النقل السياحي… رعب “كوفيد” مازال جاثما

إغلاق الأجواء وفرض الجواز يربكان نشاط النقل والفدرالية تنتظر تدخل الحكومة أحاطت الفدرالية الوطنية للنقل السياحي رئيس الحكومة، بالأضرار التي تسببها القرارات الفجائية على قطاع السياحة، من خلال مراسلة تؤكد فيها أن القرار الأخير الفجائي بتوقيف الرحلات مع المملكة المتحدة وهولندا وألمانيا، تسبب في تخبط لدى عدد من المغاربة والسياح الذين حجزوا تذاكر للسفر بين البلدين، خصوصا لفترة العطل الخريفية وقرب فترة أعياد الميلاد، وباتوا مضطرين إما لمحاولة تبديل التذاكر أو البحث عن الدخول من بلد أوربي آخر على الحدود، خصوصا أن القرار دخل حيز التنفيذ يوما واحدا بعد الإعلان عنه. إعداد : برحو بوزياني وجدت مقاولات النقل السياحي نفسها مرة أخرى أمام أزمة جديدة وأعباء مالية إضافية، بعدما غامرت بأداء واجبات التأمين والضريبة على المحور والصيانة التقنية لبعض المركبات من أجل استئناف جزئي للعمل. كما وجدت نفسها بدون زبناء بسبب الإغلاق، وعدم التوصل بمستحقات الذين اضطروا إلى توقيف زياراتهم للمغرب والإسراع نحو المطارات. وأكد محمد با منصور، الكاتب العام للفدرالية الوطنية للنقل السياحي، أن مهنيي النقل أكثر من يتعامل مع السائح، إذ وجدوا أنفسهم في وضع محرج، عند تلقي خبر تعليق الرحلات، واستقبال وابل من الانتقادات من الزبناء، دون أن يملكوا حججا مقنعة للدفاع عن صورة الوطن سوى الإسراع لمئات الكيلومترات لإعادة الزبناء للمطارات في غضون سويعات قليلة لانطلاق آخر الرحلات نحو بلدانهم. وأكد با منصور في حديث مع "الصباح"، أن معظم الزبناء أصبحوا يرون المغرب وجهة غير آمنة للسفر، ويعتبرونه منطقة تهددهم بالبقاء عالقين داخليا لمدة غير محدودة، بالإضافة إلى المصاريف الإضافية المكلفة، بسبب غلاء أسعار الرحلات الجوية الأخيرة قبل موعد تعليق الرحلات. وانتقدت الفدرالية الوطنية للنقل السياحي فرض جواز التلقيح، باعتباره وثيقة وحيدة وشرطا أساسيا للتنقل، ما زاد من الأعباء والمتاعب التي طالبت بإيجاد حلول لها، عبر مراجعة دفاتر التحملات، وتوقيف تعسفات بعض عناصر الدرك والشرطة في السدود القضائية والأمنية. وطالبت الفدرالية بعقد اجتماع استعجالي مع رئيس الحكومة من أجل إحاطته بوضعية القطاع، وسبل الخروج من الأزمة، وتضمين بعض المقترحات ضمن مشروع قانون المالية 2022، والذي يفتقد لأي مقاربة اجتماعية أو تضامنية، تجيب عن الأزمة التي خلفتها جائحة كورونا. وأكد مسؤولو الفدرالية أهمية إيجاد حلول بديلة لقرارات تعليق الرحلات، خصوصا مع الدول الثلاث التي شملها القرار الأخير، والتي تمثل نسبة كبيرة من وجهات زبنائهم وأفضلها على الإطلاق، مطالبين بنهج سياسة الحوار والأخذ بعين الاعتبار الأضرار الاقتصادية والاجتماعية لأي قرار تتخذه الحكومة، والتشاور مع مختلف الفاعلين الاقتصاديين وفي المقدمة مهنيو قطاع السياحة الذي يعد النقل السياحي هو قلبه النابض. وبخصوص الأوضاع الاجتماعية، طالبت الفدرالية الوطنية للنقل السياحي بتمديد دعم الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لفائدة أجراء قطاع النقل السياحي، إلى غاية انفراج الأزمة وعودة القطاع إلى العمل، وصرف مستحقات الدعم الخاص بالأشهر الثلاثة الماضية، الذي لم يصرف للمستخدمين طبقا لعقد البرنامج، ومراجعة عقد البرنامج لإنعاش قطاع السياحة 2020-2022 وملاءمته مع مستجدات الظرفية، وتخصيص عقد خاص بقطاع النقل السياحي، باعتباره المتضرر الأكبر من الجائحة، سيما أزمة أقساط الديون الخاصة بالمقاولات والمهنيين. قطبي: فقدان ثقة الزبناء في وجهة المغرب أكد زهير قطبي، رئيس الجمعية الجهوية للنقل السياحي بجهة البيضاء سطات، أن قطاع النقل السياحي بالجهة أصبح غير قادر على تحمل الأزمة والقرارات المفاجئة التي شملت توقيف الرحلات مع ثلاث دول، موضحا أن جل شركات النقل السياحي في مأزق من الناحية المالية، بسبب المديونية الثقيلة لدى مؤسسات القروض والتأمين، والخسارة التي تقدر بملايين الدراهم لمقاولات النقل السياحي، وفقدان ثقة الزبناء والشركاء في وجهة المغرب السياحية. وأوضح أن هذه الوضعية تسببت في توقيف مستخدمين عن العمل بدون أجور، واحتقان راجع إلى عدم أداء تعويض "كوفيد 19 " من قبل الضمان الاجتماعي. ضربات متتالية تلقى قطاع السياحة ثلاث ضربات متتالية، حدت من آمال تعافيه واستعادة نشاطه، بعد حوالي سنتين من الأزمة الناتجة عن تداعيات "كوفيد 19». وصرخ مهنيو القطاع بصوت مرتفع ضد الإجراءات الحكومية الأخيرة، التي همت فرض الجواز الصحي، دون مهلة، وإلغاء عقد الجمعية العامة للمنظمة الدولية للسياحة التي كانت مقررا عقدها بمراكش، وإغلاق أجواء الطيران مع ثلاث دول أوربية تمثل وجهات أساسية لجلب السياح.ووصف مهنيون في القطاع السياحي، ما جرى بـ"تسونامي" الذي هز مختلف مهن السياحة، في الوقت الذي بدات أمالهم تنتعش بالعودة التدريجية إلى النشاط، بعد تراجع الوضعية الوبائية، وتقدم الحملة الوطنية للتلقيح. وفي الوقت الذي قررت بلدان العالم استئناف نشاطها السياحي، وانخراط الحكومات والدول في برامج لدعم القطاع على العودة إلى نشاطه العادي، يسجل المهنيون تأخر الحكومة المغربية في التعاطي مع الوضع الكارثي الذي يعيشه المجال. فالحدود مازالت مغلقة مع بعض الوجهات السياحية، وحالة الطوارئ الصحية مستمرة، رغم فرض الجواز الصحي، واستمرار منع العديد من الأنشطة، كما أن عقد البرنامج الموقع مع المهنيين مازال لم يجد طريقة للتنزيل.

النقل السياحي… رعب “كوفيد” مازال جاثما

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

عـنـف مـتـبـادل

مولاي إدريس بفاس... حافة الموت

مقالات ذات صلة