زمن النقد الذاتي في “بيجيدي”

الهزيمة تعيد الحزب إلى مرحلة التيه بعد استقالة جماعية للقيادة وشبح تصدع وشيك تعرض العدالة والتنمية لـ " تسونامي" انتخابي شامل في 8 شتنبر، جعل قادته يشعرون بالندم لأنهم لم يسمعوا بنصيحة المصطفى الرميد، الذي التمس منهم تقليص نسبة التغطية الانتخابية، وتفادي التنافس على الولاية الثالثة، وترك المكانة لحزب آخر، قصد العودة إلى المعارضة، وممارسة النقد الذاتي وإعادة بناء حزب من منظور جديد، يواكب العصر، بعدما استوعبوا ميدانيا كيفية تدبير الشأن العام والمحلي. ولم يستطع قادة وأطر ومناضلو حزب الإسلاميين، استيعاب ما جرى لهم، كأنهم تعرضوا لقصف بقنبلة نووية، خربت كل شيء، معتبرين أن العقاب كان أقوى مما تصوروه، إذ أن تحصيل 13 مقعدا، ذكرهم بتاريخ دخول الحزب المعترك السياسي مع حكومة التناوب التوافقي. وخيم الحزن كثيرا على محيا قادة العدالة والتنمية، وهم يدخلون المقر المركزي للحزب بحي الليمون بالرباط، لإيجاد تفسير مقنع ل" تسونامي" الذي أصابهم، بسبب النتائج الكارثية والهزيمة المدوية. وبدا مقر الحزب، مثل جنازة لتلقي التعازي، ولم يجد القادة بدا من تقديم استقالة جماعية، في سابقة من نوعها في تاريخ الأحزاب السياسية، وذلك بعد نقاش دام أزيد من ثلاث ساعات. وفر سعد الدين العثماني، أمين عام حزب " المصباح" من عدسات وأسئلة الصحافيين وغادر من الباب الخلفي دون أن يراه أحد. وبرر لحسن الداودي، في تصريح ل" الصباح"، الاستقالة بربط المسؤولية بالمحاسبة، دون أن يفسر سبب الهزيمة، فيما قال رضى بنخلدون في تصريح مماثل، إن مرشحي الحزب تعرضوا لظلم شديد، وأن عقاب الناخبين لم يكن ليتجاوز نصف المقاعد المحصل عليها في 2016، وليس 13 مقعدا، مضيفا أن هناك أسباب أخرى تتعلق بالتأثير في العملية الانتخابية، باستعمال المال وممارسة الضغوطات. وأكد بنخلدون أن قادة الحزب استغربوا لعدم توفرهم على نسخ محاضر مكاتب التصويت، لمعرفة من الفائز ومن الذي لم يحالفه الحظ، مؤكدا أنه في بعض الحالات حصل ممثلو الحزب على محاضر بعض المكاتب دون أخرى التي اختفت، ما أثار أكثر من علامة استفهام حول السير العادي لنزاهة الانتخابات. واعتبر عبد الإله بنكيران، زعيم الإسلاميين، أحد العوامل الأساسية التي دمرت الحزب، بفعل تدخلاته في " لايفات" والتي كانت قاسية في حق صديقه العثماني رئيس الحكومة، والوزراء والقادة والفريق البرلماني، طيلة سنوات تدبير الشأن العام، ما جعل الحزب يعيش تصدعا تنظيميا داخليا ويعاني الأمرين في تدبير شؤونه، بل تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى قصف بنيران صديقة في حق وزراء الحزب. وفهم المواطنون رسائل بنكيران، الذي قال إن أغلب عمدان المدن، ورؤساء مجالس المدن ووزراء الحزب كانوا على " باب الله"، وحينما دبروا الشأن العام والمحلي، " ترقعوا" واشتروا سيارات، ومنازل، وذلك وفق القانون، ما شجع المواطنين الذين كانوا عادة يصوتون للعدالة والتنمية، بالترشح بدورهم للحصول على هذه الامتيازات، لذلك تمكن أشخاص من تحقيق الفوز في أولى مشاركتهم الانتخابية، بسبب قدرتهم التواصلية وعملهم الدائم في جمعيات المجتمع المدني التي تشتغل على سياسة القرب. وتلا سليمان العمراني، النائب الأول للأمين العام، بلاغ الحزب، الذي جاء فيه "إن النتائج الانتخابية المعلنة غير مفهومة وغير منطقية، ولا تعكس حقيقة الخريطة السياسية للحزب ولا موقعه وتجاوب المواطنين معه". وقالت الأمانة العامة، إنها تتحمل كامل مسؤوليتها السياسية عن تدبيرها لهذه المرحلة، لذلك قررت تقديم استقالة جماعية، وتم التوافق على عقد مؤتمر استثنائي للحزب لانتخاب قيادة جديدة. أحمد الأرقام

زمن النقد الذاتي في “بيجيدي”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأمطار توقف مباراة الشابات وبنين

المنحة "تفرخ" الفرق النسوية

مقالات ذات صلة