـ "الوعود الكاذبة" بتشغيلهم وضمان العيش الكريم لهم". وأشارت المجموعة إلى أنهم استعملوا السلاسل والسموم القاتلة، "من أجل مواجهة غطرسة المجلس الترابي الجماعي لسوق السبت ولاد النمة، وتجاهل ودحرجة ملفنا المطلبي، وتحميله العواقب القانونية للتطورات والمستجدات الخاصة بمطالب بالشغل والعيش الكريم وتنفيذ الوعود السابقة". عصام الناصيري