مهمة مستحيلة < أعتقد أن قرار اعتماد الامتحانات عن بعد سيضر بشكل مباشر بمصالح طلبة المؤسسات الجامعية، خاصة ذات الاستقطاب المفتوح التي يلج إليها الآلاف سنويا. فهناك عدة عراقيل تواجه هذه العملية، بالنظر إلى واقع الجامعات المغربية، التي تعاني ضعفا كبيرا على مستوى الرقمنة، ويلاحظ هذا الضعف بمجرد الولوج إلى بواباتها الإلكترونية على سبيل المثال لا الحصر. كما أن عددا كبيرا من الطلبة لا تتوفر لهم إمكانية الولوج إلى الأنترنيت، وجزء كبير منهم يسكن في مناطق نائية لا يتوفر فيها الصبيب الكافي. < فعلا، إضافة إلى ما سبق، هناك إشكاليات أخرى مرتبطة بعامل التنقيط والتقييم، وهنا لا أفهم كيف يمكن اختبار طالب عن بعد باستعمال الشبكة العنكبوتية، دون إغفال إمكانية البحث عن الأجوبة في الكتب، أو عبر الأنترنت نفسه. يصعب تطبيقها بالنسبة إلى الطلبة بسلك الإجازة، لكن يمكن، في نظري، اعتماد تقنية الفيديو بالنسبة إلى المترشحين، الذين يرغبون في ولوج سلكي الماستر والدكتوراه لأن العدد يكون محدودا. < أرى أنه من المنطقي أن تنظم الامتحانات الجامعية على مستوى المدن، أو المقاطعات تفاديا للاكتظاظ، وضمانا للمساواة في التنقيط. فتجربة مراكز الامتحانات في المدن والمقاطعات أعطت أكلها في عز أزمة كورونا السنة الماضية. وفي مناسبات محدودة تم تنظيم اختبارات المراقبة المستمرة، من قبل بعض الأساتذة بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بعين الشق، كانت النتائج كارثية وغضب الطلبة لعدم قدرتهم على المواكبة في هذا الاتجاه، ولن تقوى الجامعات إطلاقا على تنظيم الإمتحانات عن بعد. أجرى الحوار: ي. س * باحث جامعي