تبادل اتهامات بتنفيذ عمليات اختطاف واحتجاز جماعي في منتجعات ببوزنيقة وضيعات ببرشيد اشتعلت جبهات الاختطاف, الاحتجاز بين الأحزاب، إذ يواجه منسقون معضلة غريبة، تنفرد بها الانتخابات المغربية تتمثل في اختفاء منتخبين ناجحين في امتحان 8 شتنبر، إذ وجد منسقون ومسؤولون حزبيون في الفروع والأقاليم والجهات أنفسهم بلا أعضاء لتشكيل أغلبيات اعتقدوا أنها مضمونة بحكم الصناديق. وزاد من وطأة الظاهرة حياد مشبوه للسلطات الترابية، دفع بالأحزاب إلى تبادل اتهامات بتنفيذ عمليات اختطاف ونفي "اختياري" إلى منتجعات وضيعات إلى حين وصول موعد جلسات انتخابات رؤساء ومكاتب الجماعات. ولم يجد حزب الاستقلال بدا من اللجوء إلى القضاء بحثا عن منتخبين نالوا ثقة الناخبين في جماعات قروية تابعة لتراب عمالة المحمدية، ثم تغيبوا بطرق مشكوك فيها وتعطلت هواتفهم في ظل ورود أخبار عن وجودهم في إقامات شبه جبرية في منتجعات محروسة بمنطقة بوزنيقة. ووصل الوضع الانتخابي في بعض الدوائر حد السريالية إذ تلقى منسق جوابا غريبا من أحد أعضاء حزبه "المختطفين"، بعدما تمكن من ربط الاتصال به في غفلة من حراس "الإقامة الإجبارية" الذين يمنعون استعمال الهواتف المحمولة الشخصية، فقال له بأن المسألة لا تقتصر على الترغيب بل استعمل فيها سلاح الترهيب، في إشارة إلى أن المستشار الموجود رهن إقامة جبرية بحرية سبق أن كان عضوا في المكتب السابق وتلقى تهديدات بفضح مستور خروقات الفترة الانتخابية، خاصة في ملف التلاعبات التي عرفها برنامج مسالك للطرق القروية الذي مولته جهة البيضاء سطات تحت رئاسة المصطفى بكوري. وزاد صراع الأحزاب على الظفر بمنصب رئاسة الجهة المذكورة من اتساع دائرة الاختفاء غير القسري صوب ضيعات برشيد، إذ لم تتمكن أحزاب الجهة من رصد آثار منتخبيها، في اتهامات لمرشح بجمع نصابه القانوني بمكان مجهول، ما يهدد بأزمة بين التجمع الوطني للأحرار والاستقلال، والأصالة والمعاصرة، قد تمتد ارتداداتها إلى مشاورات تشكيل الحكومة. وللهروب من كمائن النفي الاختياري اختار منتخبون الاختفاء الإرادي منذ ليلة إعلان النتائج والتفاوض عن بعد ومن موقع قوة، إذ وصلت المساومات إلى ترضيات غير مسبوقة، توزعت فيها المطالب بين الشقق والسيارات، تجنبا للتورط في تسليم مبالغ مالية، قد تكون موضوع شكايات مسبقة. ولم تنج النساء من حرب الخنادق الرئاسية إذ شملتهن مساومات بعض الوكلاء، ونلن حظهن من الإقامة الجبرية إذ اضطر بعض أصحاب خطط النفي إلى تخصيص مناف انفرادية، تجنبا لجمع نساء ورجال في المنزل نفسه، والوقوع في مطب تهمة إعداد أوكار مشبوهة. وأصدرت الداخلية تعليمات للعمال بالحرص على الدعوة إلى جلسات انتخاب الرؤساء المقررة في الفترة الممتدة بين 14 و23 شتنبر الجاري، في أقرب وقت ممكن بعد حصر الترشيحات مراعاة لعدم توفر النصابات القانونية، سعيا لضمان احترام الآجال القانونية لانتخاب الرؤساء المحددة في 15 يوما، بما فيها خمسة أيام المخصصة لإيداع الترشيحات بداية من الخميس الماضي. ياسين قُطيب