البناء ممنوع والسماح بالإصلاح والترميم فقط ولعبة القط والفأر مع المسؤولين بسلا سجلت جماعة سلا، خلال 2021، عدم منح رخصة البناء، بعد إدخالها إلى مجال المناطق الممنوع فيها البناء، ومحاصرتها ببرنامج التصميم القطاعي، المزمع تطبيقه بالنفوذ الكامل للجماعة، فلم يعد أمام أبنائها سوى الاستفادة من رخص الإصلاح والترميم. وأمام هذا "البلوكاج» خرجت أصوات مطالبة بتفعيل التصميم القطاعي بالمثل الممتد من مركب مولاي رشيد إلى مركز العرجات ومنطقة "تكنوبوليس» التي تشكل 10 بالمائة من مساحة الجماعة، وتطبيق برنامج قروي يراعي خصوصيات المنطقة الشاسعة. إنجاز:عبدالحليم لعريبي / تصوير(عبدالمجيد بزيوات) تمتد جماعة السهول على 360 كيلومترا مربعا شرق سلا، تحدها غربا جماعة احصاين بسلا الجديدة وعامر ببوقنادل، وشمالا جماعة سيدي علال البحراوي، وتمتد شرقا إلى حدود جماعات ثلاثاء إدريس أغبال وقرية تيداس والمعازيز بمقدمة جبال الأطلس المتوسط بإقليم الخميسات. يستغرق السفر من مركز المدينة بسلا إلى حدود الجماعة شرقا بمحاذاة دواوير تابعة لإقليم الخميسات، ساعة وربعا على امتداد 80 كيلومترا، ومن مركز العرجات الذي يوجد به مقر الجماعة وقيادة السهول تمتد الجماعة بنحو 60 كيلومترا نحو الجنوب الشرقي، على الحدود مع دائرة الرماني، ويستغرق السفر إليها عبر سيارة حوالي ساعة. هذه الجماعة الممتدة على آلاف الهكتارات تتكون من 47 دورا، مازال 90 بالمائة من أهلها يعتمدون تربية الماشية والرعي والزراعة التقليدية، لكنهم لم يتوقعوا يوما أن تدخل ضمن المناطق الممنوعة البناء، فوجد المصنفون ضمن خانة الهشاشة الاجتماعية بهذه الجماعة الترابية أنفسهم في وضع لا يحسدون عليه، وستطبق عليهم الشروط نفسها المطبقة على السكن بالتجزئات السكنية. الإصلاح والترميم فقط لم تسلم جماعة السهول بالتنسيق مع الوكالة الحضرية لسلا أو قسم التعمير بعمالة المدينة، أية رخصة بناء في 2021، وفقا لإرسالية بعثتها الجماعة إلى مديرة الوكالة، نهاية الشهر الماضي، فيما يوجد 38 ملفا تنتظر الدراسة، في انتظار ما سيسفر عنه البرنامج التوقعي للتصميم القطاعي المقبل. عدد كبير من قاطني هذه الجماعة يحكون بمرارة عن إدخال الجماعة ضمن تصميم التهيئة القطاعي، دون اقتراح بدائل للقاطنين بالمجال القروي، وأصبح حتى مربو الماشية محاصرين، إذ أرادوا بناء الإسطبلات لتربية الأبقار والأغنام والماعز والدجاج. وفي الوقت الذي منعت فيه السلطات البناء، لم يعد للقاطنين سوى الاستفادة من رخص الإصلاح والترميم للبنايات المتهالكة، وكل من يتوفر على مسكن من حقه إعادة إصلاحه. مئات العائلات تنتظر تفعيل الإجراءات القطاعية لوضع حد للانتظار بعد تحويل الجماعة إلى منطقة "البناء الممنوع"، ما جعل مستقبل شبابها رهينا بتفعيل بدائل أخرى وإعادة النظر في كيفية تشييد بيوت تؤويهم سيما وسط الشباب المتزوج حديثا أو الراغبين في تأسيس أسر، فيما لجأ المنتخبون إلى طلب لقاءات مع مختلف المتدخلين وعلى رأسهم عامل المدينة ومدير الوكالة الحضرية. اجتماعات لحل الإشكال يؤكد العربي الرويشي، رئيس الجماعة الترابية السهول، أن هناك اجتماعات مع مختلف المتدخلين أولهم عامل الإقليم، لإيجاد بدائل في صيغ قانونية تمنح الأمل لشباب الجماعة في البناء، بعدما باتت المنطقة محاصرة بتصميم التهيئة القطاعي وآراء الوكالة الحضرية، قبل أن يضيف «أصبحت محروما من تطبيق المادة 40، إذ سيسري على السهول ذات الامتداد الجغرافي الواسع ما يسري على التجزئات السكنية بالحواضر الكبرى». وأوضح الرويشي أن المقترح الحالي هو تبني تصميم تهيئة نموذجي يلبي حاجيات جميع الفئات، سيما منها التي تعاني الهشاشة الاجتماعية، وأيضا تصميم يتلاءم مع جميع الوضعيات العقارية لتسهيل إحداث البنايات البيئية التي تحترم مجموعة من الشروط بدل الحرمان من السكن، إذ لا يعقل، حسب قوله، أن يحرم شباب في مقتبل العمر أراد الزواج والاستقرار، من بناء بيت يؤويه، قبل أن يضيف»متمنياتي أن يرفع هذا "البلوكاج». مقترح للخروج من الأزمة يشير رئيس الجماعة إلى أن طموح المنتخبين الجدد بمجلس الجماعة، هو أن يطبق التصميم على المناطق الممتدة بين مركز العرجات ومركز مولاي رشيد الرياضي إلى حدود مجمع "تكنوبوليس»، إذ تشكل هذه المساحة حوالي 10 بالمائة من مساحة الجماعة، مضيفا لا حرج أن يطبق فيه تصميم التهيئة القطاعي، أما 90 بالمائة التي يقطنها القرويون ومنهم من يعاني الهشاشة الاجتماعية والفقر المدقع فلا يجب أن نطبق عليها شروط التصميم الجديد مراعاة لظروف السكان الاجتماعية، لأن إخضاعهم لنظام التهيئة سيشجعهم على السكن غير اللائق والهجرة القروية.