كرة القدم لها منطق دائما، حتى لو رأى كثيرون العكس، أو حدثت فلتات، لكن على العموم لا يصح إلا الصحيح. ما يفعله جمال سلامي في الفتح يعكس هذا المنطق، فعندما يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، فإن منطق الكرة يحترم، ليس بالفوز على الوداد، ولكن بأشياء أخرى، لنتأمل: بالتحاق جمال سلامي، عاد الهدوء إلى النادي، وتحسن أداء اللاعبين، وتم اتخاذ قرارات حازمة في ملفات ظلت تؤرق المسؤولين لوقت طويل، خصوصا تسريح نوفل الزرهوني، وأنيس سالتو، وبعض المؤطرين بالنادي، إضافة إلى حراسة المرمى، من خلال اعتماد تكافؤ الفرص، بين الحارسين المهدي بنعبيد ومحمد أمسيف، ليقع الاختيار على بنعبيد الذي ظل مقصيا لفترة طويلة، وها هو اليوم يحمي مرمى الفريق بكل ثبات. وتحسن الأداء الجماعي للفريق، من خلال تحقيق ثلاثة انتصارات متتالية، رفقة المجموعة نفسها تقريبا التي كانت على وشك النزول إلى القسم الثاني، في آخر ثلاثة مواسم، رفقة وليد الركراكي ومصطفى الخلفي وديمبا، بل ظلت عاجزة عن الفوز لعشر دورات هذا الموسم. وتطور أداء اللاعبين بشكل لافت، وصار لاعبون كانوا عرضة للانتقادات، نجوما مع جمال سلامي، مثل سعد أيت الخرصة، وأسامة الراوي ويوسف الليموري ومنتصر الحتيمي ورضا الهجهوج ويوسف العامري وأمين اللواني، كما أشرك المدرب لاعبين آخرين لا تتجاوز أعمارهم 20 سنة. ويملك الفتح هامشا كبيرا للتطور رفقة سلامي، لعدة اعتبارات، أهمها توفر الرجل على عقد لخمس سنوات، وتركيزه في عمله على تطوير مؤهلات لاعبيه، على غرار ما حققه في الرجاء والدفاع الجديدي والمنتخب المحلي، إضافة إلى توفر النادي على عدد كبير من اللاعبين الشباب، وعلى مركز للتكوين، وتجهيزات مساعدة، أما المنافسة على الألقاب، فقد يكون الأمر سابقا لأوانه، لكنه ليس غريبا عليه. بالتوفيق عبد الإله المتقي