fbpx
الأولى

‭”‬نوار‭” ‬بالملايير‭ ‬في‭ ‬المخلفات‭ ‬الصناعية

نزاعات‭ ‬بين‭ ‬مساهمين‭ ‬فضحت‭ ‬القطاع‭ ‬ومتورطون‭ ‬يدونونها‭ ‬خسائر‭ ‬للتحايل‭ ‬على‭ ‬الدولة

فضح‭ ‬نزاع‭ ‬قضائي‭ ‬بين‭ ‬مساهمين‭ ‬في‭ ‬شركات‭ ‬كبرى،‭ ‬سوقا‭ ‬سوداء‭ ‬لبيع‭ ‬المخلفات‭ ‬الصناعية،‭ ‬تقدر‭ ‬معاملاتها‭ ‬بالملايير،‭ ‬تسدد‭ ‬نقدا‭ ‬لتفادي‭ ‬مراقبة‭ ‬المؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬المختصة‭ ‬وتدون‭ ‬في‭ ‬الوثائق‭ ‬المحاسباتية‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬خسائر،‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬امتيازات‭ ‬ضريبية‭ ‬وجمركية‭.‬

واكتشف‭ ‬المساهمون‭ ‬خلال‭ ‬مراجعة‭ ‬وثائق‭ ‬محاسباتية،‭ ‬أن‭ ‬أطنانا‭ ‬من‭ ‬المخلفات‭ ‬تتنوع‭ ‬بين‭ ‬نباتية‭ ‬وزيتية‭ ‬ومنتوجات‭ ‬لتلفيف‭ ‬المواد‭ ‬الأولية،‭ ‬خصوصا‭ ‬الكارتون‭ ‬والخشب‭ ‬والبلاستيك،‭ ‬سيما‭ ‬المستوردة‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬يعاد‭ ‬بيعها‭ ‬في‭ ‬السر،‭ ‬وأن‭ ‬مسير‭ ‬شركتهم‭ ‬يستفيد‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الواحدة‭ ‬من‭ ‬بيع‭ ‬هذه‭ ‬المخلفات‭ ‬دون‭ ‬علمهم‭ ‬من‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬700‭ ‬مليون،‭ ‬تسلم‭ ‬له‭ ‬نقدا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬سماسرة‭ ‬وتجار‭ ‬متخصصين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬

وتحدثت‭ ‬مصادر‭ ‬عن‭ ‬تلاعبات‭ ‬كبيرة‭ ‬تطول‭ ‬سوق‭ ‬بيع‭ ‬المخلفات‭ ‬الصناعية،‭ ‬إذ‭ ‬وصل‭ ‬الأمر‭ ‬ببعض‭ ‬المصانع‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬الصناعة‭ ‬الغذائية‭ ‬إلى‭ ‬تزويد‭ ‬السوق‭ ‬الوطنية‭ ‬سرا‭ ‬بحصة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬من‭ ‬الخضر‭ ‬والفواكه‭ ‬لا‭ ‬تتوفر‭ ‬فيها‭ ‬معايير‭ ‬تصديرها‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭ ‬بسبب‭ ‬عيوب‭ ‬أو‭ ‬أنها‭ ‬غير‭ ‬ناضجة،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬الأرباح‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تحققها‭ ‬الشركات‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬التجارية،‭ ‬سيما‭ ‬أنهم‭ ‬يلزمون‭ ‬المتعاملين‭ ‬معهم‭ ‬على‭ ‬تسديد‭ ‬ثمنها‭ ‬نقدا،‭  ‬يتم‭ ‬إسقاطها‭ ‬من‭ ‬وثائق‭ ‬المحاسبة‭ ‬التابعة‭ ‬للشركات‭ ‬المعنية،‭ ‬للتمويه‭ ‬على‭ ‬باقي‭ ‬المساهمين‭ ‬ومسؤولي‭ ‬الضرائب‭ ‬والجمارك،‭ ‬أو‭ ‬اعتبارها‭ ‬خسائر‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬الشركة‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬امتيازات‭ ‬ضريبية‭ ‬أو‭ ‬جمركية‭.‬

كما‭ ‬تشمل‭ ‬العملية‭ ‬أيضا،‭ ‬منتوجات‭ ‬مصبرة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الأنواع،‭ ‬المخصصة‭ ‬للتصدير،‭ ‬إذ‭ ‬خلال‭ ‬عملية‭ ‬التصنيع‭ ‬يتعرض‭ ‬عدد‭ ‬منها‭ ‬لعيوب‭ ‬في‭ ‬الصنع،‭ ‬وبحكم‭ ‬استحالة‭ ‬تصديرها‭ ‬إلى‭ ‬المتعاملين‭ ‬معهم‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬يتم‭ ‬ترويجها‭ ‬في‭ ‬السر‭ ‬بالسوق‭ ‬الوطنية‭ ‬عبر‭ ‬سماسرة‭ ‬وبأثمنة‭ ‬رمزية‭.‬

وتحدثت‭ ‬مصادر‭ ‬عن‭ ‬رواج‭ ‬كبير‭ ‬بالسوق‭ ‬السوداء‭ ‬الخاص‭ ‬للمخلفات‭ ‬الصناعية‭ ‬بمدن‭ ‬كبرى،‭ ‬إذ‭ ‬يتم‭ ‬إعادة‭ ‬بيع‭ ‬الكارتون‭ ‬والخشب‭ ‬والبلاستيك‭ ‬إلى‭ ‬شركات‭ ‬متخصصة‭ ‬دون‭ ‬تسديد‭ ‬رسوم‭ ‬الضريبة‭ ‬على‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة،‭ ‬كما‭ ‬تستغل‭ ‬المخلفات‭ ‬النباتية‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬أعلاف‭ ‬المواشي‭ ‬واستغلالها‭ ‬في‭ ‬صناعات‭ ‬أخرى‭. ‬

وأفادت‭ ‬مصادر‭ ‬أن‭  ‬المتورطين‭ ‬رغم‭ ‬تحقيقهم‭ ‬الملايير‭ ‬في‭ ‬بيع‭ ‬المخلفات‭ ‬الصناعية،‭ ‬ابتكروا‭ ‬حيلة‭ ‬لإخفاء‭ ‬تلاعبات،‭ ‬عبر‭ ‬تدوين‭ ‬هذه‭ ‬المخلفات‭ ‬على‭ ‬شكل‭ ‬خسائر‭ ‬مالية‭ ‬كبيرة‭ ‬تكبدتها‭ ‬الشركة،‭ ‬ما‭ ‬أثر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬الأرباح‭ ‬السنوية‭ ‬للمساهمين،‭ ‬وحرم‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬ملايير‭ ‬الضرائب‭ ‬والرسوم‭ ‬الجمركية،‭ ‬عبر‭ ‬تقديم‭ ‬وثائق‭ ‬محاسباتية‭ ‬مشكوك‭ ‬فيها‭. ‬

مصطفى‭ ‬لطفي


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى